القوة والعناية بالصحة

القوة والعناية بالصحة

مقدم البرنامج: بسم الله الرحمن الرحيم.

أيها الإخوة المستمعون والمتابعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلا وسهلا بكم في حلقة جديدة من برنامجكم المتجدد دين الرحمة، حلقتنا في هذا اللقاء نتحدث فيها عن ” العناية بالصحة، وعن القوة بشكل خاص “، وضيفنا في هذه الحلقة هو فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نيهان الخروصي المستشار الشرعي بمكتب المفتي العام للسلطنة.

*******************************

أهلا وسهلاً بكم الشيخ كهلان..

الشيخ كهلان: وحياكم الله أخي، وأنا بدوري أحيي أيضا الإخوة والأخوات الذين يتابعون هذا البرنامج، ونسأل الله عز وجل في مستهل هذا اللقاء اليوم أن يوفقنا إلى ما فيه الخير، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا إنه تعالى سميع مجيب.

مقدم البرنامج: دكتور كهلان برنامجنا دين الرحمة؛ ولكن قد يبدو للوهلة الأولى أن هذا الموضوع غريب أو غير متسق بعض الشيء مع منظومة القيم والأخلاق التي تناولنها ونتناولها في برنامج دين الرحمة؛ لذا نطلب منكم أن تعرفونا على صلة هذا الموضوع بالإطار العام لبرنامج دين الرحمة، وما العناصر التي سوف تتحفونا بها في هذه الحلقة، ونوع الأفكار والمداخلات التي يمكن للإخوة والأخوات أن يشاركونا ويتحفونا بها.

الشيخ كهلان: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النعمة المهداة والرحمة المسداة نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فكما تفضلت قد يبدو لكثير من الناس أن عنوان القوة أو الصحة في الإسلام لا يتسق كثيراً مع إطار القيم والأخلاق الإنسانية التي تناولنها في دين الرحمة؛ لكن بإمعان النظر في مفهوم القوة الذي سوف نتحدث عنه اليوم – بمشيئة الله تعالى – وفي جملة من الأحاديث النبوية الشريفة، بل حتى في بعض الأدلة من آيات كتاب الله عز وجل سوف نجد أن هناك صلة وثيقة بين دين الرحمة وبين العناية بالصحة أو كما عنونتها في هذه الحلقة القوة بمفهومها الواسع.

طبعاً لا ريب أن القيم والأخلاق التي نتحدث عنها تحتاج إلى صحة وتحتاج إلى قوة بكل معانيها؛ حتى يتمكن الفرد من التزام القيم والأخلاق التي تحدثنا عنها، والتي سوف نتحدث عنها، والتي يشتمل عليها هذا الدين الحنيف مما لم نتحدث عنه؛ لكن مع ذلك هناك صلة خاصة بين القوة حينما نتحدث عنها، وهذه سوف تكون من ضمن أهم العناصر التي سنتطرق إليها اليوم بمشيئة الله تعالى، ونتمنى أن نجد فيها مداخلات وآراء من الإخوة والأخوات المتابعين أن القوة لا تعني فقط القوة البدنية، ولا نتحدث فقط عن عوامل بناء الأجسام والأبدان، وإنما نتحدث أيضا عن قوة النفس والروح، ونتحدث عن قوة الفكر والعلم، كل هذه تندرج في مفهوم القوة في استخدامات الأدلة الشرعية من آيات كتاب الله عز وجل ومن سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – – كما سوف يظهر جليا بمشيئة الله تعالى -، وبالتالي هناك مفهوم للقوة في هذا الدين ينبغي أن يتعرف عليه الناس، هذا المفهوم سوف نجد أنه شديد الصلة بالقيم والأخلاق والآداب الشرعية التي يدعو إليها هذا الدين، سوف نجد أن الجانب العقدي في هذا الدين هو عنصر مُسبب للقوة، وباعث إلى مزيد من القوة.

كذلك سوف نتناول – بمشيئة الله تعالى – جواباً على موضوع بعض العناصر التي سوف نتناولها ما يتعلق بالمفهوم العام الذي يعرفه الناس عن الصحة والأحكام الشرعية، أي هناك جوانب نظرية دعا إليها هذا الدين وحث عليها من خلال عدة سياقات سوف نتعرض لها، هناك تشريعات جاءت تدعو الناس إلى مزيد من القوة بالمفهوم الذي تحدثنا عنه سواء كانت قوة نفسية أو روحية أو بدنية أو كانت قوة عقلية، هناك تشريعات وردت لأجل تعزيزها وغرسها لدى الأفراد والمجتمعات، نريد أن نتعرف عليها أيضا، وبالتالي المشاركات والمداخلات سوف يكون مُرحَّباً بها في هذه العناصر والنقاط – بمشيئة الله تعالى -.

مقدم البرنامج: بمشيئة الله.. طيب الشيخ كهلان بعد هذه المقدمة الشائقة لهذا الموضوع الشائق خير ما نبدأ به بإذن الله هذه الآيات الكريمة، ننصت إليها، ثم نعود إليكم أيها المستمعون والمستمعات بعد الفاصل.

*******************************

{ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ {60} وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } (الأنفال:60-61).

مقدم البرنامج: صدق الله العظيم..

الشيخ كهلان استمعتم إلى هذه الآيات الكريمة نريد منكم أن تحدثونا عن دلالة القوة من خلال هذا السياق القرآني، وفي أي المواضع نجد هذا المصطلح في القرآن؟ وبأي معنى من المعاني؟

الشيخ كهلان: هاتان الآيتان اللتان أنصتنا إليهما من سورة الأنفال أولا كملاحظة عامة ينبغي أن ننتبه إليها، هذا الاقتران الكبير بين الأمر بالاستعداد بكل ما يحقق الأهبة وحسن الاستعداد للمسلمين في الآية الأولى { وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ … } وبين الدعوة إلى السلم في الآية التالية مباشرة كدلالة على أن القوة التي يأمرنا بها الله عز وجل في هذه الآية الكريمة والاستعداد الذي كلفنا به لا يراد منه الظلم والطغيان ونشر الفساد، وإنما يراد منه نشر السلم والعدالة والمساواة في هذه البسيطة؛ ولذلك فحتى لا يستبد بالنفوس وازع داعي هذه الآية إلى مزيد من القوة ومزيد من الاستعداد المادي والمعنوي، إذا بالله عز وجل يخاطب عباده مباشرة بالأمر بالجنوح إلى السلم إن جنح إليها العدو في الطرف المقابل، وكأن السلم هو المقصود.

