بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبيه الأمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وبعد :
فإن العناية بالقرآن الكريم وعلومه أولى اهتمامات هذه الأمة منذ نشأتها , لأنه مصدر هدايتها ونور حياتها , وروح وجودها , أخرجهم الله به من الظلمات إلى النور , ومن الشتات إلى الوحدة, ومن الضعف إلى القوة , ومن الجهل إلى العلم , فكانوا خير أمة أخرجت للناس , ولم يعرف التاريخ كتاباً سماويا أو غير سماوي لقي من العناية في حفظه ونقله وتدوينه وتفسيره, ما لقيه القرآن الكريم.
هذا وقد تنوعت اتجاهات المعنيين بتفسيره بحسب تنوع علومه ومنهم من قصر اهتمامه على آيات خاصة في التفسير كآيات الأحكام , وقد سلك هذا المسلك جماعة من العلماء منهم الكيا الهراسي الطبري وابن العربي وابن خويز منداد , وذلك من عنايتهم بالفقه في الشريعة الإسلامية , وممن نحا هذا النحو العلاّمة المجتهد ( أبو الحواري محمد بن الحواري العماني الإباضي) , قفد اهتم بتفسير آيات الأحكام وهي خمسمائة آية تفسيراً مبسطاً في متناول طلاب المعرفة .
وقد قيض الله لهذا الكتاب من خدمه خدمة علمية فخرّج أحاديثه وبيّن غوامضه وحقّقه تحقيقاً علمياً وافياً , وهو الأخ الفاضل فضيلة الأستاذ الدكتور ” محمد محمد زناتي عبد الرحمن” الأستاذ المساعد للتفسير وعلوم القرآن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية “جامعة الأزهر الشريف” بالقاهرة , فخرج الكتاب لأول مرة إلى عالم المطبوعات بهذه الحلة القشيبة والوجه الوضاء والجلال المهيب .
فإلى طلاب العلم نبعاً فياضاً من علوم القرآن يروي ظمأهم ويشبع سغبهم , والله يجزل للمؤلف المثوبة في دار الرحمة , ويبارك في حياة المحقق الكريم , ويمن عليه بالتوفيق لكل ما فيه الخير .
أحمد بن حمد الخليلي
(المفتي العام لسلطنة عمان)
مسقط في 12 رمضان 1411هـ