برنامج دين الرحمة في عامه الثاني (تغطية شاملة للبرنامج)

الشيخ د. كهلان الخروصي: القيم الإنسانية من خلال القرآن والسنة محاور دائمة في البرنامج

سيف الهادي ( مقدم البرنامج ): البرنامج رصد للواقع المعاش وربط بين المشاهد والمطلوب

محمد الحجري: الإعداد الجيد سر نجاح البرنامج.

جميلة المحروقي: برنامج شيق يراعي جميع شرائح المجتمع.

حمد الحوسني: البرنامج جرعة شافية ودفقة راوية للنفس البشرية.

عبدالله المسكري: أقترح أن يكون البرنامج تلفزيونياً.

خليفة الهادي: الوقت غير كافٍ، ومشاركات الشباب قليلة.

———————————–

( جريدة الوطن، العدد 9070 ، صفحة 20 ، الأربعاء 23 جمادى الأولى 1429 هـ ، الموافق 28 مايو 2008م ).

———————————–

تحقيق وتغطية:

أحمد بن سعيد الجرداني

محمد بن عامر العيسري

******************************

برنامج “دين الرحمة” للمخرج حمد بن سعيد الحبسي

برنامج إذاعي جماهيري انطلق منذ عام عبر أثير إذاعة سلطنة عمان ( برنامج القرآن الكريم ).

محوره: ضيف البرنامج الذي يسلط الضوء الذي يسلط الضوء على القيم الإنسانية النبيلة التي جاء بها الإسلام الحنيف.

وحجر الزاوية فيه: المستمع باعتباره المتلقي والمستهدف، وبما يضيفه من مداخلات ثرية ومشاركات غنية.

ومع دخول البرنامج عامه الثاني منذ انطلاقه كان لـ ( الوطن ) رصد للبرنامج من حيث الاطروحات والأهداف والغايات وتطورات مسيرته، وذلك بعين فريق البرنامج البرنامج ومجموعة من المستمعين.

في البداية التقينا بالشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي المستشار الشرعي بمكتب الإفتاء الضيف الدائم للبرنامج الذي قال:

“إن فكرة البرنامج جاءت بمبادرة من إذاعة سلطنة عمان ( برنامج القرآن الكريم ) بعد أن تم التفكير في برنامج تكون له صلة مباشرة بالجمهور، وفي نفس الوقت يتناول قضايا تهم الواقع، وبذا وصلنا إلى فكرة برنامج دين الرحمة بعد مدة تزيد عن خمسة أشهر تم خلالها تقليب الفكرة”.

وحول صلة البرنامج بالقرآن الكريم باعتباره الوحي المنزل، قال د. كهلان:

“إن البرنامج ينبثق من قوله تعالى ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )، وكل حلقة تصدَّر بهذه الآية، ولذلك نحن نريد أن نكتشف مضامين ودلالات هذه المعاني التي اشتملت عليها هذه الآية، وكون رسالة النبي صلى الله عليه وسلم التي هي رسالة الإسلام رحمة الله للعالمين، وكل حلقات البرنامج تحاول اكتشاف جوانب الرحمة في هذا الدين، سواء كان ذلك في عقيدته أو فكرة وتشريعاته وأحكامه، أو أخلاقه وقيمه.

ومما تم التركيز عليه قيم الإنسانية التي يصلح أن نخاطب بها حتى غير المسلمين، وكان هذا مقصوداً، كما نريد أن نوضحها للمسلمين خاصة فئة الشباب منهم، ونريد أن نخاطب بهذه القيم الإنسانية غير المسلمين على مختلف ثقافاتهم ومللهم، وذلك لمن يريد أن يتعرف على هذا الدين”.

وحول مضمون الحلقات قال د. كهلان:

“نعتمد في الأساس على القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة من أقوال وأفعال وسيرة، ونضيف إلى ذلك شيئاً من الأدبيات التي يفهمها الناس، سواء كان ذلك من أدباء العرب والشعراء والحكماء وأقوالهم، أو كان مما كتب العقلاء في العالم على مختلف ثقافاتهم وأعراقهم وأوطانهم، فيدخل في البرنامج كل هذا المزيج”.

