حذر يعقوب عليه السلام في قوله: (يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ)

وأما قول يعقوب ( عليه السلام ) : ( يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) قال ذلك شفعة منه وخوفًا عليهم من العين لأنهم كانوا ذوي جمال وبراعة ومهابة ووسامة وجسامة وطول وسمتىً ومع كونهم عدداً هم أبناء أب واحد فخاف عليهم العين هكذا قال العلماء بالتفسير ، والعين حق قال صلى الله عليه وسلم: لو كان شيء يسبق القدر لقلت العين وفي رواية لسبقته العين وقد جمع يعقوب بين التوكل والحذر والاستسلام قال عند طلب الموثق من بنيه: (وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ) ثم قال: ( يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ) إلى أن قال جراءة واستسلامًا وتأكيداً لتوكله: ( وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ) .

ولا منافاة بين الحذر والتوكل فقد ظاهر صلى الله عليه وسلم بين درعين عند إرادته الجهاد وهو في الذروة العلياء من التوكل ، وقال صلى الله عليه وسلم : “اعقلها وتوكل ” وقال تعالى : ( خُذُواْ حِذْرَكُمْ) وقال : (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) وعصمة الله لأنبيائه ليست عن مثل الإصابة بالعين أو بالسلاح وإنما هي عن الوقوع في الذنب.