﴿ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾ (2)

عدد المشاهدات: 421 ﴿ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾ الأمر المقسم عليه هو أن الإنسان لَفي خسر إلا أولئك الذين استثناهم الله تعالى، والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا كان الإنسان في خسر وقد ميّزه الله على غيره من الكائنات؟ وجاء القرآن الكريم دالاً على تكريم هذا الإنسان عندما قال الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً﴾، ومن تفضيل الله سبحانه وتعالى لهذا الإنسان أنْ جعله خليفة في هذه الأرض، ومن تفضيله له أنْ خلق له ما في الأرض جميعاً وسخّر له ما في الكون بأسره، يقول سبحانه:

تفسير ﴿ وَالْعَصْرِ ﴾ (1)

عدد المشاهدات: 449 ﴿ وَالْعَصْرِ ﴾ أوّل ما بدأ الله سبحانه وتعالى به في هذه السورة  أنّه أقسم بالعصر، ولله عزّ وجلّ أن يُقسم بما يشاء، وإنما عباد الله مأمورون أن يقسموا به سبحانه وبأسمائه وصفاته من أجل أن يكون تعظيمهم له، والله تعالى عندما يُقسم بأيّ شي من مخلوقاته فإنه يكون مُعظِّماً له، وهذا التعظيم يفتّح الأذهان إلى سرّ الله تبارك وتعالى في ذلك المخلوق. وهنا أقسم الله سبحانه وتعالى بالعصر، فما هو “العصر” المُقْسم به؟ لعلماء التفسير في ذلك أقوال: القول الأوّل: أن المراد بالعصر هو مطلق الدهر، وقَسَمُ الله سبحانه وتعالى به إنما هو من أجل لفت

تفسير سورة العصر: مقدمة

عدد المشاهدات: 424 ( مجموعة محاضرات لسماحة الشيخ الخليلي في تفسير سورة العصر، مرتبة ومحققة، جمع وتحقيق: الباحث المحقق/ فهد بن علي السعدي) ————————– بسم الله الرحمن الرحيم مقدّمة: الحمد لله الذي خلق فسوّى، وقدّر فهدى، وله الآخرة والأولى، أحمده تعالى بما هو له أهل من الحمد وأثني عليه، وأستغفره من جميع الذنوب وأتوب إليه، وأؤمن به وأتوكّل عليه، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضللْ فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، من يُطِعِ الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصِ الله ورسوله فقد ضلّ ضلالاً مبيناً، وأشهد أنّ سيّدنا ونبيّنا محمداً عبده

البيان السادس: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)، والسابع (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ)

عدد المشاهدات: 390 البيان السادس: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) الحكم السابع عشر: دلت على وجوب حبه لأهل محبة الله من أهل زمانه، وعلى استحباب الدعاء إذا دعا لنفسه أن يشركهم في دعائه بنون الجماعة، وفي الفاتحة ذلك واجب عليه فرضاً أن يشركهم كذلك في الصلاة المكتوبة؛ لأنه عليه أن يقرأها كذلك بفتح النون إذا فهم أو أخبر أن قراءتها كذلك، وبكسرة الهمزة إن أمكن. البيان السابع: أول الآية السابعة (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ): فعلى من ينكر أن البسملة ليست آية من الفاتحة كالحنفية يجعلون هذه الآية السادسة ، ومن بعدها الآية السابعة، ومن يعتقد أنها آية منها يجعل هذا أول

البيان الثاني إلى الخامس: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ* إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)

عدد المشاهدات: 360 البيان الثاني: الآية الثانية (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ): الحكم السابع: دلت على وجوب الشكر، ودلت بدلالتها على ذلك وجوب أداء كل واجب على المكلف بكماله من صلاة وغيرها، فدلت بذلك في الصلاة على أن من ترك منها واجباً فلم يؤده لزمه إعادتها. الحكم الثامن: دلت بدلالتها على الندب بأداء المندوب على ما أمكن، وعلى ترك المكروه وترك المحرمات؛ لأنه كذلك حقيقة الشاكر، إذا صدق شكره وصحت مروَّته. البيان الثالث والبيان الرابع: الآية الثالثة والرابعة (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ): الحكم التاسع: دلتا على وجوب الرجاء لرضاء الله تعالى، والخوف من سخطه، وأن يكون العبد متوسطاً بين

