عنوان الحلقة ” تابع الأمانة ج2″
قال الله تعالى :
” إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ” (المعارج:19 ـ 35)
سؤال متصل: لوحظ أن المسلمين في هذا العصر كأنهم لا يحملون أية أمانة، بينما نرى الإنسان الغربي كأن في عنقه أمانة عظيمة، فالمسلم في هذا العصر ليس مثل المسلم في عصر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث كان يحس بثقل أمانة الدعوة سواء على مستوى أمة الدعوة أو أمة الإجابة، بمعنى الإصلاح، أو بمعنى دعوة غير المسلمين الذين يعيشون بين أظهرنا، فكيف نفهم هذه القضية؟
ونريد أيضا أن يوضح لنا الدكتور علاقة الأمانة برقي الأمم، والجماعات، وقيام الحضارات.
كذلك نود من فضيلتكم توضيح دور العلماء في تحمل أمانة العلم، وتوجيه الناس.
الشيخ كهلان: سوف أجمع بإذن الله ما استمعنا إليه من آيات قرآنية ، إلى بعض ما أشار إليه الأخ المتصل، هذه الخصال التي استمعنا إليها اليوم من سورة المعارج، خصال وصف الله سبحانه وتعالى بها المسلمين، واستمعنا إلى مثيلات لها من سورة المؤمنون في الحلقة الماضية ، في الحقيقة تدل وتؤكد على أن للأمانة شأنا عميقا في تربية أفراد المسلمين، حتى تكون هذه التربية مؤدية إلى آثار على مستوى الجماعة، والمجتمع، والأمة، لأنه لا قيام لهذه الأمة برقي ، وبأداء رسالة، وبتبليغ وحمل الأمانة التي كلفهم الله سبحانه وتعالى بها دونما التزام بهذه الصفة النبيلة وهي رعاية الأمانة.
وأشرت في الحلقة الماضية إلى دلالة كلمة الرعاية، فهي من الرعي ، أي القيام بالشيء كما هو شأن الراعي مع غنمه، فإنه يحيطها برعايته، ويتفقد أحوالها، ويسعى إلى ما فيه غذاؤها، وما تحتاج إليه، كذلك شأن الأمانة، والعهد، وقد نجد أن مِن غير المسلمين مَن يتحلى ببعض هذه الصفات، لكن يندر أن يتحلى بها كلها هذا أولاً.
ثم إنه ـ أي غير المسلم – حينما يتحلى ببعضها في الغالب إنما يتصف بها لمصالح ولمآرب دنيوية، أما المسلم فإن الله تعالى قد خاطبه بذلك، خاطبه لكي يكون متحملاً لهذه المسؤولية، مؤدياً لكل أنواع الأمانات، ومع كل الناس، لذلك كما قلنا في قوله تعالى : “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا..” ( النساء:58) ولذاك فهي مسؤولية الفرد المسلم، نتذكر هنا حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في رواية أنس بن مالك : ما خطبنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا قال: ” لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له” وهذا يبين لنا بالضرورة أو بالتلازم كيف أن على المسلم أن يؤدي أمانة هذا الدين ـ كما أشار الأخ المتصل ـ في كل الأحوال هو عليه أن يؤدي أمانة هذا الدين بالتزامه أولاً، بتعلمه، وفهمه لهذا الدين.
في هذا السياق نذكر قصة علي بن أبي طالب حينما رأى واعظاً يعظ الناس، فقال له: أتعرف كتاب الله عزوجل، وأحكامه، وناسخه، ومنسوخه؟ فقال الرجل: لا، فقال علي: ويلك هلكت وأهلكت، فحتى نستطيع أن نبلغ هذه الرسالة لابد أن نعلمها، لا بد أن نتعرف عليها، على بصيرة كما تكرر في ثنايا هذا البرنامج مراراً، وتكراراً،” قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي…” (يوسف:108).
