سماحة الشيخ أحمد الخليلي في حوار فكري: الفشل ليس في جيلنا فقط، والثورات إفراز طبيعي لاختلال التوازن في حياة الناس

الشيخ أحمد الخليلي في حوار فكري

    الفشل ليس في جيلنا فقط..  وكل يرى أنه أسوأ من سابقه.

    الثورات إفراز طبيعي لاختلال التوازن في حياة الناس.

    سوَّغ بعض الفقهاء مع الأسف للحاكم أن يقتل ثلثي شعبه لأجل المحافظة على سياسته.

 حاوره: عاصم الشيدي:

في الطريق إلى مكتب سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة كانت تتنازعني الكثير من الأفكار والمحاور التي يمكن أن اطرحها على علامة ومفكر بحجم سماحته، ونشرة الأخبار التي تنساب عبر المذياع كانت تكشف عن حالة مأساوية في الأمة العربية رغم الحالة الثورية التي نعتقد أنها قفزت بها فوق الانسداد الحضاري والفكري.

كانت الكثير من الأسئلة تدور في ذهني حينها، الثورة تنتشر في عالمنا العربي لكنها لا تحمل كما يؤكد الجميع أي ايديولوجيا أو مقولات ثقافية تمكنها من تحديد مسار طريقها نحو المستقبل، البعض يتحدث عن مخططات غربية، والبعض الآخر يتحدث عن أن ما حدث كان يجب أن يحدث وهو نتيجة طبيعية للمراحل الماضية، التيارات الإسلامية تصعد إلى كراسي الأمة، لكن الكثيرين يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا أن تتحول هذه الأحزاب إلى راديكالية كما حدث في طالبان..

أفكار كثيرة وأسئلة أكثر بدأت في التزايد وأنا أقترب من مكتب سماحته في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، حاولت أن ألملمها وأنا أقترب من الدخول إلى مكتبه، وأضعها بين يديه علَني آتي منه بقبس وأجد ما يمكن أن يحدد معالم المرحلة الملتبسة التي تقبل عليها الأمة..  ورغم سطوة الوقت واشتغالات سماحة الشيخ إلا أننا خرجنا بهذا الحوار:

    سماحة الشيخ كيف قرأتم، وتقرأون ما يحدث في الأمة العربية من ثورات وانتفاضات، وهذه الحالة الغليانية والاستثنائية التي تحيط بالأمة؟

إن نظرتي إلى هذه الأحداث أنها إفراز طبيعي لاختلال التوازن في حياة الناس، فمن ناحية نجد أن السياسة في العرب انحرفت عن الخط السليم، الخط الإسلامي الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاء به القرآن الكريم الذي يعطي كل ذي حق حقه، ولا بد مع هذا الانحراف أن يعقبه انحراف آخر.

معنى ذلك أن علاج هذه المشكلة إنما يكون بالعودة إلى ما أرشد إليه القرآن الكريم في العلاقة بين الحاكم والمحكومين، أو بين القمة والقاعدة حيث قال سبحانه و تعالى مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم: “فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين”، فلو حصل هذا كله بحيث كانت العلاقة علاقة رحمة، وعلاقة رعاية، وعلاقة حب ووئام وتشاور فيما بين الجانبين؛ لانحسمت هذه المشكلات ولتعاون الجميع على حلها.

ومن ناحية أخرى فإن التربية أيضا غير حاصلة كما ينبغي، إذ التصور الصحيح غير موجود عند الناس نتيجة عدم التربية على هذا التصور، لذلك يجب ان تعاد التربية على الأسس الإسلامية، ومن ناحية ثالثة يجب أن تكون وسائل الإعلام كلها تصب في نسق واحد وهو بناء الإنسان بناء سليما عقيدة وفكرا وسلوكا.

