اقتران حفظ القرآن الكريم مع فهمه وتدبُّره

ذكرتم سماحة الشيخ أن حفظ القرآن الكريم لا بد أن يقترن بالفهم وأن يكون فهماً عميقاً يصحبه التطبيق ، هل تؤيدون إذاً في هذه الحالة أن يعتني المدرس بتحفيظ قدر معين من القرآن الكريم ثم يعمل جاهداً على ترجمته واقعياً في حياة هذا الطالب وتطبيقه ثم ينتقل بعد ذلك إلى الآخر ؟

الجواب:

هذا المسلك كما قلنا كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، ومسلك أولئك هو خير المسالك لا ريب ، أولئك كرعوا من بحار النبوة ، واقتبسوا من أنوارها ، فهم أولى الناس بالاتباع ، ولكن يتفاوت الناس ، منهم من يكون الحفظ أسهل عنده ، ومنهم من يكون الفهم أسهل عنده ، فلا بد من مراعاة هذا التفاوت ما بين الناس ، فمن كان أقدر على الحفظ والفهم يحتاج معه إلى وقت طويل يراعى هذا الجانب فيه ، وكذلك إذا كان بعض الناس بإمكانهم أن تتفتح مداركهم لمعاني الكريم أكثر فأكثر فهؤلاء أيضاً يراعى جانبهم ، وهذا لا يعني إهمال المنهج الذي يمكن أن تراعى هذه الجوانب كلها فيه.