وموضوع أمانة العلم نحن تحدثنا عنه بشيء من الاستطراد في الحلقة الماضية، وأُأَكد هنا أن أمانة العلم لا تقتصر على علماء الشريعة فقط، أو على علماء الدين فقط، فهي ليست كذلك في الدين، ولا نريد لها أن تكون كذلك ، لأن كل أنواع العلوم هي أمانة، وهذه من خصائص هذا الدين الحنيف أن العلوم فيه سواء كانت علوما دينيةً، أو كانت علوما تطبيقيةً ، طبيعيةً، إنسانيةً، أدبيةً ، كل أنواع العلوم فيه إنما تقوم على القيم والأخلاق وعلى ما فيه صلاح الناس، وهذا مما مَيَّز العلوم أيضا أن العلماء المسلمين كانوا يعتنون بما فيه صلاح هذا الكون، فكان سعيهم، وجهدهم، واكتشافاتهم إنما لأجل مصلحة الناس، ولأجل مصلحة الكون، والعالم بأسره، فلا يجوز في ميزان الشرع أن يوظَّف العلم لأجل مضرة الناس، أو مضرة الكون، لكن يبقى أن على العلماء أمانة أداء رسالة العلم إلى الناس بتعليمهم ، وبالإتقان فيما يعلمون، وبالإبداع، وإنتاج المزيد والمزيد، وهذه أمانة حملهم الله سبحانه وتعالى إياها ، نجد في كتاب الله عزوجل عتاباً شديداً لعلماء بني إسرائيل حينما كتموا العلم حين الحاجة إليه عن أقوامهم، ثم أدى بهم الكتمان بعد ذلك إلى انطماس معالم الحق في المجتمعات، ثم حصل التغيير، والتحريف، والتبديل… إلى آخر ما حذرنا الله سبحانه وتعالى، وحذر فيه هذه الأمة من أن تقع في مثل ما وقع فيه من كان قبلهم.
ما أشار إليه الأخ المتصل من بعض ما يذكره كثيرٌ من الناس عن أحوال الناس في غير المجتمعات الإسلامية، وحرصهم على الأمانة، وحرصهم على حفظ العهود، والمواثيق هذا لا يمكن أن يُنكر وجوده، كما أننا ندرك أن هناك تقصيراً في مجتمعاتنا، فالجميع يتفق على أن في المجتمعات الإسلامية الخير الكثير، وهناك من الأمثلة الصالحة ، والتي ينبغي أن تروى ما هو موجود، وواقعٌ، وحاصلٌ فعلاً ، ولكن نحن حينما نتحدث عن هذه القيم ـ طالما كررت ـ أنه ينبغي أن ننطلق من مبدأ وقيمٍ لا من ردود أفعال، هذا أولاً.
ثانياً: أن نقصد بالتزامنا بهذه القيم وجه الله سبحانه وتعالى، وابتغاء ما عنده.
ثالثاً: التزامنا بهذه القيم يجب أن يدرك شبابنا أنه أصعب من ردود أفعال تُقابَل بها أفعال معينة غير مسؤولة، فتكون ردود الأفعال أيضا غير مسؤولة، هذا يمكن أن يستطيعه كل الناس، لكن الالتزام عند حدود الشرع ، والوقوف عند القيم، والأخلاق ، وضبط هذه النفس، ضبط انفعالاتها، وعواطفها، وردها إلى ميزان الشرع، والعقل هذا ما لا يستطيعه إلا كما قال الله عزوجل ” ..ذُو حَظٍّ عَظِيم..ٍ” ، “… ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ” (فصلت 34-35) .