وأضاف: “في كل حلقة نبدأ ببيان صلة موضوع الحلقة بالإطار العام للبرنامج ( دين الرحمة )، وبالتالي نتناول ما يتصل بالعبارة بشقيها: الدين والرحمة من خلال القيم والأخلاق التي يشتمل عليها هذا الدين، ومن خلال الإسلام وشريعته السمحاء، ومن خلال الجوانب الفكرية والعقدية، فهناك دعوة إلى تحرير العقل من الخرافات والأوهام، وهناك دعوة إلى العلم والتأمل والنظر والاستكشاف، وكل هذه المعاني نتعرض لها في البرنامج”.

وقال الشيخ كهلان:  “برنامج دين الرحمة ليس برنامج إفتاء ولا برنامج مسابقات، لذا لم يكن نمطه مألوفاً في البداية، وكنا نستجدي المشاركات، ثم آتى البرنامج أكله مع مرور الوقت، وأصبح تفاعل المستمع بقدر كبير من الإيجابية، ونحن نحرص على توجيه الدعوة إلى الكُتَّاب والأدباء والباحثين والمختصين في الشؤون التربوية والنفسية أن يشاركوا في البرنامج؛ لأن المراد أن يتناول البرنامج شريحة أوسع من المجتمع، كما نريد أن يرتقي البرنامج بفهم الناس وبلغتهم، فنحن بمقدار ما نُبسِّط اللغة لا نصل إلى حد أن نتناول الموضوع بلغة عامية، كما حرصنا أن تكون المشاركات ذات إضافة، وقد أصبح للبرنامج متابعون ومشاركون حتى من خارج السلطنة، علماً بأن برنامج القرآن الكريم لم تصل تغطيته كافة مناطق السلطنة، وهناك من يحرص على المتابعة عبر القناة الفضائية، وهناك من يتصل بالبرنامج حتى في وقت الإعادة”.

وحول القيم التي يتناولها البرنامج ومدى مراعاة الخصوصية العمانية قال د. كهلان:

“نحن في البرنامج حريصون على أن نتعرض للخصوصية العمانية حينما نجد أن هناك خصوصية بالفعل، وحينما نجد الواقع سواء من التقاليد المتوارثة أو من واقع الناس اليوم ما يمكن أن يعطي أمثلة عملية للقيم والمبادئ التي نتناولها، وفي نفس الوقت ننبه الناس أن هناك تغيرات حاصلة في المجتمع، وبالتالي نركز على هذه التغيرات، ونريد أن نزيل الصورة المثالية التي يتخيلها الناس عن مجتمعهم، فنتناول مشكلات المجتمع اليوم”.

وفي سياق الحديث عن محاور البرنامج وأطروحاته قال د. كهلان:

“يتم اختيار عنوان يهم الناس، تتجلى فيه معالم الرسالة التي نريد أن نوصلها، وبما يتناسب مع طبيعة البرنامج، ثم ننتقي العناصر التي نرى أنها أكثر تحقيقاً للفائدة لعموم المتابعين للبرنامج وللشريحة الأوسع من المتابعين، ونراعي في الأسئلة عدة اعتبارات بأن نتعرض لجانب التنظير في الموضوع ثم نتعرض للجوانب العملية التطبيقية، ونحرص في البرنامج على أن نتعرض للكيفيات والجوانب العملية التي يمكن أن ينتفع منها الناس، وحينما لا يكون الموضوع شرعياً بحتاً-كأن يكون موضوعاً تربوياً أو ذا صلة بالإرشاد النفسي أو تطوير المهارات أو غير ذلك-نوجه دعوة في البرنامج إلى المختصين للمشاركة والذين لا يشاركوننا إلا نادراً، لذا نحن لا زلنا نوجه لهم الدعوة للمشاركة؛ لأن كثيراً من الناس يسألون عن قضايا هامة في المجتمع، لكنها ليست ذات طبيعة دينية شرعية؛ بحيث نتمكن من الإجابة عليها، ونحن لا نريد أن نقحم أنفسنا في غير تخصصنا، فنوجه الدعوة إلى المختصين أو نرشد بالرجوع إليهم”.

