الفاضلة: زوينة بنت خلفان بن محمد المرهوبية: القرآن والعلم رافقاها إلى آخر عمرها

الفاضلة: زوينة بنت خلفان بن محمد المرهوبية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

– ضيفتنا لهذا اللقاء المبارك:

– فريدة من نوعها..

– شغوفة بطلب العلم ونشره رغم كبر سنها..

– محبة للخير ساعية له..

– مثالا يحتذى به في علو الهمة…

أحبتي الكرام: لقاءنا الطيب بصحبة الأم الفاضلة المربية :

زوينة بنت خلفان بن محمد المرهوبية من مواليد عام 1951م بولاية إبراء بشمال الشرقية.

رزقها الله تعالى بثلاثة أبناء..

-حفظها الله وأكثرأمثالها-

– حدثينا عن مسيرتك في طلب العلم؟

– الأم الكريمة: الحمدلله الله تعالى أكرمنا بالمعلم الشيخ سيف بن سعيد الشكيري -رحمه الله- فعلّمنا القراءة والكتابة والتلاوة.. بداية من الحروف الأبجدية علّمنا المصحف كله بالحروف من بداية سورة الفاتحة إلى سورة الناس ثم بعد ذلك علّمنا الإعراب أيضا المصحف كله.. وبتوفيق من الله تعالى ختمت القرآن الكريم تلاوة وعمري ست سنوات..

أما بالنسبة للحفظ بدأت في الكبر.. دخلت دورات منها الدورة التي أقامها الأستاذ أبو الفيصل البيماني في حفظ القرآن الكريم وأكملت بتوفيق من الله تعالى حفظ القرآن الكريم كاملا..

ودخلت كذلك دورة كيف تحفظ القرآن الكريم للدكتور يحيى الغوثاني..

– ما طريقتك في الحفظ والمراجعة؟؟

– الأم المثابرة: أكرر الآية خمس مرات وأركز عليها ثم بعد ذلك أُسمّع لنفسي وأحيانا عندما أُسمّع أُسجل تسميعي ثم بعد ذلك أُعيده وأراجع الأخطاء إن وجدت.. وأحيانا أولادي يسمّعوا لي وأحدد الأخطاء التي وقعت فيها ثم أصححها حتى تثبت.. وأركز على مراجعة الحفظ السابق حتى يثبت فأتلو جزء أو جزئين من القرآن الكريم وأراجع من الأجزاء الأولى وكذلك من الأجزاء الأخيرة خاصة في قيام الليل.. وكذلك ادعو الله تعالى دائما باللهم ثبّت القرآن الكريم في صدري وزيّن به لساني ونوّر به قلبي.. وأوصي أحبتي خاصة الصغار بالدعاء لي بأن يثبت الله تعالى القرآن في قلبي..

– ما الأوقات المفضلة عندك للحفظ؟

– الأم الفاضلة: بعد صلاة الفجر لأنه أثبت في الحفظ.

– عندك ورد معين حريصة عليه؟

– الأم الكريمة: الحمدلله مواظبة تلاوة القرآن الكريم وعلى أذكار الصباح والمساء ، في شهر رمضان المبارك وفي العشر من شهر ذي الحجة أغلب وقتي أقضيه في تلاوة وحفظ وتدبر القرآن الكريم..

– موقف صعب واجهتيه في طريقك للحفظ؟

– الأم الفاضلة: الحمدلله الله تعالى يسر وسهل لي الأمور ما وافقت أي صعوبة.

– موقف مفرح مررتي به في طريقك للحفظ؟

– الأم الكريمة: عندما أحفظ القرآن الكريم ينشرح صدري وفرحتي أكبر عندما أختم حفظ السورة..

– رغبتك الشديدة لطلب العلم ساهمت في تنوع مصادر العلم لديك؟

– الأم المجتهدة: نعم .. الحمدلله ربي يسر لي الالتحاق بمدارس تعليم كبار فتعلمت من الصف الأول حتى الصف الثاني الإعدادي.. حبي للعلم دفعني لذلك فكنت اقطع الطريق إلى المدرسة بأقدامي ما يقارب النصف ساعة في وقت الظهيرة.. وفي أثناء الطريق كنت أحفظ الآيات والأحاديث وأكررها.. وكذلك كنت أكتب ما علي حفظه في ورقة وعندما أقضي أعمالي المنزلية أكرر ما عليّ حفظه.. كذلك دخلت دورات وتعلمت الفقه والنحو والتجويد..