    تتهم المؤسسة الدينية في العالم العربي بأنها أحد أسباب ما حدث في العالم العربي لأنها تخلت عن دورها التنويري وانحصر دورها في الفتوى..  كما اتحدت بعض المؤسسات الدينية في العالم العربي مع السلطة السياسية وصارت تعمل لصالح الساسة، وحدث تحالف مقيت بين المؤسسة الدينية والمؤسسة السياسية؟

لا ريب أن هناك تراكمات تاريخية منذ أمد بعيد، هذه التراكمات أثرت على هذه الأمة أثرا بالغا، فمن بعد الخلافة الراشدة، وانحسار دور السياسة الشرعية أصيبت الأمة في الصميم، فبعد أن كانت العلاقة بين الخليفة الشرعي وبين الأمة هي علاقة رحمة وعلاقة عدل، وعلاقة مساواة وبر وإحسان، وعلاقة أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، أصبحت العلاقة علاقة تسلط، وهذا بطبيعة الحال أدى إلى انحراف لا عند السياسيين فقط؛ بل أيضا عند المفكرين وعند الفقهاء الذين أرادوا أن يعيشوا على ما يتساقط من موائد أولئك المتسلطين مما كانوا ينعمون به.

فهذا واضح.. جاء الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ورد الأمر إلى نصابه الشرعي وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر وأعطى كل ذي حق حقه، وفطم أولئك الذين كانوا يتصرفون في أموال الأمة كما يشاؤون عما عهدوه من قبل، ومنهمكين فيه ومسرفين فيه.

وعندما جاء الخليفة الذي بعده وأراد أن يسير نفس السيرة لم يَرُقْ ذلك للذين كانوا يعدون فقهاء، ويعدون بمثابة الموجهين للأمة، فقد جاؤوه بأربعين شاهدا، شهدوا أن الخليفة لا حساب عليه ولا عقاب، وهذا ذكره غير واحد، فقد ذكره الذهبي في سير الأعلام وذكره ابن كثير في البداية والنهاية، وذكره ابن تيمية في كتابه منهاج السنة، وقال: هذه الفكرة هي التي كانت سائدة في عهد بني أمية، انظر إلى هذا الانحراف، كيف يقال إن الخليفة لا حساب عليه ولا عقاب!! مع أن الله تعالى يقول لنبيه داود عليه السلام “يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب”، فلا ريب أن المؤسسة الدينية كانت مبنية على هذا التصور، ولذلك قال كثير من العلماء: إن ما ألف في السياسة الشرعية إنما كان يصب في هذا المصب، ولذلك سوَّغوا للحاكم أن يقتل ثلثي شعبه لأجل المحافظة على سياسته، هذا حصل من بعض الفقهاء وأفتوا بهذا، وهذا كله إنما انحراف فكري وانحراف أخلاقي وانحراف سياسي وانحراف فقهي أصيبت هذه الأمة به كما يحصل من قبل كثير من الفقهاء إنما هو نتيجة هذا الانحراف.

التيارات الإسلامية بين فشل ونجاح:

    أسفرت الثورات العربية الحالية عن بروز تيارات إسلامية..  هل تعتقد ان مثل هذه الأحزاب قادرة في هذه المرحلة الملتبسة على قيادة الأمة؟

من المعلوم أن الإسلام فطرة في النفوس، ولذلك الشعوب تميل إلى الإسلام وتجنح إليه، وتود تطبيقه، وتتمنى أن ترى الصورة الصحيحة للإسلام، ولا ريب أن هذه القيادات الإسلامية إن سارت في الخط الإسلامي الصحيح واستطاعت أن تتجاوز المشكلات التي تراكمت عبر القرون، وعادت إلى فهم الإسلام الصحيح، تكون في هذه الحالة قادرة على تنبيه الأمة على حل مشكلاتها.

    لكن لدينا تجارب لأحزاب إسلامية، وتنظيمات فشلت فشلا ذريعا، كما حدث في طالبان أفغانستان والبعض يقول كما حدث في السودان..  لم تستطع هذه الأحزاب والتنظيمات إلا أن تكون إسلاما راديكاليا؟

الإسلام بطبيعة الحال منهج رباني وليس هو كما يتصور الناس إفرازا لفكر بشري، وعندما يخضع الإسلام لنظريات بشرية لا ريب إن هذا مما يؤدي إلى تعثر المنتسبين إليه والقائمين عليه والداعين إليه أو الذين يحاولون تطبيقه في حياة الناس، عندما لا يعتمدون على مصادر الإسلام الأصلية: كتاب الله وسنة رسوله الثابتة الصحيحة دون ما ألصق بها من روايات هي براء منها فهذا مصيرهم.