الفصل الثاني: في بيان الأحكام الشرعية: البيان الأول: ما دلت عليه البسملة

عدد المشاهدات: 366 في بيان الأحكام الشرعية التي دلت عليها معاني هذه السورة الشريفة؛ التي هي فاتحة الكتاب: البيان الأول: ما دلت عليه البسملة وهي الآية الأولى: الحكم الأول: بالابتداء فيه دلالة على الأمر به، وفي ذلك دلالة على أنها آية من الفاتحة، وأنها تجب قراءتها معها في الصلاة المكتوبة؛ لأن معرفة الله هي أول ما يجب على المكلف متى-ما لزمه-التعبد بمعرفته، فلا يمكن أن يحمده العبد باسمه إلا بعد معرفته به، وقال صلى الله عليه وسلم: “كل أمر لم يُبدأ فيه باسم الله فهو أجذم”[1] والأجذم: المقطوع، فلا يصح الكمال بقراءة الفاتحة على أنها جذماء وصح أنها منها. الحكم

( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ )(الفاتحة:7)

عدد المشاهدات: 407 قوله ( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) (الفاتحة:7): أي طريقة الذين أنعمت عليهم بهدى البيان وهدى السعادة بالعلم والعمل والتمكين من الملائكة والرسل والأنبياء والمرسلين، والعلماء المتقين، والأولياء الصالحين، وصراط النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حقنا نحن أيضاً، وأصحابه المرتضين، وأهل طاعته المتقين، وفي ذلك معانٍ كثيرة منها ما ذكرناه من النظر إلى تعظيم شأن أولياء الله على حقارة نفسه في نظره، ومنها التبرك بهم، ومنها الدلالة على ولايتهم، ومنها معرفته بهم أنهم أولياء الله تعالى، وأن الله تعالى وليهم، وفي ذلك دلالات على جميع أحكام وجوه الولاية، وفي ذلك دلالة على لزومها على من

( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) (الفاتحة: 5-6)

عدد المشاهدات: 372 قوله تعالى حاكياً عن قول وليه جل وعلا: ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) (الفاتحة:5) ولم يقل: نعبدك ونعبد إياك، وذلك للمبالغة في إرادة العبادة له، وللمبالغة في صرفها عن غيره؛ لأن قولك: “زيد ضربته” أبلغ من قولك “ضربت زيداً”؛ لأن بعد قولك “ضربت” يمكن أن تصرفها عن زيد فتقول: تميماً، وأما قولك: “زيد ضربته” فلا يمكنك صرف ضربته عن زيد إن قصدت الضرب بمعناه. بيــان: وقال صاحب المثل السائر[7]: “إن في هذا الالتفات ما يدل على الإيجاب”، وقال صاحب الكشاف[8]: “ليس من دلالة الإيجاب”، والأصح ما قاله صاحب المثل السائر، ومعي أنه أعلم بالفصاحة منه بدليل

(الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) (الفاتحة:3-4)

عدد المشاهدات: 369 قوله (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (الفاتحة: الآية3) كررها وذلك أنه لما شاهد المخلوقات بمعرفته بالله، وشاهد الله بصفاته لا ذاته في كل شيء من مخلوقاته، وأن الله قد تجلى بالصفات في كل ذرة من ذرات الوجود تجلياً يندهش به، ويندكُّ به جسم كل شيء لولا رأفته ورحمته، كرر اسم الرحمن الرحيم. وأيضاً فإنه لما انصرفت مشاهدة العقل من مشاهدة الدنيا، وانكشفت له مشاهدة الآخرة وعظيم أمورها قال مع ذلك: الرحمن الرحيم، كالذي يقول مع الشيء الذي يستعظمه: الله أكبر الله أكبر، فذكر هنا ما يوافق المطلوب اسم الله تعالى الرحمن الرحيم فقال: ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) (الفاتحة:4) ولم

(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الفاتحة:2)

عدد المشاهدات: 363 (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الفاتحة:2)، فالحمد: هو الثناء، والألف واللام للاستغراق، والثناء هو المدح، والمعنى: كل صفاته وأفعاله حمد، أي محمودة، ويدخل في معنى الحمد الشكر، أو المشكور هو المحمود فعله، المحمود في صفاته. والحمد على ثلاثة أقسام: الأول: حمد الله نفسه، أي هو محمود في صفاته وأفعاله حقيقة. والثاني: حمد العبد ربه، أي ثناؤه على الله ومعرفته حقيقة أنه كذلك، وإقراره بذلك. والوجه الثالث: شكر العبد لربه؛ لأنه إذا كان يعرف ويقر أن الله محمود في كل صفاته وأفعاله، فمن أفعاله أنه ألزمه أداء الطاعة له بكمال الطاعة، واجتناب معصيته، ويعرف من أفعاله إليه عظم إحسانه