ويمكن أن أحيل إحالة سريعة أن من أحسن ما اطلعت عليه في تشخيص هذه الحالة التي يشير إليها الأخ المتصل من هذه المقارنة الكاتب مالك ابن نبي في ( تأملاته) قارن كيف أن شباب المسلمين في فترة من الفترات كانوا ينظرون إلى الغرب، فإذا بهم يرون ما يفعله الناس في أيام العطل ـ أيام السبت والأحد ـ ويقول: ولا ينظرون إلى المرأة العاملة التي تحرص على أن تجز العشب لأرانبها، يشير إلى أنها عاملة مع إنها امرأة، وفي عمل قد يراه الناس أنه عمل حقير، لا ينظرون أيضا إلى ذلك العالِم الذي يقضي سحابة النهار، وطرفاً من الليل في المكتبة عاكفا على بحث، أو عاكفا على كتابٍ يقرأه ، ويستنبط منه العلوم والمعارف، ويقول: إن من أسباب ذلك أن هذا الشاب العربي المسلم حينما هاجر إلى هذه البلاد، هاجر من بلدٍ يبيعون فيه مخطوطاتهم، وتراثهم للسواح، فيقارن بين هاتين الصورتين، لكن بحمد الله تعالى ما حصل من وعيٍ ، ومن انتشارٍ للعلوم، ومن غيرةٍ على الدين، ومن رغبةٍ في الأخذ بالأسباب الحقيقية ، أو بالمعاني الحقيقية لهذا الدين هناك خيرٌ كثير، وينبغي أن يُشجع هذا الخير لدى الناشئة، ولدى الشباب حتى نصل إلى هو أفضل بمشيئة الله تعالى.
ومع هذا كله نجد أن القرآن الكريم عندما يُوجد مثالاً ولو من غير المسلمين للقيمة التي يدعو إليها لا يأنف القرآن من ذكر هذا المثال، أي يُذكِّر المسلمين بأمثلةٍ ينبغي لهم أن يقتدوا بها لأقوامٍ من أهل الكتاب، وذكرنا في المرة الماضية ما قاله الله سبحانه وتعالى في قوله عزوجل “وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا..” ثم قال:” ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ” ( آل عمران:75 )، أيضا في سورة الأنفال في بعض قواعد الحرب التي بينها الله سبحانه وتعالى في هذه السورة، وصف صفات الذين كفروا قال: ” إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (55) الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ” (الأنفال: 55-56)، ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون، ومع ذلك يقول الله سبحانه وتعالى: ” فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57) وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ..” (الأنفال:57ـ 58)، إذاً: لا يمكن أن تكون خيانة هكذا اعتباطاً ، الله سبحانه يحذر عباده حتى مع هؤلاء الذين ينقضون عهدهم في كل مرة ، يحذر رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أن يعاملهم هذه المعاملة، وإنما إذا كان هناك عهد، وميثاق ورأى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ورأى المسلمون بوادر خيانة فعليهم أن ينبذوهم ابتداءً، أي يعلمونهم ، أن يحذروهم من أن ذلك سيؤدي إلى نقض الميثاق ” ..فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ” (الأنفال: 58)
*******************************
متصل آخر: الحقيقة أنا قد تعرضت لقصة في موضوع الأمانة، حيث إنني استدنت مبلغاً من المال من أحد الإخوة، وذهبت للبنك لأصرف شيكا ، فصرف لي أمين الصندوق هذا الشيك وانصرفت عنه دون أن أحسب ذلك المبلغ الذي استلمته منه ودفعته إلى الدائن الذي استدنت المال منه، ثم أخبرني هذا الدائن أن المبلغ ناقص حوالي 400 ريال، وهذا الشخص ـ أي الدائن ـ لا أشك في أمانته، فأعطيته بقية المبلغ الذي كان ناقصا، ثم عدت إلى رئيس ذلك البنك، وأخبرته بما حصل، فقال: إن ذلك الموظف ـ أي أمين الصندوق ـ وردت عليه عدت شكاوى من هذا النوع، غير أنه لا يستطيع بالقانون أن يفعل لي شيئا، فحقيقة أن بعض الأشخاص لا يحسنون رعاية الأمانة.