 وما القوة التي يخاطبنا بها ربنا تبارك وتعالى إلا تهيؤٌ واستعدادٌ لبسط السلم الذي يعني العدالة والمساواة وإعطاء الحقوق، ومع ذلك فنحن نؤمر بالقوة، وهذه القوة التي تأمرنا بها هذه الآية الكريمة جاءت في سياق يكتنفه العموم للدلالة على الشمول { … مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ … } فهي نكرة في سياق الإثبات، والله عز وجل يقول : { … مَّا اسْتَطَعْتُم … } أي : أقصى ما استطعتم من قوة، وبالتالي فيدخل في ذلك القوة المادية أي البنية الجسدية لأفراد المسلمين، ويدخل في ذلك الآلات التي يستخدمونها وهي العتاد العسكري وأشارت إليه الآية { … وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ … }، ويعني جانب الاستعداد النفسي الذي يتهيأون به لملاقاة الأخطار.. لملاقاة الأعداء.. لخوض غمار حرب، – كما قلت – يقصد منها رفع الظلم عن الإنسان، ودفع الظلم الذي يمكن أن يصيب المسلمين، وتعني أيضا القوة العلمية؛ لأن هذا الذي نتحدث عنه من فنون الحرب والقتال ومن فنون السلم والحرب إنما تحتاج إلى علم ودراسة ودربة، وهذا العلم ذاته فنونه شتى؛ لأنه يعني العلم بخطط الحرب.. العلم بآلات القتال.. بالتصنيع.. بفنون الحوار.. بكل ما يمكن أن يحقق العزة والقوة لمجتمع المسلمين.

نخرج من هاتين الآيتين إلى النظر في السياقات التي وردت فيها كلمة القوة في كتاب الله عز وجل، إن كان مجموع المسلمين مخاطباً بالأمر بالقوة فإننا نجد أيضا أن أفراده مخاطبون بالقوة، أحيانا يرد ذلك في سياق الثناء على أقوام أو على بعض الأفراد، مثلا في قصة موسى – عليه السلام – نجد أن الله عز وحل ذكر من وصفه على لسان ابنة شعيب { … يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ } (القصص:26)، فلو لم يكن لوصفه بالقوة ثناءً وامتداحاً لما ذُكرت هذه الصفة في هذا السياق.

 أيضا حينما نجد أن هود – عليه السلام – يخاطب قومه بالأمر بجملة من الأوامر يبين بعد ذلك الأثر الذي ينتج عن هذه الأوامر، نجد أنه يقول لهم: { وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا … } (هود:52) الأمر بالاستغفار وبالتوبة إلى الله عز وجل، ثم بعد ذلك جواب هذا الطلب.. جواب هذا الأمر { … يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ } مما يعني أن القوة في ذاتها مقصد مشروع في هذا الدين، وأن من نعم الله عز وجل على عباده أن يهبهم القوة؛ ولذلك كان في خطاب هود – عليه السلام – لقومه ما يحثهم على الاستجابة لأوامر الله عز وجل ببيان عاقبة الخير والآثار الإيجابية من الانصياع لأوامر الله عز وجل وطاعة رسوله بالاستغفار والتوبة.

 وهذه الآية فيها ملحظ آخر إذا كانت القوة كنتيجة وآثر مقصودة في هذا الدين ويراد أن يكون أفراد المجتمع كما هو الشأن في دعوات سائر الأنبياء والمرسلين يراد أن يكونوا أقوياء أصحاء فإن هذه الآية تشير إلى أن من أسباب القوة الأسباب المعنوية التي لا ينتبه لها كثير من الناس، وهذا ما نريد أن ننبه إليه اليوم أن من أسباب تحصُّل القوة هو هذه الصلة الوثيقة بين العبد وربه جل وعلا، أي هو لم يأمرهم باستعداد مادي وإنما يقول: { وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ … }، ما الذي ينتج من هذا الاستغفار والتوبة؟

تنتج مجموعة من الآثار المادية المحسوسة من النعم التي يهبها ربنا تبارك وتعالى لعباده من الخصب، وما يرافق ذلك من الزراعة ومن الإنتاج، ومن النمو والقوة التي يحتاجون إليها فيما هم بصدده من نمو ومن رخاء ينشدونه، ومن مجابهة لأعدائهم وتصدي لمواقف معينة.

مقدم البرنامج: وأصلها في البداية استعدادات معنوية..

الشيخ كهلان: استعدادات معنوية بالاستغفار والتوبة إلى الله سبحانه وتعالى، هذا المعنى نجده مكرراً في قصة – نوح عليه السلام – .. ونجده في قصة – لوط عليه السلام – .. شعيب كذلك، بيان الأسباب المعنوية، وأنها تؤدي إلى مزيد من القوة مما يعني – كما قلت – أن القوة في ذاتها مقصودة شرعاً، وأن لها أسباباً ينبغي للناس أن يسارعوا إليها وأن يتمسكوا بها.

نجد استخداماً آخر في كتاب الله عز وجل للقوة وهو الاستخدام الذي يعني الثبات والحزم وعدم التردد، نجد هذا في قول الله عز وجل { يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ … } (مريم:12)، فأهل العلم يبينون هنا بأن القوة المقصودة هي الحزم والثبات وعدم التردد، وهذا المعنى نجده أيضا في عدة مواضع من قصة بني إسرائيل، فالله تعالى امتن عليهم بجملة من النعم والآلاء { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ …} (البقرة:63)، ثم قال : { … خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }، نجد كلمة القوة واضحة بارزة هنا مرة أخرى، والخطاب يعني أن يتلقوا أوامر الله عز وجل ووحيه الموحى به مع نبيهم ورسولهم أن يتلقوه بالقبول الذي لا تردد فيه بعزم وثبات ينفي عنهم أي ريب وكل شك، وهذا نجده مرة أخرى { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ … } (البقرة:93)، ونجد أيضا { وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ } (الأعراف:145).

