السؤال:

هذه مجموعة من الاستفسارات والأسئلة موجهة إلى أستاذنا الشيخ عبدالله القنوبي ، فليتفضل بالإجابة عنها مؤجوراً بإذن الله غير مأمور ...

 

س1 - في قوله تعالى : (( وسئل القرية ... )) ، لماذا رُسمت "وسئل" بهذه الصورة، بل لماذا لم تُرسم "واسئل" أو "وسَلِ" ؟ فلو ابتدأنا بها جملة ما ؛ لاستحال دونها النطق لأن السين ساكنة ؟

 س2 - أحياناً ترد كلمة "نعمة" بهذه الصورة وأحياناً بصورة "نعمت" فما الفرق بينهما ؟

 س3 - في قوله تعالى : (( ومن أوفى بما عاهد عليهُ الله ... )) ، لماذا ضُمّ الضمير بالرغم من أنه جاء بعد جر ؟

 س4 - في قوله تعالى : (( ... وليكوناً من الصاغرين )) ، لماذا لم تُرسم هكذا "وليكونن" ، في حين أن الأخيرة وردت في أكثر من موضع ؟

 س5 - في قوله تعالى : (( وتوبوا إلى الله أيه المؤمنون لعلكم تفلحون )) ، لماذا لم تُكتب "أيها" بالألف في آخرها ؟

 س6 - في كلمتي "الصلوة" ، و"الزكوة" ، لماذا تُبدل الألف واو ، ثم تُوضع فوقها ألف ؟

 س7 - هل يختلف نطق كلمة "الصلوت" من موضع لآخر جمعاً وإفراداً ، وإذا كان نعم ، فلماذا لا يُغيّررسمها في كل موضع ؟

 س8 - لماذا لا تُرسم الألف مباشرةً في كلمة "السماوات" أو"الظلمات" أو"الأبصار" أو"يغشاه" .. الخ ، في حين تُرسم في كلمات أخرى كـ "الحساب" ، "النهار" ، "الفائِزون" .. الخ ؟

 س9 – في قوله تعالى : (( .. ومن يكرههُّن .. )) ، لماذا رُسمت الهاء الساكنه في حين لا تُنطق ؟ ولماذا لم تكن "يكرهُهُن" كما جاء بعدها في الآيه : (( .. من بعد إراهِهِن .. )) ؟

 س10 - في قوله تعالى : (( .. قالوا يأبانا ما نبغي .. )) ، كُتبت "نبغي" بالياء في آخرها ، في حين كُتبت في آيه أخرى بدونها ، كما في قوله تعالى : (( هذا ما كنا نبغ )) هكذا بحذف الياء ؟

 فأرشدني إلى الحق وكلمته ، ءاتاك الله كِفلين من رحمته ..

 

الجواب:

أخي الحضرمي

 

هذه علوم طويلة، انه علم الرسم ، حتى لو طلبت أن تعرف سر رسم كل كلمة في القرآن لأجابك الرسم، انه بحر لا ساحل له، فمتى نستطيع أن نجيبك على كل ما سألت.

 

ولكن أعطيك رؤوس أقلام ..

 

المرسوم في المصحف العثماني يخضع لضوابط منها:

1- القراءات : أي أن ترسم تلك الكلمة بتلك الصورة لأجل تعدد القراءة فيها.

 

2- أو لأجل رسم تعارفوا عليه، نحو: مائة، أولئك، أولوا ..

 

3- أو لأجل التوصل للنطق في وقت لم يكن التشكيل موجودا، نحو: سأوريكم، إضافة الواو لضم الهمزة، و" لأ اذبحنه" لفتح الهمزة ...

 

4- لأجل الوقف أو الوصل: نحو "يمح" وقفا ، ويكوناً: وصلا..

 

وشرح هذا يطول جدا، لأنه علم له كتبه ومناهجه وتأريخه.

س1 - في قوله تعالى : (( وسئل القرية ... )) ، لماذا رُسمت "وسئل" بهذه الصورة، بل لماذا لم تُرسم "واسئل" أو "وسَلِ" ؟ فلو ابتدأنا بها جملة ما ؛ لاستحال دونها النطق لأن السين ساكنة ؟

 ج: رسمت هكذا "وسئل" لتحتمل قراءة ابن كثير الذي يقرأ "وسل"، ولو رسمت "واسئل" لما أشار الى القراءة الأخرى، اما عند الابتداء فعبارة " وسئل" تعامل معاملة الكلمة الواحدة التي لا يمكن فصلها عن الواو مع اثبات الهمزة بعد السين.

 

س2 - أحياناً ترد كلمة "نعمة" بهذه الصورة وأحياناً بصورة "نعمت" فما الفرق بينهما ؟

ج: ليست كلمة نعمة وحدها هي التي ترسم بالتاء المفتوحة بل جملة كلمات ( نعمت، رحمت، سنت، بقيت الله، امرأت، قرت عين، فطرت، شجرت، لعنت، جنت، ابنت، معصيت، كلمت ) وغيرها، فلغة قريش يقفون عليها بالهاء، وبذلك قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب من العشرة .

 ولغة طيء يقفون عليها بالتاء كحالة الوصل وبذلك قرأ بقية القراء.

