نوادر المخطوطات للمصاحف العُمانية:
أنموذج ثالث تظهر فيه بساطة مخطوطات المصاحف العمانية، وهو مصحف شريف برقم (62) كتبه الناسخ : سليمان بن محمد بن مطر الوايلي؛ وفرغ منه يوم الاثنين 2 جمادى الأولى 1291هـ ونستطيع القول إن وصفه لا يخرج عن وصف المصحفين اللذين تقدماه.
وعلى شاكلة هذه المصاحف الثلاثة نُسخٌ عديدة، لَم تُعْطِ لأول صفحتين من المصحف خُصوصيَّةً تُذْكَر، فتكتب الفاتحة وأوائل سورةِ البَقَرَةِ دُونَ زَخَارِفَ مُحِيطةٍ بِهِمَا. وتبتدئ من الصفحة اليمين بسورة الفاتحة كاملة، تُقابلها في الصفحة اليسرى بضعُ آياتٍ من أول سورة البقرة، تكتمل الأخيرة منها في الصفحة التالية، وتَمْضي سائرُ الآيات القرآنية على هذا النحو، دون نسقٍ مُطَّرِدٍ في بداية الصفحات أو نِهَايتها.
ولا نجد أية زخارف في سائر أوراقها سوى اطار من خطين متوازيين باللون الأحمر أحيانا.
كما أن الاشارة الوحيدة الى تقسيمات القرآن «من أنصاف وأجزاء وأحزاب» نجدها في حرف العين الذي يتكرر على هامش المصحف لتحديد أعشاره فقط.
وأحيانا يكتب الناسخ في الهامش أرقام بعض الأجزاء عند بدايتها ونشاهد في الحواشي أيضا تصحيحات لبعض ما سهى فيه الناسخ من ألفاظ الآيات سعيا الى ضبطها قدر الامكان.
هذا النمط في كتابة المصاحف شائع بكثرة عند اهل عمان وهو ينطلق من مبدأ يعتبر مكمن الجمال ليس في الزخارف والنقوش والزينة إنما في البساطة التي تكسب القارئ راحة وسكينة وفي وضوح الخط وضبط الشكل الذي يعينه على قراءة صحيحة متقنة للقرآن الكريم وله أمثلة كثيرة في مخطوطات الدار.
——————-
جريدة عمان ، روضة الصائم ،الجمعة, 2 رمضان 1436هـ. 19 يونيو 2015م
عرض: سيف بن سالم الفضيلي