 وهذا المعنى يتكرر كثيراً وينبغي للمسلم أن يقف عنده؛ لأن فيه الكثير من المعاني، فالقوة المقصودة في هذا الدين أولاً لا تقف عند القوة المادية مع أن القوة المادية مقصودة؛ لأن الله سبحانه وتعالى حينما بيَّن أن أقواماً عمروا الأرض { أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا } (الروم:9).. كانوا أكثر منهم قوةً وآثاراً، ذكرهم بخصلة كانت فيهم فدل على أن هذه الخصلة محمودة أساسا.. مقصودة.

 كذلك أيضا هذا المعنى الذي هو يعني العزم والثبات وعدم التردد والقبول لأوامر الله عز وجل ولوحيه هو معنى ينبغي أن يتنبه له، لاحظنا أن من أسباب القوة.. كل أنواع القوة – القوة المادية أو المعنوية أو الفكرية العلمية – أن من أسبابها الجلية الظاهرة اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى والتوبة والإنابة والتزود بالزاد الروحي الذي يمكِّن هذه النفس من أن تبني قوتها بكل دلالاتها ومضامينها.

مقدم البرنامج: نعم، وكما ذكرتم الشيخ كهلان الأمم السابقة { أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ … } (الروم:9) فالقوة المادية كانت موجودة؛ لكن القوة بمعنى التعلق بالله تعالى التي كانت مغيبة عنهم انعدامها لم يشفع لهم ليبقوا من بعد.

الشيخ كهلان: بل يجعل من القوة في الحقيقة يجعل من القوة سببا للدمار؛ لأن تلك القوة سوف تدفع إلى الظلم والطغيان وإلى نشر الفساد، وبالتالي يؤاخذهم الله تعالى بما امتن به عليهم حينما لم يشكروا نعمه عليهم سبحانه وتعالى.

مقدم البرنامج: نعم..، إذاً – الشيخ كهلان – بعد هذا التطواف الرائع مع الأقوام السابقة والأمم السابقة والأنبياء السابقين، نأتي إلى نبينا الخاتم – صلى الله عليه وسلم – ورسالته، كيف اهتم الدين الحنيف بما يحقق القوة أو يدعو إلى العناية بالصحة بكل معانيها ومفرداتها سواء كانت على مستوى الفرد أو المجتمع؟

الشيخ كهلان: نعم.. حينما نحاول أن ننظر في التشريعات أولاً نجد أنها تشريعات كثيرة، تتصل ببناء القوة في المجتمعات بهذا المفهوم الواسع للقوة، حينما نأتي لأجل إثبات أن هذه الدعوة ليست بنظرية فقط، وإنما هناك تشريعات كثيرة نجد أن التشريعات يكاد لا تعد ولا تحصى بدءاً من القصص القرآني الذي يؤكد المعنى الذي أشرت إليه أخيراً، وهو أنه يجب على المسلم أن يعلم أن القوة هي من نعم الله عز وجل، وأنه عليه أن يشكر هذه النعمة.. أن يشكر لله عز وجل هذه النعمة، وشكرها إنما يكون بعمارة هذه الأرض بما يرضي الله سبحانه وتعالى ببسط العدل.. بالسعي في حقوق الآخرين.. في إنصاف الناس أجمعين.. في كل ما هو خير ومعروف في هذه الأرض، وإلا إن لم يفعل ذلك كان عبرة لغيره، كما قص الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في سورة الفجر { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ {6} إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ {7} الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ } (الفجر:6-8)، ثم قصة ثمود { وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ } (الفجر:9) هذه قوة يتحدث عنها الله سبحانه وتعالى، ثم فرعون { وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ {10} الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ } (الفجر:10-11) هذه آثار عدم شكر نعمة الله عز وجل بنعمة القوة التي أنعم الله تعالى بها عليهم؛ { الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ {11} فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ {12} فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ {13} إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ } (الفجر:11-14).

فإذاً مثل هذا القصص القرآني هو في الحقيقة تربية وتشريع في ذات الوقت، وتربية للناس جميعا إلى أن ينتبهوا إلى أن الله عز وجل حينما يرزقهم القوة والصحة فإنه يرزقهم نعمة يجب عليهم أن يشكروها، وشكرها – كما قلت – يكون بأدائها بحسب ما يرضي الله سبحانه وتعالى؛ ولذلك يتكرر هذا في كتاب الله عز وجل كثيراً حينما نُقلِّب قصص الأنبياء والمرسلين – كما قلت – نجد أن هذا المعنى واضح جلي، وأن المقصود منه أن يعتبر المعتبرون، وأن يمعنوا فيه النظر حتى لا يقعوا فيما وقع فيه أولئك الذين كانوا من قبلهم.

ثم بعد ذلك نأتي إلى الموضوع حينما تنظر في كل التشريعات التي أتى بها هذا الدين.. لنأخذ الفرائض مثلا – الشعائر التعبدية- :

الصلاة، وأهل العلم يقولون هي عبادة بدنية – أي تحتاج إلى صحة وقوة -، حينما ننظر في الصوم.. عبادة بدنية، حينما ننظر في الحج.. عبادة بدنية مالية، نحن الآن نتحدث عن ثلاثة من أركان هذا الدين كلها صنفت على أنها عبادات بدنية مما يعني أن القوة البدنية مقصودة في هذا الدين، وأداء هذه النعمة بعبادات تتناسب مع هذه – أي مع قدرات هذا الإنسان وطاقته -، وتحقق في ذات الوقت المعاني الروحية التي تحدثنا عنها.. تحقق القوة الروحية والنفسية من طمأنينة ومن سكون ومن انشراح صدر ومن ثبات وعزم وحزم، تتحقق بأداء هذه الشعائر، فهي تشريعات عملية نتحدث عنها أي تظهر منها هذه الحكم.. هذه الشعائر التعبدية.

