ضرب الفأل بالقرآن الكريم

ضرب الفأل في القرآن الكريم هل له أساس شرعي ؟

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد:

فعلينا قبل كل شيء أن ندرك أن الغيب لا يعلمه إلا الله ، فالله سبحانه وتعالى يقول ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُول)(الجـن: 26-27 ) ، ويقول سبحانه وتعالى أيضاً ( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) (النمل:65) ، فاستشراف الغيب من خلال اطلاعٍ على آية ودلالة تلك الآية أمر لم تأت به سنة عن النبي صلى الله عليه وسلّم ، ولا دل عليه دليل شرعي قط .

أما كون الإنسان يتفاءل بأن يسمع آية مبشرة ، ويتفاءل بأن يطّلع أول ما يطلع على آية مبشرة فإن النبي صلى الله عليه وسلّم كان يعجبه الفأل الحسن من كل شيء ، سواءً كان من أسماء البشر أو من غيرها ، فكيف إذا كان هذا الفأل آية من كتاب الله ، فإن في سماع الإنسان ما يبشره بالخير من القرآن الكريم ما يدعوه إلى أن يمضي قدماً في سبيله وأن لا يتردد في ذلك .

والنبي صلى الله عليه وسلّم بقدر ما كان يتفاءل كان لا يتطير أي لا يتشاءم ، كان بعيداً كل البعد عن التطير ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلّم فيما وصّى به أمته ( وإذا تطيرتم فلا ترجعوا ) ، ثم قال بعد ذكر وصاياه ( وذلك آية ما بين المؤمن والمنافق ) ، فالإنسان لا يتطير – أي الإنسان المؤمن- وإنما يتفاءل يحب الفأل الحسن كما كان شأن الرسول صلى الله عليه وسلّم ، ويرضى بقسمة الله ، ويحرص دائماً على أن لا يكون متردداً عندما يريد الإقدام على خير .

فهذا هو الذي أراه فيما يتعلق باستشراف الغيب من خلال مراجعة الإنسان لشيء مما جاء في القرآن .