مقدم البرنامج: فضيلة الشيخ ، يقول الله تعالى في سورة الأنفال : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ” (الأنفال: 27) هل يمكن أن نتحدث عن ما يحذر الله تعالى منه المؤمنين في هذه الآية الكريمة؟ وكيف تكون خيانة الله والرسول؟
الشيخ كهلان: وهذا يضاف بمشيئة الله تعالى إلى ما أثاره الإخوة الذين اتصلوا جميعا من إضافات، ومن استفسارات أيضا، سوف أذكر بعض الآيات القرآنية التي تتصل بشرح معنى هذه الآية، من ذلك آية سورة النساء ، هي آية ينبغي للمسلم أن يتمثلها دائما، وهي قوله تعالى ” إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا..” (النساء:58) مع ملاحظة أن هذا الخطاب جاء بالأمر بأداء الأمانات بصيغة الجمع إلى أهلها أياً كانوا، وقوله تعالى في سورة المعارج ” وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ” (المعارج:32) الآيات التي استمعنا إليها في الفاصل الأول، وأيضا في سورة الإسراء “… وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا” (الإسراء:34) ، وفي مطلع سورة المائدة ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ..” ( المائدة :1) ، وفي سورة الفتح نجد أيضا قوله سبحانه “… وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا” (الفتح: 10) ونجد في سورة النحل ” وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ…” ( النحل: 91) هذه الأوامر جميعاً تبين ما هو المقصود بهذا النهي الذي نجده في قوله تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ” (الأنفال: 27) ، هذا الخطاب للمؤمنين هو تحذيرٌ لهم من المعاصي الخفية، أصلا السياق الذي وردت فيه هذه الآية، تقدمتها آيات تأمرهم بالاستجابة لله ولرسوله ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ…” فما تقدم من آيات فيه دعوةٌ للمؤمنين إلى الالتزام بطاعة الله سبحانه وتعالى، وإلى الاستجابة في ظاهر الأوامر التي أُمروا بها.
وتأتي هذه الآيات وكأنها تخاطب ضمائرهم ، وتناغي بواطن هذا المسلم بأن يُصلح باطنه، كما يُصلح ظاهره، فلا يعصي الله سبحانه وتعالى في سريرته، الآية جاء في سبب نزولها القصة المشهورة: لما حاصر المسلمون بني قريظة، فسألت بنو قريظة بعد ذلك من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الصلح، فقال لهم – عليه الصلاة والسلام – تنزلون على حكم سعد بن معاذ؟ فطلبوا هم أن يبعث إليهم بأبي لبابة، فبعث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أبا لبابة إليهم ، وكان ولده وماله وعياله عند بني قريظة، فاستشاروه أو سألوه فقالوا له: ما ترى أننزل على حكم سعد بن معاذ؟؟ وأبو لبابة بُعث مبعوثا من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يُبعث مستشاراً لهم كما قال أهل التفسير إلا أنه أشار إليهم بيده على حلقه، وقال: إنه الذبح، أو ما يدل على أنه الذبح ، طبعا تنبه بعد ذلك أبو لبابة إلى ما صدر منه ، وكتب التقسير تقول: إنه قد خان الله ورسوله بهذا الذي فعله، الحديث مشتهر عند أهل التفسير خصوصا.
هذا ينبه على أنه لا عبرة بخصوص السبب مع عموم اللفظ، لكن الخلاصة أن المقصود هو التنبيه من إبطان المعاصي، التنبيه من كل أنواع المعاصي خفيها وسرها كظاهرها وعلنها، لأن أصل الخيانة هكذا، الخون والخيانة هي إبطال ما تم الاتفاق عليه، أو ما وقع عليه تعاقد دون إعلان ذلك ، الأصل فيه أنه شيء خفي، في السر، فإذا صدر نقض لشيء من حقوق الله سبحانه وتعالى فإن ذلك خيانة في حقه سبحانه، وقد صرح العلماء بأن المقصود أن حقوق الله عزوجل كحقوق الآدميين؛ لأن الخيانة ضد الوفاء، والمسلم مطالب بالوفاء لله عزوجل في كل ما أمر به، وفي كل ما نهى عنه، كما أنه مطالب بالوفاء وأداء الحقوق إلى الناس جميعا.
مقدم البرنامج: وهذا ينسحب على كل مظاهر الحياة ، بالنسبة لما يتعلق بالعلاقات الدولية، بما يتعلق بعلاقة الشخص بعمله- كما يسمى سر المهنة- … وهلم جراً.