 لنأخذ مثلا موضوع السير في الأرض، والسعي في طلب الرزق ونجد أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يبين هذا المعنى بكل جلاء حينما نرى ذلك الصحابي وكان جلداً قوياً فقال الصحابة : لو كان هذا في سبيل الله يا رسول الله، فبين لهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه مع قوة ذلك الرجل ومع ما بدا عليه من مخايل الصحة فيقول عليه الصلاة والسلام :  إن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان خرج كذا.., وإن كان خرج.. فهو في سبيل الله، مما يعني أن مفهوم العبادة والسعي في هذه الأرض الذي يحتاج إلى قوة وإلى صحة هو في ذاته عبادة يتقرب بها المرء إلى ربه تبارك وتعالى، وبالتالي إذا كان السعي في طلب الرزق لأجل إعالة أسرة.. إعالة من يلزم المرء عولهم فإن الحفاظ على هذه الصحة يعني أنه مقصود في هذا الدين.

إذا كنا نتحدث عن أمور قد يظن بعض الناس بأنها بطبيعتها تلازمها أو أنها غير مقصودة بالمباشرة، لكن لنأتي إلى بعض التشريعات التي جاءت في هذا الدين لنأخذ مثلا الصحة، لنبدأ بالصحة البدنية الطهارة، أساس صحة الأبدان إنما تبدأ من الطهارة، إذا بهذا الدين يحث على الطهارة في مواضع { … إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } (البقرة:222)، ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – يبين للناس كيف يتطهرون بكل ما تحمله كلمة الطهارة، الآن كثير من الأبحاث الطبية المعاصرة تبين على أن أساس صحة الإنسان هو نظافته وطهارته وطهارة البيئة التي هو فيها، وسواء كان ذلك في الطب الوقائي أو كان في الطب العلاجي أو ما بعد العلاج من النقاهة والحجب، والرسول – صلى الله عليه وسلم – نبه على مواضع هي مظنة نقل الأمراض، لذلك جعل عليه الصلاة والسلام من سنن الفطرة: تقليم الأظفار، وقص الشعر، ونتف الإبط .. ألخ، يجعلها من أساسيات طهارة هذا الإنسان، ويجعلها من الأمور التي توافق الفطرة التي خُلق عليها هذا الإنسان؛ لأنه يراد له أن يكون نظيفاً طاهراً جميلاً قريباً إلى الله سبحانه وتعالى بالتزامه بهذه الأوامر.

يمكن أن ننتقل أيضا إلى صورة أخرى وهي النهي عن الإسراف في الأكل.. في الشرب، أيضا في الجهد الذي يبذله الإنسان، أما في الأكل والشرب فواضح في كتاب الله عز وجل { يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } (الأعراف:31)، النهي عن الإسراف – في هذه الآية – جاء فيما يتعلق بالأكل والشرب، هناك نهي عن الإسراف والتبذير في الإنفاق وهو يتكرر كثيرا في كتاب الله عز وجل؛ لكن خصوص آية الأعراف هذه { … وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }.

مقدم البرنامج: هي قاعدة للعناية بالصحة.

الشيخ كهلان: أساس متين في أن التوسط وعدم الإسراف في الأكل والشرب هو مرتبع الصحة التي ينشدها الإنسان؛ ولذلك يبين الله سبحانه وتعالى لنا في هذه الآية أولاً الأمر بالعناية بالصحة في ذات الأكل والشرب هو لإقامة أود هذا الإنسان.. هو توجيه للعناية بالأبدان، نحن نعلم -لما تحدثنا عن مقاصد الشريعة- أن حفظ الأنفس هو مقصد من المقاصد الضرورية في هذا الدين؛ فلذلك هذه تفصيلات تشريعية لحفظ هذا المطلب الأساسي الضروري.

 ثم يأتي بعد ذلك في نفس هذه الآية ويقول : { … وَلاَ تُسْرِفُواْ … } وهذا التذييل في الآية { … إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }، فليس من صفات المسلم أن يكون مسرفاً، والعجب اليوم كما يقول بعض المفسرين المعاصرين: إن الفقراء يجوعون فيمرضون والأغنياء يسرفون في الأكل فيمرضون، هؤلاء يمرضون من قلة الأكل والشرب، وأولئك يمرضون من كثرة الأكل والشرب، والله سبحانه وتعالى-كما في هذه الآية الكريمة- { … لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }؛ ولذلك كثير من أهل العلم يرى عدم جواز الأكل فوق الشبع، وحديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الذي هو عمدة في هذا السياق ” بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد فثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للنفس “، وحديث: ” المعدة بيت الداء “، وكذلك هدي الرسول – صلى الله عليه وسلم –، وسوف نتعرف على المزيد مما ورد في هذا الشأن.

 الآن حينما نأتي إلى جوانب أخرى وهي جوانب مهمة فيما يتعلق بالتشريعات العملية المتعلقة بالعناية بالصحة، مثلا : رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أمر بالتداوي في عدة سياقات، إما في سياق أن يُسأل عن التداوي أو أن يُسأل عن حكم عدم التداوي، فالرسول – صلى الله عليه وسلم – في كلا الحالتين يأمر بالتداوي ” تداووا عباد الله، فإن الله عز وجل لم ينزل داءً إلا وأنزل له دواءً “، – والحديث ورد بعدة ألفاظ لكن معناها واحد -، الأمر بالتداوي هو أمر بالحفاظ على الصحة، حينما نقرأ في كتاب الله عز وجل { … مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ … } (الكهف:39) أن يكون مصدر القوة هو الله سبحانه وتعالى، وأن يوقن المسلم بذلك هذا الذي يدفعه إلى التعلق بالله سبحانه وتعالى، وأن يستمد القوة منه.

ثم ننتقل إلى بيان شيء من الجوانب غير الجوانب البدنية.. غير جوانب الصحة البدنية والصحة المادية التي يفهمها الناس إلى جانب آخر، مع سياق التداوي نجد حرص رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على الأذكار والأوراد والأدعية التي هي أساس الطمأنينة { … أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } (الرعد:28)، وحينما يطمئن القلب ويهنأ البال وينشرح الصدر، ويتمكن المرء من تمثل باقي الخلال والخصال الخلقية التي تحدثنا عنها من الحلم والأناة والنزاهة والكرم، وغيرها من الصفات الكثيرة التي يعلمها الناس، وطالما تحدثنا عنها في هذا البرنامج.