وختم د. كهلان حديثه: بأن للمستمع والمتابع دوراً في التوجيه إلى اختيار محاور البرنامج لكونه يقترح موضوعات بعينها، وعبَّر عن رضاه عن المستوى الذي وصل إليه البرنامج مع دخوله عامه الثاني.

======================

رصد للواقع المعاش وربط بين المشاهد والمطلوب

كما التقينا مقدم البرنامج الشيخ سيف بن سالم الهادي الذي قال:

“نشأة فكرة البرنامج من خلال الحاجة إلى تعريف المتابعين بمواطن الرحمة وعميق اتصالها بكل تعاليم الإسلام، واختيار موضوع القيم جاء لأنها موضع التحاكم بين الناس في التعامل، كما أنها تلامس الجانب العملي من ناحيتين: من الناحية التعبدية أي حق الله، ومن ناحية المعاملات، أي حق الناس، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن المسلم ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم )، وقد لاحظتُ من خلال مشاركات المتصلين مدى حاجتهم إلى معرفة هذا الجانب، ومدى حرصهم على أن يكون الحديث عنه يعمل على الجانب التطبيقي أكثر من النظري، بمعنى أنهم يتمنون أن يتمثل الناس هذه القيم واقعاً ملموساً يترك أثره في حياة الناس.

وقد كنت في بعض المكالمات أسأل المتصل عن نظرته هو عن القيم المطروحة، وما الذي يتمناه من خلال التعرف عليها؟ وحقيقة تفاصيلها؟ فكانت الإجابات تأتي-كما قلت لك-عن الجانب التطبيقي.

ويحدث في كثير من الأحيان أن يندهش كثير من المستمعين بعظمة هذا الدين من خلال توصيفه للقيم ودعوته لتطبيقها تطبيقاً يجعل الحياة سعيدة وهانئة، والطريف في الأمر هو أن لدى الشيخ الدكتور كهلان الخروصي قدرة علمية وشرعية ولغوية اجتمعت كلها في إبراز القيمة التي يتحدث عنها، وتنزيلها على الواقع؛ بحيث تلامس هموم الناس وحاجاتهم.

أضف إلى ذلك رصده الجيد للواقع المعيش، ومحاولة ربطه الجاد بين المشاهد والمطلوب، فتأتي معظم المعلومات بالنسبة للمستمع جديدة وطريفة، وهذا بدوره جلب لنا مجموعة من المشاركين الجيدين والمثقفين، بخلاف عدد من البرنامج الأخرى، بل حصلنا على مشاركات من خارج السلطنة، وهذا يعني أن البرنامج على الرغم من الاستماع إليه صوتاً فقط إلا أنه يفرض نفسه على المستمع، ويسوق المسامع إلى المتابعة والمشاركة”.

======================

تخطيط مرسوم وأداء مريح ولغة راقية

أما محمد بن سعيد الحجري.. الباحث بمركز السلطان قابوس للثقافة الإسلامية يقول:

“من وجهة نظري هذا البرنامج يجمع عدداً من عناصر النجاح التي قلما اجتمعت معاً، ومن شأن اجتماع هذه العناصر أن تضمن تحقق ذلك التزامن بين الجماهيرية والرصانة في المعالجة في آن واحد، كثير من البرنامج تحقق جماهيريتها عن طريق عفويتها، وتعتمد في المقام الأول على تفاعل المشاركين وإضافاتهم للبرنامج وليس على الإعداد الرصين، وهذا نهج يضمن الانتشار والجماهيرية ولكنه لا يضمن الإتقان الدائم.