الشيخ كهلان: نعم في كل أنواعها، لذلك هذا الجزء الأول من الآية ” لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ..” يبقى “…وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ” فما تُشير إليه داخلٌ في هذا الجزء الثاني ، أو الشطر الأخير من هذه الآية وهو خيانة الأمانات، أيضا تتكرر كلمة الأمانة بصيغة الجمع “الأمانات” ” ..وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ…” وتشمل كل أنواع الأمانات من كل ما ذكرته، ومن غيره مما فيه حقوق لله سبحانه وتعالى ، أو للناس ـ لأفرادهم أو لجماعاتهم ـ أو للأمة بأسرها.
*******************************
عن أبي هريرة قال: قال النبي- صلى الله عليه وسلم- ” أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك”
مقدم البرنامج: الآن بعد أن استمعنا إلى هذا الحديث النبوي الشريف فضيلة الشيخ فيما يتعلق بأداء الأمانة إلى من ائتمنه الإنسان، هذا شيء واضح ولكن السؤال يأتي عن كيفية تفعيل هذه القيمة لدى الناس، وعلى من تقع مسؤولية تفعيل هذه القيمة لدى الناس؟؟
الشيخ كهلان: جواب مباشر، وصريح ، تقع علينا جميعا، نحن كلنا مسؤولون عن أن نلتزم بهذه القيمة في حياتنا، وأن نغرسها لدى ناشئتنا ، ولدى إخواننا، ولدى جيراننا، وأقاربنا، وإخواننا من المسلمين جميعا، هي مسؤولية الجميع، ولا ينبغي لنا أن نحسب أننا بحاجة إلى إلزامٍ من الخارج حتى نوفي بالأمانات، وهذا مما يميز هذا التشريع الحنيف، أنه يُوقظ الضمائر ، فيكون الرقيب من الداخل لدى المؤمن أقوى من الرقيب من الخارج، لأن الرقيب الذي في الداخل، في ضميره إنما يذكره بمراقبة الله سبحانه وتعالى له ، الذي لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر، هذا الوازع الإيماني الذي ينبغي أن يتمثله المسلم في كل أحواله إنما يصله باليوم الآخر، ويحقق له من الأمن والاستقرار والطمأنينة في هذه الحياة ما يحقق، كما أنه يحقق له السعادة، والنجاة ، والفوز في الحياة الآخرة، فلذلك قلنا: إن مسؤولية أداء الأمانات إنما تكون علينا جميعا، ولا ينبغي لنا أن نلقي باللائمة على غيرنا، وأن ننسى تقصيرنا نحن في أداء هذه الأمانات، بل علينا أن نحاسب أنفسنا محاسبة شديدة، وأن نكون قدوة صالحة نُري الآخرين كيف نحقق هذه القيمة في واقع حياتنا حتى يقتدوا بنا.
أما حينما يقصر الإنسان في أماناته، هب أنه لديه مسؤولية معينة، وظيفة معينة فإذا به يستغل وظيفته لمصالحه الشخصية ، وبالتالي يؤدي ذلك إلى التفريط حتى في قيمٍ أخرى، قيمة العدل على سبيل المثال، وكثيراً ما اقترن الأمر بأداء الأمانة، ووفاء الحق بإقامة العدل، نجد “وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ” (المعارج:33) ويصرح أهل العلم بأن الله سبحانه وتعالى عقّب هذه الآية بآية ” وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ” (المعارج:32) لأن أداء الشهادة إنما هو أيضا من الأمانات التي يجب على المسلم أن يوفي بها، وأن يؤديها حق الأداء لما يترتب على ذلك من إقامة العدل، والقسط بين الناس، فلذلك على كل ذي مسؤولية أن يتقي الله تعالى، وأن يؤدي حق أمانته كما يُرضي الله سبحانه وتعالى.