للأسف الشديد الناس اليوم تهمل هذا الجانب، أي تسلط أنظارها صوب الجوانب المادية في الحفاظ على صحة هذا الإنسان مع أن لها آثاراً بدينة أيضا، أي ما نتحدث عنه من المحافظة على الأذكار أذكار الصباح والمساء وأذكار الأحوال المختلفة التي تكتنف الإنسان أو تكتنف الوقت والمكان والزمان الذي يكون فيه، هي كلها مما يضفي طمأنينةً وسكوناً في هذه النفس، وبالتالي يورث المرء قابلية لأن يكون صحيحا في بدنه.. صحيحا في نفسه.. نقيا في روحه، وهذا مما يحتاج إليه الناس اليوم، كم أورث القلق والاضطراب والوسوسة الكثير من الآثار السلبية على صحة أبدانهم وعقولهم، وهذا أمر غير خفي، لا يحتاج إلى دليل وبرهان، كثير من الأمراض البدنية والأمراض العقلية والنفسية منشأُها ذلك الاضطراب النفسي الذي يصيب الناس.

 فإذن المحافظة على هذه الأوراد، وعلى ذكر الله عز وجل آناء الليل وأطراف النهار مما يعين هذا الإنسان على المحافظة على صحته، ويقربه في ذات الوقت إلى ربه تبارك وتعالى، فكيف لهذا المسلم الذي أكرمه الله تعالى بهذا التشريع أن يفرط؟!

ونحن نجد أن صفوة الخلق رسولنا محمد – صلى الله عليه وسلم – وهو من هو في منزلته من ربه تبارك وتعالى، إلا أنه كان شديد الحرص على المحافظة على هذه الأذكار والأوراد آناء الليل وأطراف النهار؛ ولذلك دوِّنت ورويت عنه الكثير من الأذكار والأدعية التي كان حريصاً عليها قبل النوم.. عند الاستيقاظ.. في الصباح.. عند الشروق.. قبل الشروق.. بعد طلوع الشمس.. قبل الغروب.. في كل وقت نجد أن هناك ذكراً مختصراً بسيطاً كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يحرص عليه ويعلمه أمته.

مقدم البرنامج: نعم، إذاً الشيخ أنتم الآن تريدون أن تتوصلوا إلى أن العناية بالصحة البدنية لا تنفك عن العناية بالصحة النفسية؟

الشيخ كهلان: نعم..، أو إذا صحت التسمية أن نقول.. – نحن تجوزاً قلنا الصحة النفسية -؛ لكن لا يؤخذ من هذا المعروف في علم النفس أو في عالم اليوم من الأمراض النفسية؛ لكن نحن نتحدث عن هذا الجانب الروحي.. جانب القوة الروحية.. جانب طمأنينة النفس، الرسول – صلى الله عليه وسلم – يقول : ” ألا وأن في الجسد لمضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب “، إذاً موضوع الأذكار والأوراد والأدعية هو من العوامل المهمة .

وسوف نأتي إلى موضوع الرقية أيضا؛ لأن موضوع الرقية من العوامل المهمة في جانب بناء القوة الذي نتحدث عنه.. الصحة المادية والنفسية أو المعنوية التي نتحدث عنها؛ لكن قبل ذلك نؤكد على أهمية المحافظة والحرص على الأوراد والأذكار، فهي أوراد بسيطة لا تأخذ الكثير من الوقت – طبعاً بعد المحافظة على الفرائض – مع المحافظة على الفرائض والشعائر التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بها.

وهناك الكثير من الكتب المختصرة والبسيطة التي تبين للناس الثابت الصحيح من هذه الأذكار التي حافظ عليها رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وثبت أن لها أثراً في طمأنينة هذه النفس، وفي سكونها، وفي إقبالها على الخير، وفي غرس التفاؤل والتغلب على الأحزان، والقدرة على مواجهة الصعاب.. القدرة على التحلي بالصبر والأناة والحلم، ومواجهة نوبات الغضب التي تعتري هذا الإنسان، والتغلب على الشهوات التي يمكن أن تشطح به ذات اليمين أو ذات الشمال؛ فلذلك كان هذا الجانب من العوامل الهامة في بناء القوة في الإنسان.

مقدم البرنامج: طيب الشيخ الآن أريد أن أقف معكم في هذه النقطة، ذكرتم القوة الروحية استداركاً على ما يسمى بالقوة النفسية، بالنسبة إلى علم النفس الحديث ألا يشكل منطقة كبيرة تغني الإنسان؟ نحن نلاحظ غير المسلمين هل يحتاجون إلى القوة الروحية؟

الشيخ كهلان: نعم يحتاجون، وقد ثبت الآن أنهم يلجأون إلى ذلك أيضا، وأنا هذه الأيام أقرأ كتاباً عن العقل البشري، وهو يذكر حضارات ومذاهب فكرية متعددة، ويقول : ما خلا دين أو ملة إلهية أو وضعية من وجود أوراد وأذكار؛ لكنها تحمل تسميات مختلفة؛ لكن كلها فيها هذه الأذكار والأوراد، لنسميها نحن تمتمات أو همهمات أو ما شئنا من تسميات؛ لكن يكاد لا تخلو أبداً من وجود هذه الأذكار والأوراد، ونحن مع ذلك كله أكرمنا الله سبحانه وتعالى بهذه الشريعة الخاتمة، وقد بين لنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قولاً وفعلاً وعملاً وتقريراً أهمية هذه الأذكار والأوراد في حفظ بناء هذا الإنسان وصحته، وسوف نأتي إلى آثارها.. آثار الأذكار والأوراد والرقى في علاج هذا الإنسان أيضا بمشيئة الله.

مقدم البرنامج: بمشيئة الله..، طيب الآن السؤال الذي أريد طرحه من خلال ذلك السؤال، هل القوة الروحية استدعاء للصحة أم أن الجسم البشري رُكِّب ليتفاعل معها إيمانياً؟

الشيخ كهلان: دعني أذكر لك بشكل مباشر ما يقوله بعض أو كثير من أهل العلم في تفسير سورة التين { لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ {4} ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ {5} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } (التين:4-6) الآن كثيرٌ من المفسرين يقولون ذِكْر { … أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ … } دلالة على الجانب المادي في بناء الإنسان.. هذا التركيب السوي المستقيم في بناء الإنسان، ثم بعد ذلك { ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ {5} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ … } مما يعني أن الإيمان والعمل الصالح يحفظ ذلك التقويم الحسن الذي خلق الله تعالى عليه الإنسان.