ها هنا نجد برنامجاً مخططاً له بعناية، ويعد له بحرص بالغ ولا نجد فيه ارتجالاً، بمعنى أن الحلقة لها مسار مرسوم وموضوع محدد ومدروس جيداً، ويتعاون المقدم والضيف على تطوير الفكرة وتعميقها وشرحها، وتأتي المشاركات بعد ذلك لتعزز الطرح، وتصنع تلك الحالة التفاعلية الضرورية مع الجماهير.

أعتقد أن سر النجاح في هذا البرنامج هو في إعداده الجيد من قبل الضيف الدائم للبرنامج، وتقديمه من قبل مذيع متمرس ومتخصص، يتوفر على إدراك عالٍ للموضوع المطروح يضارع إدراك الضيف، ولذلك تنمو الحلقة بشكل متناغم جداً، وهي تمثل حصيلة عدة آراء وزوايا نظر مختلفة، هذا البرنامج في نظري وفق أيضاً إلى تحقيق معادلة صعبة في الجمع بين جلال وسمو الفكرة وبساطة الطرح وشعبيته، وهذا أحد أسباب انتشاره الجماهيري.

بالنسبة لي هناك برنامج إذاعية خالدة وذات أثر، وكلها كما لاحظت لا بد أن تتوفر على الإعداد الجيد في المقام الأول، ثم تأتي بعد ذلك عوامل أخرى لا شك…

في هذا البرنامج الذي أرجو له التوفيق يسهل علينا اكتشاف الجهد الذي يبذل في الإعداد والتقديم وفي انتقاء العناوين التي تهم المتابع، لذلك فإن المشاركات الجماهيرية تأتي غالباً في ذات مستوى الطرح الذي يقدمه البرنامج ، مع أنه موجه لشرائح مختلفة من المجتمع ومتباينة الميول، ، وهو مع ذلك كله يجمع الأداء المريح واللغة الراقية التي رغم احتفاظها بالتزامه اللغوي لا تبدو متكلفة؛ بل تظهر تلقائية وعفوية، في الحقيقة أنا أهنئ الإذاعة وبرنامج القرآن الكريم على مثل هذه البرنامج، ولا يمنع ذلك من المطالبة بجعله-ونظيراته التي تحمل ذات مستوى الجودة-بثاً مشتركاً بين البرامج الإذاعية الأخرى، أو حتى برنامجاً مشتركاً مع التلفزيون، ما المانع من ذلك؟ أعتقد أن المواهب العمانية في هذا المجال آن لها أن تجد مساحتها الكافية والمناسبة في القنوات الإعلامية جميعها”.

========================

برنامج تلفزوني

وكان من بين الذين التقينا بهم عبدالله بن سعيد المسكري إمام مسجد سداب فقال:

“برنامج دين الرحمة يظهر حكماً جلية أتى بها الإسلام، وأقترح أن يكون هذا البرنامج تلفزيوني بدل أن يكون إذاعياً بغية انتشار أوسع، كون برنامج القرآن الكريم لا يغطي كافة مناطق السلطنة، وأتمنى من المعنيين مراعاة ذلك للإفادة”.

————————

الوقت غير كافٍ

أما خليفة بن سالم الهادي فقال:

” البرنامج لم يُعطَ حقه خاصة من ناحية الشباب المثقف الذي لم يشارك؛ من حيث طرحهم أسئلة لموضوع الحلقة، فهذا من التقاعس من بعض الشباب المثقف، وكذلك بعض طلب العلم لم أسمع لهم المشاركة، وهذا انتقاص من شخصهم، أين التواضع في ذلك؟”.

أما من ناحية الوقت فيقول خليفة الهادي:

“الوقت غير كافٍ، وكذلك نطالب من المعنيين ربطه بالإذاعة العامة والتلفزيون، أو يعاد في البرنامج العام، وكذلك أتمنى أن يكون مباشر وعلى الهواء في التلفزيون، وأن يعاد في الفترة الصباحية، ولا ننسى فارق الوقت في الصيف والشتاء”.

