فاطمة بنت الشيخ سعيد بن صالح النعماني: القرآن هو الأنيس في القبر، والشفيع يوم القيامة

الفاضلة: فاطمة بنت الشيخ سعيد بن صالح النعماني

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا * وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [الإسراء: 9 – 10].

أمل يتجدد:

– عمرها سبعون سنة وأم لأثني عشر ولداً.

– تحفظ القرآن الكريم كاملاً.

– دائما تردد : القرآن هو الونيس في القبر، والشفيع يوم القيامة..

في حياتنا نلتقي بأناس من أول وهلة تنظر إليهم يدخلون القلوب بلا استئذان..

عندما تنظر إليهم تسعدك وجوههم النيرة وبسمتهم الوضاءة وكلمتهم الطيبة لما يحملون من قلوب صافية، انغرست فيها آيات الذكر الحكيم فأينعت ثمارا طيبة..

من هنا جاءت فكرة أمل يتجدد تحمل في طياتها سلسلة لقاءات مع نساء فاضلات لهن نصيب في حفظ كتاب الله وتدارسه..

أمل يتجدد فينا بأخذ العبرة والفائدة والحكمة منهن..

أسأل الله تعالى التوفيق والهداية والسداد وينفعنا بما علمنا ويزدنا علما..

أمل يتجدد

عندما دخلت عليها في غرفتها شدني مصحفها الكبير الذي قل أن يفارقها..

دائما تردد : القرآن هو الونيس في القبر، والشفيع يوم القيامة..

أحبتي الكرام: لقاءنا الطيب لهذا اليوم هو بالأم الفاضلة : فاطمة بنت سعيد بن صالح النعمانية

من مواليد بلدة المضيرب بولاية القابل بشمال الشرقية.

لها من العمرما يقارب سبعون سنة- حفظها الله وأطال عمرها بالطاعات-

 كم عندك من الأبناء؟

 الأم الفاضلة: رزقني الله تعالى باثني عشر من الأبناء ، أخذ الله أمانته بسبعة منهم، وعندي الآن ولدان وثلاث بنات والحمدلله رب العالمين.

 حدثينا عن ذكريات طفولتك في طلب العلم؟

 الأم الفاضلة: أولا تعلمنا الحروف الأبجدية بالهجاء والكتابة وما فيها من الحركات وكذلك الإعراب وكنا نكتب على كتف الجمال ، ثم بعدها انتقلنا إلى القرآن الكريم وكان الشيخ يعلمنا ونختم المصحف على يديه، والحمدلله وفقني الله تعالى أن أختم القرآن خلال سنة كاملة.

 من المعلم الذي كان يعلمكم؟

 الأم الكريمة: المعلم علي العامري

 ما الصعوبات التي واجهتك؟

 الأم الفاضلة: بعد أن وفقني الله تعالى بالزواج انتقلت إلى ولاية المضيبي مع زوجي وبدأت حياة الكفاح والعمل ؛ فكنت أخدم زوجي وأولادي وأعمل في المزرعة وأقدم الرعاية للحيوانات من ماء وطعام وغيرها وأخيط من أجل تعليم أبنائي ومع هذا كنت حريصة على تلاوة القرآن الكريم وتعلمه..

 كيف حالك مع القرآن الكريم؟؟

 الأم الغالية: الحمدلله الله وفقني فحفظت القرآن الكريم، وأداوم على تلاوته فكنت أجلس أتلوه من بعد صلاة الفجر حتى شروق الشمس، ومن بعد صلاة المغرب حتى صلة العشاء.

وفي شهر رمضان الكريم أختم بتوفيق الله تعالى ثلاث وأربع مرات.

والآن مثل ما ترين هموم الحياة من فقد أبناء وأمراض ومشاغل أخذت مني لكن الحمدلله مستمرة في التلاوة ولي دور في تشجيع بناتي وأحفادي على حفظ القرآن الكريم والتسميع لهم.

 ما الشخصية التي كان لها الدور الكبير في حياتك؟

 الأم الفاضلة: والدي الشيخ سعيد بن صالح النعماني فكان له دور في تشجيعي لحفظ القرآن وطلب العلم، وكذلك زوج أختي الشيخ ناصر بن سعيد النعماني الذي كان بيته يرتاده طلبة العلم.

 أهم موقف جميل مررتي به في رحلتك مع القرآن الكريم؟؟

 الأم العزيزة: فرحتي بأول ختمة كانت لي حيث كنت أول طالبة ختمت المصحف خلال سنة في مجموعتي ،وعملوا لي تيمينة ، ووالدي فرح كثيرا لذلك وذبح الذبائح وأقام العزائم.

 ماذا يمثل لك القرآن الكريم؟

 الأم الكريمة: ما أقدر أصبر عنه ولو ساعة،

القرآن هو إلّي عزمّني وصبرني على هموم الحياة، هو شفاء صدري.

عندي ختمة خاصة بي أحس بالأمان معها ،عندما أذهب لزيارة أحد أوصي أولادي على مصحفي حافظوا عليه.

 الآن وأنت في هذا العمر- وما يصاحبك من أمراض- كم مرة تختمين القرآن؟

 الأم المثابرة: بتوفيق من الله تعالى لي ختمة في الأسبوعين.

 ما نصيحتك لغيرك من النساء؟

 الأم الفاضلة: أوصيكن بالقرآن الكريم هو الشافع والنافع، هو رفيق العمر تزودن به، هو الذي يستمد الإنسان من نوره الصبر والعزيمة، وعليكن بالعلم والمحافظة على الأبناء.

أعزائي الكرام: هنا انتهى حواري مع الأم المثابرة فاطمة النعمانية شاكرة لها تعاونها معنا،

كما أخص بالشكر ابنتها الأستاذة ريا النعمانية .*

 لقاءنا يتجدد بكم في الأيام القادمة بمشئة الله تعالى مع أم فاضلة أخرى.

“والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل”

وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين..

——————

*تم اللقاء: يوم الأحد 28/جمادى الثانية/1433هـ الموافق 20/مايو/2012م