مقدم البرنامج: دكتور كهلان مما مر من الحديث الذي تفضلتم به أن القوة الروحية والقوة البدنية كل واحد منهما يأخذ بحجزة الآخر؟

الشيخ كهلان: أحسنتم، هذا الكلام صحيح، بمعنى أن كلا منهما سببٌ وأثرٌ للآخر، وهكذا تتكامل عوامل الفطرة السليمة التي فطر الله تعالى الناس عليها؛ لأنه حينما تكون القوة البدنية طاغية على هذا الإنسان والقوة البدنية ما هي إلا خواء فإن هذا يعني أن يتكبر هذا الإنسان وأن يطغى في هذه الحياة، وحينما أيضا يُغلِّب جانب القوة الروحية على حساب صحته وقواه البدنية فإن ذلك يعني أنه سوف يكون أقرب إلى الرهبنة التي هي ليست من خصال هذا الدين.

مقدم البرنامج: طيب الشيخ كهلان بعد هذا الحديث الشائق نبقى مع هذا الفاصل الذي أعددناه للمستمعين الأكارم، ونواصل الحديث بعده بإذن الله.

*******************************

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا؛ ولكن قل قَدَرُ الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان “.

مقدم البرنامج: دكتور كهلان تابعنا هذا الحديث النبوي الشريف، ما دلالته فيما يتعلق بالقوة؟ وهل يمكن لكم أن تعرضوا لنا بعض النماذج التي وردت في الهدي النبوي في جوانب الصحة والحث على القوة؟

الشيخ كهلان: نعم..، أولاً هذا الحديث الذي أنصتنا إليه هو لا ريب دعوة صريحة وجلية واضحة إلى التحلي والتخلق بصفة القوة، فرسول الله – صلى الله عليه وسلم – يبين لنا أن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍّ خير، طبعا ” .. في كلٍّ خير ” كما قال أهل التفسير المقصود من ذلك درجة الإيمان؛ لكن فوق درجة الإيمان يكون المؤمن القوي القادر على أداء الفرائض على أكمل وجه، والقادر على التقرب إلى الله تعالى بصنوف النوافل والقربات من إغاثة الملهوف، ومن إعانة الفقراء والمساكين، ومن السعي في حاجة الناس، ومن المشاريع التي تبني المجتمع وتَعْمُرُ الحياة هذا أحب لا ريب وأقرب إلى الله سبحانه وتعالى كما يبين رسول الله – صلى الله عليه وسلم –، مع ذلك هذه القوة التي نتحدث عنها يراد بها كل عوامل القوة أي العزيمة.. الثبات.. الحزم.. الذكاء والعقل فضلا عن القوة البدنية التي أشرنا إليها.

مداخلة متصل : أريد التأكد، ذكر بالنسبة للمقدمة التي ألقاها.. أو الكلمة التي ألقاها الشيخ كهلان الشائقة أو نقول الشيقة؟ الأفضل الشائقة أو الشيقة؟ ومتى نستخدم هذه وهذه؟

مداخلة متصل آخر : الشيخ الدكتور قال في مجمل حديثه بأن العبادة تؤدي إلى الصحة، وأن من ضمن مقاصدها أنها تنمي جانب القوة في الإنسان؛ ولكن هل يؤدي المسلم هذه العبادة وهو يستشعر المعاني؟ لأن الخطاب الديني أمره أن يجعل العبادة محضة دون اعتبار شيء آخر، نتمنى أن يشرح الشيخ الدكتور هذا المضمون.

مقدم البرنامج: في البداية لدينا تساؤلان من الإخوة المتصلين، ربما الأخ المتصل الأول كان لديه ملاحظة في مسألة الشائق أوالشيق.

الشيخ كهلان: نعم، هي طبعا شائق؛ لأن الفعل ثلاثي، فاسم الفاعل منه يكون على وزن فاعل، وله شواهد كثيرة في كلام العرب؛ لكن من الأخطاء أن يقال شيق أو أنها تُحْمَل على غير اسم الفاعل، من ضمن الشواهد كالضارب مثلا وغيرها من أسماء الفاعل:

لعمرك إن البيت بالضارب الذي … رأيت وإن لم آته لي شائق

فكلمة الشائق هي الصحيحة، هذا من باب الفائدة بناء على سؤاله، ويمكن أن نصنفها من باب القوة العلمية التي يسعى الناس إلى اكتسابها.

مقدم البرنامج: بارك الله فيك، هنا تساؤل من الأخ المتصل الثاني – الشيخ كهلان – يقول بأن الله تعالى افترض العبادة على الإنسان يؤديها عبادة محضة مقصوداً بها وجه الله سبحانه وتعالى؛ لكن هل يستشعر الإنسان وهو يؤدي هذه العبادة القوة الروحية أو القوة النفسية؟