حتى دورة الحاسب الآلي دخلتها مدة 21 يوم والحمد لله الآن أعرف أشغله وأكتب عليه..

– ما أثرك على أبنائك الكرام؟

– الأم المثابرة: الحمدلله أبنائي اجتهدت في تربيتهم .. بتوفيق من الله تعالى ختموا القرآن الكريم وعمرهم ست سنوات مع نفس المعلم الذي تعلمت معه وهو الشيخ سيف الشكيري-رحمه الله-.

– ما دورك في المجتمع المحيط بك؟

الأم الطيبة: ربي وفقني أعلم القرآن الكريم على نفس الطريقة التي تعلمت بها والحمدلله بعض النساء ختمن القرآن الكريم تلاوة..

كما أقوم بعمل دروس ومحاضرات في إبراء وما جاورها من بلدان بقراءة في كتاب معين وأشرحه للنساء في مواضيع مختلفة مثل الوضوء والصلاة وتغسيل الميت وغيرها..

– من الشخصية التي تأثرت بها؟

– الأم الفاضلة: والدي –رحمه الله- اهتم بي عندما كنت صغيرة هو يعلمني ويسمّع لي وعندما أذهب المدرسة كنت قد قرأت سابقا ما عليّ فأقرأه عند المعلم.

– ماذا يمثل لك القرآن الكريم؟

– الأم الكريمة: رفيق إلى الجنة وستر من النار..  القرآن نور.. المرء الذي معه القرآن معه كل شيء.. أمنيتي ألبس والدي تاج الوقار يوم القيامة..

– حدثينا عن رحلتك إلى الحج خاصة في هذه الأيام المباركة من شهر ذي الحجة؟

– الأم الفاضلة: الحمد لله ربي وفقني لأداء فريضة الحج عندما كنت شابّة بعد وفاة زوجي –رحمه الله- ثم ذهبت بعد 12عام من رحلتي الأولى للحج مرة أخرى عن أمي – رحمها الله- وذهبت المرة الثالثة للحج عن نفسي نافلة.

وفي رحلتي إلى الحج كنت أجمع النساء في حلقات ذكر وأعلمهن أمورا مختلفة في الحج والوضوء والصلاة..

– نصيحة تقدميها لغيرك من النساء؟

– الأم الفاضلة: أذكرهن بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ” من أراد الدنيا فعليه بالعلم ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم ومن أرادهما معا فعليه بالعلم.”

عليهن بالعلم النافع ولو بالصين .. تعلم العلم من المهد إلى اللحد.. سواء كان الإنسان كبير أو صغير عليه بالعلم حتى يمحو الأمية.. العلم يرشد الإنسان ويفيده..

أشجع النساء لطلب العلم وحضور الدروس والمحاضرات والدورات ، فالإنسان الذي يسلك طريق العلم الله تعالى يسهل له طريق الجنة.. رغم كبر سني لكني حريصة على حضور دورات وأسأل الله تعالى حتى وروحي في الحلقوم وأنا أطلب العلم.. عندما أسمع بدورة خاصة بالقرآن الكريم أسارع إليها.. الحمدلله حضرت دورات واستفدت منها كثيرا منها دورة التدبر للشيخ أبو سنان الجزائري –حفظه الله- حضرت دورته ثلاث مرات ومع تلاميذه أربع مرات.. وعندما كنت في دورة كيف تحفظ القرآن الكريم مع الدكتور يحيى الغوثاني كنت أكثر مناقشة وهذا شجع الفتيات.. كما أشجع النساء على استغلال الوقت في طاعةالله تعالى ويبتعدن عن مجالس الغيبة والنميمة ويكثرن من ذكر الله تعالى فهو سهل في كل وقت..

أختي الكريمة: رسالة ضيفتنا الغالية لك:

العلم سلاح المرأة بالعلم النافع يرقى المرء وبالهمة العالية والسعي والتوكل على الله تعالى يصل أعلى المراتب..

في آخر المطاف : أشكر ضيفتنا الفاضلة على تعاونها معنا-ونسأل المولى أن يحفظها ويبارك في عمرها -كما أتمنى للجميع التوفيق والفائدة..

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، على أمل اللقاء بكم في لقاء جديد مع امرأة كريمة أخرى بمشيئة الله تعالى.

سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك، والحمد لله رب العالمين.

*تم اللقاء: يوم الخميس 2/ذو الحجة /1433ه الموافق 19/10 /2012م