 وهناك كلمات أخرى لها نطقها الخاص بسبب القراءة فيها تراجع فيها كتب القراءات.

 

س3 - في قوله تعالى : (( ومن أوفى بما عاهد عليهُ الله ... )) ، لماذا ضُمّ الضمير بالرغم من أنه جاء بعد جر ؟

 ج: الأصل في الهاء أن تبنى على الضم في "عليه" لأن "على" مأخوذه من علا يعلو، فهو واوي أي الألف المقصورة منقلبة عن واو، الواو تناسبها الضمة لذلك ضمت الهاء، وبذلك قرأ حفص في هذا الموضع.

 أما أكثر المواضع فقرأها بكسر الهاء لما ذكرت من سبقها بالياء في "عليه" والياء تناسبها الكسرة، والعرب تنطقها على الوجهين، والقراء يقرأون بهذا وهذا.

 وهناك تعليلات بلاغية يطول الكلام بذكرها، يمكن أن تراجعها في حلقات برنامج لمسات بيانية للدكتور فاضل السامرائي.

 

س4 - في قوله تعالى : (( ... وليكوناً من الصاغرين )) ، لماذا لم تُرسم هكذا "وليكونن" ، في حين أن الأخيرة وردت في أكثر من موضع ؟

 ج: هذا الموضع بالتحديد ورد بصيغة القسم، فاللام موطأة للقسم بخلاف المواضع الأخرى، والمعنى: والله ليكونن من الصاغرين، واللغويون حكوا الوقوف على ما كان قسما بالألف لا بالنون، فلو رسمت بالنون لجاز قراءتها بالنون، وهذا لا يصح، قال العلامة الداني: "القراء مجمعون على إبدال النون في الوقف ألفاً".

 

س5 - في قوله تعالى : (( وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون )) ، لماذا لم تُكتب "أيها" بالألف في آخرها ؟

 ج: لأن فيها قراءتين : قراءة اثبات الألف وقفا وبها قرأ ابو عمرو والكسائي ويعقوب، ووقف الباقون بغير ألف ، ومنهم حفص لذلك رسمت الكلمة على قراءته ، بخلاف المواضع الأخرى التي يثبت فيها الألف .

 

س6 - في كلمتي "الصلوة" ، و"الزكوة" ، لماذا تُبدل الألف واو ، ثم تُوضع فوقها ألف ؟

 ج: مختلف في ذلك كثيرا، ومما قيل: إن أصلها واوي، الصلاة مشتقة من صلوَ، والزكاة من زكوَ، والمرجع في ذلك الرسم العثماني الذي اتفقوا عليه، والبحث عن تفصيلات هذا الرسم يطول، وليس عندي الآن متسع من الوقت للتنقيب عنها، هذا ما حضرني الآن.

 

س7 - هل يختلف نطق كلمة "الصلوت" من موضع لآخر جمعاً وإفراداً ، وإذا كان نعم ، فلماذا لا يُغيّر رسمها في كل موضع ؟

ج: هذا مرجعه للقراءة فيمن قرأ بالإفراد أو الجمع وليس بالذوق وبالوقوف على كتب القراءات يتبين ذلك.

 

س8 - لماذا لا تُرسم الألف مباشرةً في كلمة "السماوات" أو"الظلمات" أو"الأبصار" أو"يغشاه" .. الخ ، في حين تُرسم في كلمات أخرى كـ "الحساب" ، "النهار" ، "الفائِزون" .. الخ ؟

 ج: يقولون: لكثرة تكرار هذه الكلمات أسقطت ألفها تخفيفا ونحوه كثير كـ ( الرحمن، هذه، هذا، أولئك، بسم ) وغيرها كثير.

 أما "يغشاه" ترسم "يغشــه" لأجل القراءة فمن القراء من يميلها بين الالف والياء ومثلها ( يخشاه، ترضاه، مولاه ) وغيرها كثير جدا أسقط ألفها مراعاة للقراءة.

 

س9 – في قوله تعالى (( .. ومن يكرههُّن .. )) ، لماذا رُسمت الهاء الساكنه في حين لا تُنطق ؟ ولماذا لم تكن "يكرهُهُن" كما جاء بعدها في الآيه : (( .. من بعد إكراهِهِن .. )) ؟

 ج: هنا إدغام فالأولى ساكنة والثانية متحركة فأدغمت الأولى وشددت الثانية فبقيت في الرسم، لأن رسمها الإملائي هكذا سكنت أو تحركت كما في الكلمة الثانية.

 

س10 - في قوله تعالى (( .. قالوا يأبانا ما نبغي .. )) ، كُتبت "نبغي" بالياء في آخرها ، في حين كُتبت في آيه أخرى بدونها ، كما في قوله تعالى : (( هذا ما كنا نبغ )) هكذا بحذف الياء ؟

 ج: آية الكهف "نبغ" فيها وجهان: أثبت الياء وصلا نافع وابو عمرو والكسائي وابو جعفر، وفي الحالين ابن كثير ويعقوب.

 وحفص يقف عليها بالسكون، فلو رسمت بالياء للزمت حالة واحدة وقراءة واحدة، وعند حذفها تحتمل الحذف والاثبات، بخلاف موضع يوسف" ما نبغي" أثبت القراء الياء فيها.