الشيخ كهلان: بالنسبة للنقطة التي ذكرها الأخ المتصل الثاني هي فعلا نقطة مهمة، الذي قصدته والحديث كان حول أن العبادات في ذاتها هي أسباب للصحة بكل أنواعها.. للصحة البدنية والنفسية الروحية والعقلية لما تورثه من آثار؛ لكن ما يتعلق بأدائها لا ريب أن العبد عليه أن يؤدي هذه العبادات امتثالا لأمر الله عز وجل، فهو يؤديها طاعة لله سبحانه وتعالى، وما يورثه الله تعالى العبد الذي يحافظ على هذه الصلوات.. ويحافظ على هذه الفرائض والعبادات هو من الحكم التي أكرمنا الله سبحانه وتعالى بها فيما شرع لنا، فإذاً نيته ومقصده حينما يؤدي هذه العبادات هو لا ريب امتثال أمر الله عز وجل؛ لكن كما قلنا هي في ذاتها محققة.. هي في ذاتها وسيلة لهذه الطمأنينة والسكون والراحة والصلة بالله عز وجل وذكر الله عز وجل، ونهيه عن الفحشاء والمنكر الذي يمكن أن يوقعه فيما يهدم له بنيان صحته بالكلية، فأظن أن المسألة لابد أن تكون واضحة أن المقصد هو طاعة الله سبحانه وتعالى، وأن هذه الآثار هي من الحكم المصاحبة لأداء هذه العبادات، وهي في ذاتها أيضا من التشريعات التي جعلها الله عز وجل، ولا أحسب أنه يقصد فقط عبادات بأعيانها؛ لكن حينما نتحدث عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. حينما نتحدث عن الجهاد في سبيل الله.. حينما نتحدث عن جملة من الأمور لكننا نجد فيما يصاحب أداء هذه الطاعات والقربات أحيانا بعض الأوامر الصريحة كأمر الرسول – صلى الله عليه وسلم – صحابته بتعلم الرمي وأمره للمسلمين بتعلم الرمي لما قال : ” فإن أباكم كان راميا “.

مقدم البرنامج: ” ألا إن القوة الرمي “.

الشيخ كهلان: ” ألا إن القوة الرمي “، حينما كان يقر المسابقة بين الفرسان.. حينما أقر الحبشة وهم يلعبون بحرابهم، أيضا أحيانا مصارعات بين بعض صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – التدرب على المصارعة – هذه من جملة مما أقره هذا الدين.

لا ريب المؤمن القوي كما قال الحديث : ” المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف “؛ لأنه يتمكن من أداء كل هذه العبادات والفرائض على أكمل وجه، لا يعني أنه أيضا إن ضعفت قوته وخارت قواه أنه يرتفع عنه التكليف، لا وإنما يؤديها بحسب ما وهبه الله عز وجل من قوة، وبحسب الحالة التي يكون فيها.

مقدم البرنامج: نعم، إذاً الشيخ نلحظ أن هناك اهتماما في التشريع الإسلامي بالصحة سواء كانت صحة وقائية أو صحة علاجية أو الصحة ما بعد العلاجية، سؤال الأخ المتصل الثاني يفتح لنا باباً أوسع للنقاش في هذا الموضوع، العبادات تؤدي للصحة الروحية، وهي مدخل للصحة البدنية، طيب هناك في تشريعنا الدعاء والذكر والرقية الشرعية، البعض لا يرى أن هناك صلة بين هذه الأمور وبين البناء البدني السليم للإنسان جهلا أو ربما إهمالا أو ربما اعتراضاً، ما رأيكم في هذه القضية؟

الشيخ كهلان: أولاً لننظر في هدي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى نصله  بالحديث الذي أنصتنا إليه، هو – عليه أفضل الصلاة والسلام – كان يستعيذ من العجز والكسل ” وأعوذ بك من العجز والكسل “، كان يستعيذ بالله عز وجل من هذه الصفات التي تعني الضعف وتعني الفتور وتعني فتور الهمة عن أداء ما افترض الله عز وجل والتقاعس عن ذلك ” وأعوذ بك من العجز والكسل ” هذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم –.

 أيضا في نفس الحديث الذي أنصتنا إليه نجد أنه – عليه أفضل الصلاة السلام – أتبع جملة ” المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ” أتبعها بجملة من الوصايا القيمة في هذا الباب، وهذا من ضمن أهم الروابط التي تصل موضوعنا بالإطار العام للبرنامج ” احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز ” الاستعانة بالله مع عدم العجز – العجز في كل أمر من الأمور -، ” وإن أصابك.. ” – الجانب النفسي أو الروحي الذي نتحدث عنه – ” وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا؛ ولكن قل : – في رواية – قَدَرُ الله – وفي رواية – قَدَّر الله وما شاء فعل ” أو ” قَدَرُ الله وما شاء فعل ” إلى آخر الحديث، الآن هذه الوصايا تتعلق بمعنويات وماديات يقوم بها الإنسان ” احرص على ما ينفعك ” على كل ما ينفعك مما يورثك ما ورد في صدر الحديث لكونه لُحمة واحدة ” المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير ” فهذه الوصايا التي جاءت بعد هذه الجملة الاستعانة بالله عز وجل.. ترك العجز والكسل.. ترك التأسف والتحسر على الفائت؛ لأن ذلك يورث هماً، والهم يضعف بناء هذا الإنسان ويصده عما يقوي بنيته.

كذلك كم نجد في سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه كان حريصا على ما أشرت إليه أنت الآن من أمر الرقية، كان إذا اشتكى الرسول – صلى الله عليه وسلم – – فيما ترويه عنه السيدة عائشة قالت : – كان إذا اشتكى الإنسان أو كانت به قرحة أو جرحٌ قال النبي – صلى الله عليه وسلم –  بإصبعه هكذا، وقام راوي الحديث ووضع سبابته بالأرض ثم رفعها وقال : ” بسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، ليُشفى به سقيمنا بإذن ربنا ” واختُلِف ” تربة أرضنا ” هل هي المدينة فقط أو التربة عامة؛ لكن الحديث فيه دلالة على أن الرسول – صلى الله عليه وسلم –  كان حريصاً على الرقية حتى أنهم كانوا يتعلمون منه الرقية، ففي رواية أخرى يقول الراوي : دخلت أنا وثابت على أنس بن مالك، فقال ثابت : يا أبا حمزة اشتكيتُ، فقال أنس : ألا أرقيك برقية رسول الله – صلى الله عليه وسلم -؟ – نسبها إليه من كثر ما كانوا يسمعونها منه -، قال : بلى، قال : ” اللهم رب الناس، مذهب الباس، اشفِ أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً ولا علة ” هذه رقية رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.

مقدم البرنامج: الشيخ: نلحظ هنا كذلك الطب الوقائي حتى في الجانب الروحي، أي هناك ورد في بعض الأذكار ” أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ” إذا قرأها الإنسان قبل نومه فلن يصيبه بإذن الله تعالى الضرر.

