التنوين في المثال الآتي ( جنات عدنٍ التي ) هل هو إظهار أم لا؟
السؤال:
التنوين في المثال الآتي هل هو إظهار أم لا؟
( جنات عدنٍ التي وعد الرحمن عباده بالغيب )
الجواب:
الحمد لله أن سؤالك جاء بعد مباحثة سابقة من بعض الإخوة الأعزة، وقد راجعت ما عندي من كتب القراءات والتجويد وبعض المصاحف القديمة والحديثة، وقد تبين لي الآتي:
( جنات عدنٍ التي ) هل يسمى إظهاراً أم لا ؟
هناك لبس من ناحية التسمية
فلا مشاحة في تسميته بالإظهار المطلق وهذا الذي ورد في أكثر من مرجع من مراجع التجويد.
أي أنه أطلق من قيود الإظهار الشفوي والإظهار الحلقي.
أما كونه إظهار حلقياً من أحكام النون الساكنة فلا يتأتى لتحريك التنوين .
ومن الملاحظات المنهجية في المصاحف التي طبعتها مكتبة المعرفة بدمشق التجويدية التي ترمز للأحكام التجويدية بألوان أنها وحدت اللون بين الإظهار الحلقي والإظهار المطلق الذي تسأل عنه.
هذه المصاحف طافت العالم وانتشرت طبعات متعددة معتمدة من قبل الأزهر وتبث وتعرض على القنوات الفضائية.
فإن كان مقصدهم أنه إظهار مطلق أي نطق التنوين حالة حركته وصلاًً فنعم وان كان قصدوا الإظهار الحلقي فهذا سهو ينبغي التنبه له ومن هنا وقع اللبس عند البعض.
أما المصاحف التي طبعت في الهند والمصاحف العمانية المخطوطة التي طالعتها بوزارة التراث ومكتبة السيد محمد بن أحمد، فكلها ترسم تحت التنوين الذي يليه همزة وصل نونا مكسورة حمراء صغيرة إشارة إلى تحريك التنوين بالكسر حالة الوصل ، وهذا أوضح.
كما جاء في كتاب المنير لأساتذة الشام ص 45:
“ثانياً: تعريف التنوين: هو نون ساكنة زائدة لغير التوكيد، تلحق آخر الأسماء لفظاً ووصلاً، وتحذف وقفاً ورسماً ، مثل (عليمٌ حكيم)، وقولنا ( نون ساكنة ) ليخرج من التعريف نون التنوين التي تحركت لالتقاء الساكنين مثل ( منيبٍ ادخلوها ) و (خبيثةٍ اجتثت ) .. ” انتهى من كتاب المنير بنصه.
كما أن للقراء السبعة والعشرة اختلاف في تحريك التنوين بالضم أو بالكسر.
هذا وقد بُحِثت هذه المسألة في موقع الدكتور يحيى الغوثاني ، وقد اتفقت كلمة الأستاذة هناك على تسميته بالاظهار المطلق لا الإظهار الحلقي.
ومن هنا يتبين أنه لا مانع من تسميته بالإظهار أي المطلق وليس إظهاراً حلقياً المتعارف عليه والعلم لله وحده.