أما إذا قصّر كل واحد منا في الأمانة التي خُول إياها وتهاون وتكاسل فإنه لاشك سوف يكون الحال ضياعاً، وشتاتاً ، وتفريطاً، وتأخراً، وتخلفاً، وهذا ما لا يرضاه العقلاء لمجتمعاتهم ولأوطانهم، وأأكد مرةً أخرى على ما تحدثنا عنه في المرة السابقة من وجوه الالتزام بالأمانات في كل الأحوال ، في حالة الرضا، وفي حالة السخط، في حالة المنشط، والمكره ، في السلم والحرب، مع القريب، ومع البعيد ، مع الحبيب ومع غيره، وهذا الحديث الذي استمعنا إليه في الفاصل ” أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك” نصٌ في ذلك وإن كان لعدد من أهل العلم نظرٌ في هذا الجزء الأخير “.. ولا تخن من خانك” لأن منهم في مسألة خاصة فقط يرى بأنه إن كان له حقٌ على آخر ، ولهذا الآخر أمانة عنده فإن له أن يقتطع حقه، طالما أن ذلك الشخص يجحد حقه، ولا يعطيه إياه، فإن له أن يقتطع حقه منه، هذه الصورة التي يدور حولها كلام الفقهاء ، وهي ليست من الخيانة عند من يرى بأن ذلك أمرٌ جائز، لا يعتبرها من الخيانة وإنما يعتبرها من استرداد الحق الذي يجحده الذي عليه ذلك الحق، وتعذرت عليه السبل التي يستطيع بها أن يصل إلى حقه، وإلا فالقاعدة الأصلية أنه لا يجوز له أن يخون حتى من قابله بالخيانة، عليه أن يلتزم بقيمه، ومبادئه ، فإن كانت بينه وإياه معاهدة وصدرت هناك خيانة ، أي صدرت الخيانة فعلاً في هذه الحالة انتقض الميثاق، أما إذا كان بوادر فقط، ظنٌّ لعلامات وقرائن فإنه عليه أن يحذره وينذره قبل أن ينقض الاتفاق الذي بينه وغيره.
*******************************
مقدم البرنامج: الآن ننتقل فضيلة الشيخ إلى موضوع ( أنواع مخصوصة من الأمانات) أنتم ذكرتم في البداية أنكم ستتحدثون عن أمانة المال العام، وأمانة الأسرة ، فماذا تقولون؟
الشيخ كهلان: أولاً: لنأخذ موضوع المال العام ، هناك أنواع من الأموال ورد فيها تشديدٌ في الشرع، ورد فيها أمرٌ صريحٌ بحفظها، ورعايتها، أموال الأيتام، ولذلك نجد آيات كثيرة في كتاب الله عزوجل تأمر بحفظ مال اليتيم، وبحسن القيام بمال اليتيم، ثم أموال الأوقاف التي يحبس أصلها وتُسبَّل منفعتها لما وُقفت عليه، والنوع الثالث هو المال العام، حتى أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – نعرف كلنا الواقعة الشهيرة فيمن أخذ شيئا من الغنائم فقال: ” إن الشملة التي أخذها من الغنائم لتشتعل عليه نارا” – والعياذ بالله -، وقال: ” ردوا الخيط، والمَخيط” يعني إلى هذا الحد حتى الخيط ، والإبرة التي يخاط بها، رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يأمر بردها، قال: وحتى قضيب الأراك، ولذلك نجد أمثلة في التاريخ الإسلامي من الحرص الشديد على المال العام، لأن نفعه يعود على المجتمع بأسره.
متصلة أخرى: لدي قصة في موضوع الأمانة مفادها أن امرأة أمرت ابنتها أن تخلط اللبن الذي تريد بيعه بالماء لكي يزيد، فقالت البنت: إن أمير المؤمنين عمر نهى عن ذلك، فقالت الأم : إن عمر لا يرانا، فردت عليها الابنة قائلة: إذا كان عمر لا يرانا، فإن رب عمر يرانا.