الشيخ كهلان: نعم، وكذلك الاستعاذة حينما يرى النائم ما يكره من الأحلام المفزعة أو الرؤى المفزعة التي تؤرق كثيراً من الناس، فإذا بالرسول – صلى الله عليه وسلم – يعلمهم أن يتفل الرائي عن يساره ثلاثاً، وأن يستعيذ بالله من شر ما رأى، فكان يذهب – كما يقول – : كان الواحد منا يرى الرؤيا أثقل عليه من الجبل، فلما سمع ذلك من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ذهب ما كان يجد.

مداخلة متصل ثالث : لدي استفسار، مثل ما تكرم وتفضل فضيلة الشيخ تحدث هو أكثر وركز على جانب القوة المتعلقة بالجانب الروحي؛ لكن هل الإسلام محصور فقط أن تكون قوة الإنسان في الجانب الروحي؟ ألا يوجد هناك أشياء أمرنا الإسلام أو أباحها من أجل تقوية الجانب المادي؟ فيا حبذا لو تكرم الشيخ ويبين هذه النقطة، بمعنى هل العبادات فقط هي التي مثل الصلاة – كلنا نصلي والحمد لله -؛ لكن أحس من ناحية القوة أنها ليست فقط العبادات أو الحركات الموجودة في العبادات فقط أنها تكفي.

الشيخ كهلان: لا..، نحن أيضا ذكرنا الجانب المادي أو الجانب البدني فيما يتعلق بالقوة وبالصحة ذكرناه تصريحا؛ لكن لكثرة عناية الناس به ولظن الناس بأنه هو السبب الأكبر والأوحد للقوة والصحة كان تركيزنا أكثر على الجوانب الروحية المعنوية التي أشار إليها الأخ المتصل الثالث، لكن هناك أوامر صريحة وأنا أُذكِّر بما يتعلق بالأوامر المتعلقة بالطهارة.. بطهارة البدن والمكان والبيئة والمنزل.. بالمحافظة على البيئة.. ما يتعلق أيضا بقوام هذا الإنسان من الأكل والشرب باعتدال وتوسط دون إسراف وتبذير ” إن لبدنك عليك حقاً ” فهذا حق.. ينبغي لهذا البدن أن يعطى حقوقه من ما يحتاج إليه من الراحة، ومن ما يقيم أوده ومن ما يبني له صحته إلى آخر ما يحتاج إليه.

مقدم البرنامج: نعم..، وكما استمع الأخ المتصل الثالث بأن القوة الروحية هي من سبل العناية بالقوة البدنية.

الشيخ كهلان: نعم هذا الذي أشرنا إليه؛ فيه الإشارة إلى تعلم الرمي والسباحة، وما ورد في أمر المسابقات والجري والمصارعة، وغيرها مما يبني الأجساد يدعو الناس اليوم إلى أن يلتفتوا إلى صحة أبدانهم؛ لكن نظراً لأن الناس أساسا – ولله الحمد – قد لا يحتاجون إلى مزيد تذكير خاصة الآن مع تفشي جملة من أمراض العصر؛ لكن كانت حاجتنا إلى هذا الجانب أو إلى التذكير بهذا الجانب المعنوي أكبر وأشد.

مقدم البرنامج: طيب الشيخ ذكرتم أمراض العصر هناك السمنة وهناك السكر والضغط وأمراض القلب، هل هناك تفسير حول المشكلة وحول العلاج؟

الشيخ كهلان: نعم ما لم يكن الأمر وراثياً فالظاهر أن أنماط الحياة من عدم المبالاة ببيت الداء، حينما يكون هناك إسراف في الأكل والشرب – كما ذكرنا –؛ وتتبعها أيضا قلة الحركة البدنية التي يدعو إليها هذا الدين، وكذلك سوء فهم عند ترك التداوي – التداوي بمفهومه العام من وقاية -، ومن قاعدة ” فر من المجذوم فرارك من الأسد ” فيه الكثير من الملاحظ، فإذاً ينبغي للناس أن تتنبه إلى ما تأكل وما تشرب، وما تحتاج إليه من نشاط حركي بدني يبني لهم قواهم البدنية، هذا من مقاصد هذا الدين ومما ينبغي أن يُلتفت إليه، زيادة إلى الجانب الروحي، لا يقف عند موضوع ذكر الله تعالى والأوراد، وإنما أيضا يمتد إلى تطهير القلب من الأدواء التي تفتك به معنىً لا حساً، أي من الحقد والحسد والغل- وهذه مسألة غاية في الأهمية –؛ ولذلك المسلم يتصف بسلامة الصدر.. بالحلم.. بالأناة.. بالرفق.. بالرحمة، هذه الصفات لا يستطيع المسلم أن يتحلى بها إن كان قلبه حقوداً.. إن كان حاسداً لغيره.. إن كان يحمل الشحناء في قلبه؛ فلذلك كان من أهم عوامل بناء القوة لدى الإنسان متكاملة هو الالتفات إلى هذه المضغة التي بصلاحها يكون صلاح الجسد كله.

مقدم البرنامج: وهي على كل حال هذا هو الأمر الذي أقسم الله تعالى عليه أحد عشر قسماً في سورة الشمس { قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا {9} وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا } (الشمس:9-10).

الشيخ كهلان: نعم..، { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا } (الشمس:7).

مقدم البرنامج: الشيخ كهلان نبقى مع هذا الفاصل الأخير الذي أعددناه.. الذي يحمل إرشاداً نبوياً بليغاً.

الشيخ كهلان: ويجيب أيضا على سؤال الأخ المتصل الثالث حول مطلبه، فهو يتصل بالجانب الذي أشار إليه هو.

*******************************

عن المقداد بن معدي كرب قال : سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول : ” ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم أُكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنَفَسه “.

مقدم البرنامج: بهذا الفاصل الأخير نكون أعزاءنا المستمعين والمتابعين نكون قد ختمنا حلقتنا لهذا الأسبوع التي كانت بعنوان القوة والعناية بالصحة، شكراً جزيلا لكم أيها الإخوة المستمعون، وشكراً لكم الشيخ كهلان على هذا العطاء الطيب، وعلى أمل اللقاء بكم أيها الأخوة في الأسبوع القادم بإذن الله سبحانه وتعالى، وتقبلوا مني فائق تحيتي وتقديري.

انتهت الحلقة