كما اقترح مشاركة شخص آخر حسب التخصص مع زيادة الوقت، أو يحدد له وقت يفترض نصف ساعة، وكذلك نناشد القائمين على البرنامج وجود فقرات متنوعة وهادفة كالقصائد والموشحات الدينية؛ لكي يعطي البرنامج تميزاً يضفي نكهة طيبة لاستقطاب عدد من المستمعين والمشاركين”.

======================

جرعة شافية ودفقة راوية

يقول حمد بن عبدالله بن محمد الحوسني من ولاية الخابورة من قرية الغيزين معلم تربية إسلامية بمدرسة الخوير للتعليم الأساسي (5-9) بمسقط:

“البرنامج ممتاز ونجاحه كبير، وهو برنامج يقدم الجرعة الشافية والدفقة الراوية للنفس البشرية، وطريقة تقديم هذا البرنامج طريقة ممتعة شيقة، وعندما أستمع لهذا البرنامج لا أحس إلا وقد انتهى وقته سريعاً وكأنه ومضة خاطفة، فأتمنى أنه لو استمر ولو إلى ساعات.

يقدمه فضيلة الشيخ الدكتور بأسلوب يفهمه الصغير قبل الكبير والجاهل قبل المتعلم، أفكاره متسلسلة، كل فكرة تبنى على سابقتها، وفي مكانها المناسب كحبات العقد الفريد المنتظم.

استشهاده بالآيات والأحاديث والسيرة والقصص والشعر في محله، ولفتاته لما فيها من أفكار ودروس وعبر مدهشة وعظيمة، ما يطرحه من فكر وقيم وخلق ليس سطحياً وإنما فيه عمق.

برنامج يلامس واقع الناس وحياتهم اليومية وما فيها من أحداث وقضايا ومشاكل وأفكار، فيضع الحلول المناسبة لها، ويصحح الأفكار ويعالج الواقع بهدوء وتؤدة وبصيرة وروية، فتوجيهاته كالبلسم الشافي الذي يوضع على الجرح فيبرئه.

وفي هذا البرنامج يكون التواصل الإيجابي الفاعل بين المرسل والمستقبل، أي بين فضيلة الشيخ والجمهور، وهذا أدعى لفهم أعظم لدنيا الناس وما تحمل في طياتها وفي تضاعيفها من قضايا وأحداث، فيأتي الحديث معالجاً لهذا الواقع؛ لأنه مبني على فهم له أولاً، وأنا أصوره كالطبيب والمريض فلا يمكن للطبيب علاج المريض قبل أن يُشخِّص مرضه ويتصور دواءه، وكما يقال: الحكم على الشيء فرع تصوره.

والخطاب الذي يحمله البرنامج هو الخطاب الديني المطلوب الآن ليكون بين المسلمين؛ بل وحتى مع غير المسلمين.

وأنا أقترح أن يكون هذا البرنامج مشروعاً إسلامياً عالمياً من أجل دعوة الآخرين إلى الإسلام، ومن أجل إيصال مبادئ وقيم هذا الدين ونهجه القويم إليهم صافية نقية، لا يشوبها كدر ولا يخالطها غش، فهي تحمل الفكر المستنير والأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة التي توافق الفطرة السليمة، والتي تتناغم مع مطالب الروح، والتي طالما تعطشت إليها النفس الإنسانية الظامئة الحائرة.

والأفكار التي يطرحها البرنامج ليست مجرد مثاليات لا يمكن تطبيقها في أرض الواقع؛ بل هي أفكار وحلول عملية مثالية واقعية وواقعية مثالية.

ومن مزايا البرنامج أنه في كل حلقة يطرح موضوعاً علمياً مهماً، فلا ينتهي البرنامج إلا وقد جمع شتات هذا الموضوع، وصحح عن طريق هذا الطرح كثيراً من الأخطاء في الأفكار والتصرفات الموجودة في الواقع والتي لا تتفق ومبادئ الإسلام.