الشيخ كهلان: هذا المثال الذي ذكرته الأخت صريح في الدلالة على أن حفظ المال العام ، حتى من خلال مثل هذه التصرفات، هذه المرأة التي استمعنا إلى قصتها كانت تبيع اللبن في السوق، فإذاً هي أمانةٌ عليها، أمانة على البائع رجلاً كان أو امرأة أن يكون صادقا في بيعه، وأن لا يغش المسلمين ، وهذه ميزة في هذا الدين ، أن الوازع حينما يكون ضميراً يقظاً، مراقباً لله سبحانه وتعالى فإنه سوف يكون أشد احتراسا من الوقوع في شيءٍ يُسخط الله سبحانه وتعالى لو وُجد، أو ظُن أن الوازع الخارجي هو الذي يمكن أن يؤطّر الناس، ويحملهم على التزام الأمانات، سيما ونحن نتحدث أي حول هذا المثال الذي استمعنا إليه ـ قصة هذه المرأة ـ لأن فيه الكثير من الدلالات، فحفظ المال العام يدخل فيه هذه السلع التي تُقدم للناس.
أيضا الخدمات، نحن عندما نتحدث عن السلع لا نتحدث فقط عن السلع التي هي المواد، بل حتى الخدمات التي تُقدم للناس، كما استمعنا مثلا في قصة المتصل الثاني ، فإذاً: بشكل عام هذا الذي حُمِّل أمانة صرف مستحقات الناس إليهم لا بد أن يكون أميناً ، وما كان صعبا على المتصل أو على غيره أن يتأخر عدة خطوات في نفس الطاولة التي فيها المحاسب ويعد نقوده ويكتشف أن هناك خطأ، لكن لأنه حمله على حسن الظن، وحمله على ما هو معروف لدى المجتمع من أن الناس أمناء، وخاصة من تحمل مثل هذه المسؤولية، فيحملونهم على أن الأصل فيهم الأمانة، وهذا شيء إيجابي على كل حال ، لكن إذا تكررت مثل هذه الظواهر فينبغي إعادة النظر حتى تعود الأمور إلى نصابها.
مقدم البرنامج: نريد منكم وضع طريقة معينة لمحاسبة هؤلاء الأشخاص، أو طريقة معينة أيضا لعد النقود، لأن في بعض الأحيان قد يأخذ الإنسان مبلغاً كبيراً يجد صعوبة كبيرة في حسابه.
الشيخ كهلان: ومهما كان يبقى أن يقظة الضمير، وأن الوازع الداخلي، ومراقبة الله سبحانه وتعالى ، والرغبة فعلاً في التزام قيمة الأمانة سوف تغني عن ذلك كله، كما أغنت طوال عقود، وستُغني بمشيئة الله تعالى.
وعودة إلى موضوع المال العام فإن عِظم المسؤولية والخطورة فيه أن ضرره لا يتعلق بشخصٍ واحد، بل يتعلق بالمجتمع بأسره، وهذا ينسحب ـ كما قلت ـ على المرافق العامة، حتى هاتف عمومي مثلاً، هي أمانة علينا جميعا أن نحافظ على هذا الهاتف، لأن هناك من إخواننا، وممن يعيش بين ظهرانينا من ينتفع بهذا الهاتف، وليس له وسيلة إلا هذا الهاتف الذي نراه نحن في زاوية من الشارع، وقد نظن أنه لا يحتاج إليه أبدا، لكن هناك مصالح أناس تتوقف عليه.
سؤال متصل: ترك أخي عندي مالاً أثناء سفره، لكن سُرِق هذا المال مني مع أموالي، فهل علي ضمان مال أخي المسروق، وإرجاعه إليه؟
الشيخ كهلان: أولاً: الأمين لا يضمن إلا بالتفريط، فإن كان لم يفرط ، ولم يُقصِّر في حفظ الوديعة، والأمانة فإنه لا يلزمه الضمان، وهو لذلك سُميّ أميناً ، فالمُودِع اطمأن وركنت نفسه إليه، والله تعالى يقول:”…فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ..” (البقرة:283) فإن كان لم يقصر في حفظ الأمانة وحرزها وصيانتها، فإنه لا ضمان عليه.
