الفصل الأول: في بيان بعض معانيها: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (الفاتحة:1)

عدد المشاهدات: 444 الفصل الأول: في بيان بعض معانيها: قوله تعالى (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (الفاتحة:1) قال أهل التفسير: الباء هنا بمعنى ( أبدأُ باسم الله) أي باسم الله، فحذفت الهمزة لكثرة الاستعمال طلباً للأخف، وقيل: يصح أيضاً أن يكون الباء بمعنى ( أستعين باسم الله )، وأن المعنى أستعين بالله؛ لأن الاسم يقصد به المسمى كما قال تعالى: (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإكْرَامِ)(الرحمن:78) جازت القراءة في ذلك (ذو الجلال والإكرام) تبعاً لرفع (اسم)، وجازت (ذي) تبعاً لحركة الباء من (ربك) فيكون متوجهاً إلى المعنَيَيْن معاً[4]، ويكون معنى أستعين بسم الله أعم في الأمور؛ لأن معنى ذلك يعم الأمور

مقدمة المؤلف لتفسير سورة الفاتحة الشريفة

عدد المشاهدات: 418 تفسير سورة الفاتحة الشريفة (بيان بعض معانيها وأحكامها الشرعية) للشيخ ناصر ابن أبي نبهان الخروصي رحمه الله تحقيق وتعليق: عبدالله بن سعيد القنوبي مقدمة: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أنزل القرآن العظيم، هدى لكل ذي قلب سليم، على صراطه المستقيم، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الأمي الشارع به وبإيضاح الدين القويم، وعلى آله وصحبه وأهل طاعته، وجميع أولياء الله أهل القرب والتكريم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. أما بعد: فاعلم أن صاحب (الروضة والغدير)[1]، وصاحب (الثمرات)[2]، وصاحب (الانتقاد)[3] كل منهم لم يأخذ من الفاتحة آيات في الأحكام الشرعية، وإني

نبذة عن الشيخ ناصر ابن أبي نبهان الخروصي

عدد المشاهدات: 692 نسبه وتعلمه وتعليمه: ناصر بن أبي نبهان جاعد بن خميس بن مبارك ؛ أبو محمد الخروصي ( و : 1192 هــ/ 1778 م ــــ ت : يوم الأحد 20 جمادى الأولى 1263هــ/ 6 مايو 1847 م ) قاض فقيه ، وناظم للشعر ، عاش في القرن الثالث عشر الهجري ؛ من بلدة العليا من وادي بني خروص من عُمان. نشأ في بيت علم وصلاح وفضيلة ، وأخذ العلم عن والده عالم عصره الشيخ أبي نبهان جاعد بن خميس الخروصي . وأخذ عنه جماعة ، منهم الشيخ المحقق سعيد بن خلفان الخليلي ، والشيخ يحيى بن خلفان بن

* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7)

عدد المشاهدات: 374 بل فيه إشعار صريح بأن العارف لا يقر قراره ، ولا يزال مع الله اضطراره ، ولذلك تراه مع كونه من السائلة فيه يطالبه أن يرشده فيدله عليه رغبة في الوصال ، ورهبة من الانقطاع في المال بأسباب الضلال ، لكن زاده على طريق البدل ، تأكيدا له وبيانا ، لما رآه بالقلب عياناً ، إن عليه وله إليه برهاناً . فقال : (( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ )) بالهداية منك ، في السير فيه إليك ، على ظباء العلم ، في مطى العمل والحلم ، والبلوغ بالتوفيق ، إلى مقاعد التحقيق ، في قواعد التصديق ،

* اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)

عدد المشاهدات: 437 وكان فحوى الخطاب دليل على الأمر بها ، ولكن في سبيل ثوابه على تسهيل أبوابه ، وتيسير أسبابه ، رجاء العطاء مع الإلجاء في الدعاء والوسيلة إلى الشيء بشيء من الشيء . فمن عكس هوى فانتكس ، ولذلك يسأله هذا العارف المريد مع الإقامة على الاستقامة بحقه المزيد مخافة الانقطاع عن الوصول إلى مطلوبه ، فقال : (( اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيم )) ، طريق الوصلة إلى محبوبه لأن الصراط في اللغة هو الطريق ، قرء بالزاء ، والسين ، والصاد والصاد أشهر والقراءة به أكثر ، وقد كان حمزة يقرأ بإشمام الزاء ، فيما عنه يروى .

* إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)

عدد المشاهدات: 365 قرئ بكسر الهمزة والكسر أكثر ، وقلبها بعض القراء هاء والأول أشهر . وكان هذا لما تصفح ألواح صفحات عالم الشهادة على الوحدانية ، وتلمح معاني الصفات الإلهية ، تجلى من له من لوائح الغيب ، أنوار أسرار الحق على الحقيقة ، فعلم يقيناً أنه المستحق لأن يحمد ويسبح ويوحد ويطاع فيعبد ، هو لا غيره . فقال تحت الاستعانة والامتثال ، والتضرع في الخدمة والابتهال على التخصيص ، إياك نعبد لا غيرك ، ثم استدل بأنوار البرهان على معارج العرفان ، فرقى بها إلى مدارج أسرار العيان ، فأدهشه عن ملاحظة الأكوان ، حتى غاب عن

* مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)

عدد المشاهدات: 369 وقد قيل إن أبا عمرو كان يدغم الميمين ، ميم الرحيم في مالك يوم الدين ، أي يوم القضاء والحساب للجزاء ، وما قيل أنه يوم الطاعة ويوم القهر . فداخل فيه جار ومجرور ، بإضافة اسم الفاعل إليه تنزيلاً منزلة المفعول به . قرأ عاصم ويعقوب ومالك والكسائي : مالِك بالألف بعد الميم . وقد قيل إنه قرأ كذلك بالرفع مضافاً ومنوناً . على أنه خبر لمبتدأ محذوف ، وبالنصب على الحال أو المدح منوناً . وقرئ مالِك من غير ألف بالجر والرفع والنصب ، وبتسكين لامه مخففاً وبلفظ الفعل الماضي . واختلف الناس في معناهما

* الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)

عدد المشاهدات: 384 من سمى ذاته فيهما أنهما بمعنى ، والفرق أسوغ ، وإنه لأقرب الأسماء إلى اسم الله ، لقوله تعالى : ((قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ )) (الإسراء : 110) وكذلك في البسملة يروى أولا بالرحمن غيره في الأشهر ، وقيل جائز والأول أكثر ، فكان فيه لزيادة الثناء ، مبالغة عن الرحيم في العبادة من متسع الرحمة وفسيح الكرامة ، كما روي عن ابن عباس – رحمه الله – أنه قال رحمن الدنيا والآخرة ، ورحيم الآخرة . وقيل: الرحمن بالبر والفاجر في الدنيا ، والرحيم بالمؤمنين في الآخرة ، وقال قوم الرحمن بجميع الخلق ،

* الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)

عدد المشاهدات: 379 فالحمد عبارة عن الثناء كالمدح ، لكن الفرق بينهما أن الحمد يكون على الأمور الإختيارية ، المجردة من شائبة الإجلال ، لنقص أو فساد على حال . والمدح إطلاق الثناء على الجهل بلا تخصيص ، فكأنه أعم ، والحمد أخص . وقيل: هما مترادفان على مسمى ، وكلاهما لمعنى ، والتعريف للعهد . ويحتمل أن يكون لاستغراق الجنس لأن حمده مستغرق كل حمد لغيره ، إذ ما بكم من نعمة فمن الله ، ليس للمزيد فيه موضع ولا للنقص فيه مفرع . والجملة وإن كانت كأنها في معرض الخبر صورة ، فإنها لمن الواجبات في حقه على

* بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)

عدد المشاهدات: 379 واختلف الناس على أقوال في ( بسم الله الرحمن الرحيم ) هل هي آية منها أم لا ؟ والحق أنها آية منها ، وأن الصلاة لا تصح على العمل لتركها ، ومختلف في النسيان فيها ولا تنازع في أنها من كلام الله إجماعاً . والباء فيها للاستعانة لكن القول في العبارة عنها في التسمية لها ، فسموها بإضافة وباء استعانة وباء إلصاق ، أي تلصق الأفعال بالأسماء ، وقيل فيها أنها للمصاحبة ، وهي حرف جر يخفض ما بعده ، ولا تصح عند أهل اللسان إلا بها ، ولذلك قالوا إنها مناطة بضمير : ابدأ وقيل اقرأ