ويعجبني أيضاً تأكيد فضيلة الشيخ الدكتور الدائم على أن الأخلاق هي من صميم هذا الدين، وأنها لا تنفك عنه، وأنها إنما تنبثق من عقيدته، فهي ليست مجرد فضائل وشكليات وكماليات ونوافل يلتزم بها من شاء ويتركها من شاء، وهذا كله يدعو إلى الالتزام بأخلاق الإسلام عامة، وبالأخلاق المطروحة من خلال البرنامج بشكل أخص.

وإن أنسَ فلا أنسى المُحاوِر الشيخ سيف الهادي الذي يناقش الموضوع المطروح مع الضيف مناقشة علمية رصينة، ويوجه له الأسئلة المتعلقة بالموضوع وبحاجة الناس وبأسلوب سلس.

وكذلك سعة صدره هو وفضيلة الشيخ الدكتور للاستماع إلى آراء ووجهات نظر المتصلين واحترامها وتقديرها، وشكر المتصل على مشاركته وبيان أن لها أهميتها وقدرها، وهذا يشجع الجمهور على التواصل الدائم.

وأتمنى لو يزاد في وقت البرنامج، وإن كان هذا يكلف فضيلة الشيخ الدكتور شيئاً من وقته الثمين والعزيز الذي يزدحم جدوله بالأعمال.

ووقت البرنامج الحالي فيما أتصور مناسب لكثير من الناس؛ لأنه لا يكون في وقت راحتهم أو شغلهم، ولكنه يكون بعد أن يأخذ الناس حظهم من الراحة، وأتمنى لو يتأخر موعد تقديمه نصف ساعة؛ لأن شريحة من الناس تمارس الرياضة في هذا الوقت، وبإمكانها إن لم تتمكن من ذلك أن تستمع إليه عندما يعاد لاحقاً.

وأتمنى لو سمح للناس بطرح قضايا الواقع وما فيه من أمور بشكل أوسع، وتحمل ذلك منهم لأن هذا بدوره يؤدي إلى إصلاح المجتمع وعلاج قضاياه، ويؤدي إلى استقراره وانتشار الفضائل فيه.

وإن يكن من عتب فالعتب على عدم الدعاية والإعلامية الكافية للترويج لهذا البرنامج القيم الهادف، وأتمنى من تلفزيون سلطنة عمان وكذلك البرنامج العام للإذاعة لو يقومان بنقل هذا البرنامج وعرضه ليكون صداه أوسع ومداه أكبر، فمدته ساعة واحدة فقط وفي يوم واحد فقط في الأسبوع، حقاً إنه برنامج يعد ثروة كبيرة وبحر عطاء دفاق، يستغل أوقات الناس في الخير، بدلاً من استغلالها في الشر أو فيما لا فائدة منه، وقد آتى شيئاً من ثماره اليانعة”.

========================

برنامج شيق ومفيد

أما جميلة المحروقية من قسم الإرشاد النسوي بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية فتقول:

“رأيي في فكرة البرنامج ممتازة، ولدي بعض الأفكار التي ينبغي للقائمين على البرنامج العمل بها إن أمكن وهي: تغيير وقت البرنامج بحيث يبث في المساء ويعاد في وقت الظهيرة؛ لكي تتمكن شريحة كبيرة من المجتمع من متابعة البرنامج.

ونريد من الإخوة القائمين على البرنامج طرح قضايا معاصرة أخرى تخص المرأة والمجتمع، فإن هذا البرنامج الشيق والمفيد الذي يخاطب جميع شرائح المجتمع لم يُعطَ حقه في ساعات البث والانتشار عبر التلفزيون، وأقترح أن يكون في البرنامج العام الإذاعي والمرئي؛ لأن هذا البرنامج عبر فترة بثه –أي عام على بثه-قد حصل على تجاوب ممتاز من المجتمع”.

انتهت التغطية كاملة بحمد الله