متصل آخر: كنت أبيع تمراً لشخص ، نشتغل أنا وهو في مكان واحد، وكنت أتقاضى منه قيمة التمر الذي اشتراه مني في مكان العمل، وفي آخر مرة بعت له التمر زرته في بيته فأخبروني أن هذا الشخص قد توفي، فأخبرت أخاه فدفع لي قيمة التمر الذي بعته لأخيه، فهل أأثم أنا بذلك؟؟
الشيخ كهلان: أن يُعطى المستحق حقه من ورثة المتوفى هذا لا شيء فيه، فهو أخذ حقه من ورثة المتوفى فلا حرج عليه في ذلك.
*******************************
خاتمـــة الحلـــقة
وورد في (البداية والنهاية) لابن كثير: أن المسلمين لما انتصروا على الفرس في عهد عمر بن الخطاب ، بعثوا إليه بخُمس الغنائم، فلما نظر عمر إلى ذلك قال: إنَّ قوماً أدَّوا هذا لأمناء، فقال له علي بن أبي طالب: إنك عففتَ فعفَّتْ رعيتك، ولو رتعتَ لرتعتْ.
مقدم البرنامج: إن قوماً أدوا هذا لأمناء، هذه عبارة رائعة جداً، وتحكي موضوعا مهما جداً نحتاج إلى تعليق الشيخ عليه.
الشيخ كهلان: فعلا هذه القصة تلخص ما كان عليه السلف من خُلق، وما ينبغي أن يكون عليه خُلق المسلمين، هذه الغنائم التي غنمها المسلمون من الفرس، كانت شيئا مهولاً حسبما تصف كتب التاريخ، فكان تاج كسرى على سبيل المثال مرصعاً بالجواهر والألماس والذهب وغيرها، قالوا: إن جوهرة واحدة منها بيعت كانت من نصيب أحد صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بيعت بعشرين ألف دينار، قطعة صغيرة من ذلك التاج، حتى أنهم وجدوا في بعض البيوت من الأموال حتى الكافور الدقيق فظنوه ملحاً، فاستخدموه لطبخهم فإذا به مر الطعم ، لأنهم يظنون من كثرته أنه ملحا، ما تصوروا أن الأمر وصل إلى هذا الحد.
فلما بعث سعد بن أبي وقاص بالخمس إلى عمر بن الخطاب ورأى ذلك ما ملك عمر بن الخطاب إلا أن شهد لهم بالأمانة، وقال: إنَّ قوماً أدوا هذا لأمناء، وهنا يأتي أيضا تعليق علي بن أبي طالب ـ كرم الله وجهه ـ وهذا ما كنا نقوله،عففتَ فعفَّتَ رعيتك، ولو رتعتَ لرتعتْ – أي الرعية – وهذا ما ينبغي، أي ينبغي أن نسأل أنفسنا نحن جميعا حينما نتحدث عن أسرنا، عن أولادنا، عن زملائنا، وإخواننا كيف نحن أصلا؟؟ كيف هو سلوكنا نحن؟؟ ينبغي لنا أن نلتزم، ينبغي لنا أن نتحلى بهذه القيم، أن نحافظ على أداء الأمانات، وأن نتذكر قول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ” لا إيمان لمن لا أمانة له” وقوله أيضا ـ عليه الصلاة والسلام ـ ” يُطبع المؤمن على الخلال كلها ليست الخيانة، والكذب” وأن ندعوا ربنا كما كان يدعو رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله: ” اللهم إني أعوذ بك من الخيانة، فإنها بئست البطانة”
مقدم البرنامج: واتصاف المسلم بالصفات إلا الخيانة والكذب لا يعني بالضرورة أنها جائزة، وإنما قد تحصل في حياته مثل هذه الأشياء، لكنه إذا وصل إلى مرحلة الخيانة، ومرحلة الكذب فذلك يعني أنه مؤشرٌ خطير.
الشيخ كهلان: نعم، هي من خصال المنافقين، الرسول ـ صلى الله عليه وسلم يقول : “آية المنافق ثلاث-وفي رواية أربع- قال: إذا ائتمن خان، وإذا عاهد غدر، وإذا حدث كذب”.
انتهت الحلقة