تفسير سورة الفاتحة الشريفة (بيان بعض معانيها وأحكامها الشرعية)
للشيخ ناصر ابن أبي نبهان الخروصي رحمه الله
تحقيق وتعليق: عبدالله بن سعيد القنوبي
مقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل القرآن العظيم، هدى لكل ذي قلب سليم، على صراطه المستقيم، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الأمي الشارع به وبإيضاح الدين القويم، وعلى آله وصحبه وأهل طاعته، وجميع أولياء الله أهل القرب والتكريم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أما بعد:
فاعلم أن صاحب (الروضة والغدير)[1]، وصاحب (الثمرات)[2]، وصاحب (الانتقاد)[3] كل منهم لم يأخذ من الفاتحة آيات في الأحكام الشرعية، وإني لما تفكرت في معانيها وجدت في بعض آياتها أحكاما شرعية، فأحببت أن أبدأ بذكر آياتها في فصلين: الفصل الأول في بيان بعض معانيها، وهذا شروع الابتداء، والحمد لله أبداً.
———————————————
[1] – كتاب الروضـة والغدير للأمـير محـمد بن الهـادي عالم من علماء الزيدية (ت 720 هـ)، وكتابه هذا هو تفسير للقرآن الكريم، استمد منه صاحب ثمرات المعارف الآتي ذكره في الترجمة التي بعده.
[2] – الثمرات اليانعة والأحكام الواضحة القاطعة، مؤلفه: القاضي يوسف بن أحمد بن عثمان (الشهير بالفقيه يوسف) توفي عام 832هـ باليمن.، الكتاب طبعته: طبعته وزارة العدل بالجمهورية اليمنية الطبعة الأولى عام 1423هـ بتنفيذ مكتبة التراث الإسلامي بصعده، تحقيق عبد الله الحوثي وآخرون، ويقع الكتاب في خمسة مجلدات متوسطة الحجم .
[3] – كِتَابُ الِانْتِقَادِ لِلْآيَاتِ الْمُعْتَبَرَةِ فِي الِاجْتِهَادِ هو أحد الأبواب المضمنة كتاب “البحر الزّخّار الجامع لمذاهب علماء الأمصار”، لمؤلفه احمد بن يحي بن المرتضى، الزيدي مذهباً، هو في الحقيقة كتاب جمع بين دفتيه علماً جمّاً، وبياناً شاملاً للأقوال العقدية، والأصولية، والفقهية المقارنة، وكان أكثرها استيعاباً وشمولاً لأقوال الفقهية، لأن الكتاب ألف لهذا خصوصاً، وما سبقه من أقوال عقدية وأصولية وفلسفية، كانت بمثابة التقدمة للكتاب.