من العقل إلى أسطورة الخرافة:

    ألا تعتقد ان تحديد دور العقل وقدرته على العمل في تفسير وتأويل الوحي هو مخالف للكثير من الدعوات التي نقرأها في القرآن حول التعقل والتبصر؟

من المعلوم أن الفهم الصحيح للإسلام يجب أن يرجع إلى الاستبصار إلى نصوصه الشرعية؛ ولكن مع ذلك في كثير من الأمور لا سيما الأمور الفكرية والعقدية لا بد من أن يكون العقل رافدا للمفكر من حيث استلهامه لمعاني النصوص، فعندما يقصى العقل عن الفهم الصحيح للإسلام لا بد ان يكون هناك تعثر، وعندما يعطى العقل أيضا فوق حجمه بحيث يكون هو المحكم دون الشرع فأيضا لا بد من أن يكون هناك تعثر، العقل البشري هو طاقة مخلوقة محدودة كسائر الطاقات البشرية المحدودة، لذلك لا بد أن ينزل العقل منزلته، وأن يعطى حجمه، وأن يقدر بقدر، وأن يكون رافدا للمفكر الإسلامي من حيث فهم النصوص الشرعية التي جاء بها الوحي الإلهي.

    في هذا السياق نستذكر المقولة التي تقول ان ما تعيشه الأمة من تعثر كانت نتيجة تغلب التيار الأشعري على التيار المعتزلي الذي كان يعطي العقل مكانة كبيرة..  هل ترى هذا الرأي سماحة الشيخ؟

لا ريب أن المعتزلة أفرطوا في الاعتماد على العقل وهناك أيضا جهات أخرى أفرطت في تحجيم العقل، فالذين كانوا أسارى الألفاظ وما كانوا يستخدمون العقل في فهم معاني الألفاط خرجوا بحيرة في الكثير من القضايا وتخبطوا فيها تخبطا عجيبا.

    لكننا نقرأ في الكثير مما يطرحه مفكرو هذه الأمة ما مفاده أن إقصاء العقل أدخل الأمة في الكثير من الأساطير والخرافات..  الغرب تقدمنا بسنوات ضوئية رغم أننا كنا مؤسسين في الكثير من العلوم، بينما الأمة الإسلامية مازالت تراوح مكانها؟

الأمة الإسلامية هي بحاجة إلى أن تعاد صياغة هويتها سواء من حيث الفكر أو من حيث الأخلاق، وعندما تقام أمة على أسس القرآن وفهم القرآن فهما صحيحا، فهما قائما على التصور الصحيح، بحيث لا يقصى العقل عن فهم، ولا يعطى فوق حجمه يمكن للأمة أن تستعيد مجدها وتستعيد قوتها وتسابق الأمم الأخرى.

هل الدولة المدنية هي الحل؟

    لماذا تتوجس المؤسسات الدينية في الأمة الإسلامية من الدولة المدنية أو الدولة العلمانية رغم إنه بات واضحا أن دلالة مصطلح العلمانية على خلاف ما كان يفهم، ويروج له في مرحلة من مراحل التاريخ؟

من المعلوم إن الإنسان هو صُنع الله سبحانه وتعالى، وكل صنعة لا بد من أن يفهم نفعها وضررها من خلال المصنع الذي خرجت منه، وبما ان الإنسان صنعه الله سبحانه وتعالى فإصلاح الإنسان إنما يكون بما جاء من عند الله، وعندما يقصى شرع الله ويقصى دينه عن إصلاح الإنسان ويعتمد على المناهج البشرية لا ريب أن هناك تكون الانتكاسة.

ونحن نرى كيف تخبطت المناهج البشرية عندما قامت الحركة الصناعية في العالم وولد النظام الرأسمالي..  هل النظام الرأسمالي أسعد البشرية أم عاد بالويلات عليها، بحيث كانت هناك فجوات بين طبقات البشر وكانت هناك فئات تنتفع وتعيش على حساب الجماهير الكادحة المتعبة المرهقة، تولَّد عن هذا الظلم الذي كان من قبل الرأسمالية نظام معاكس كردة فعل، وهو النظام الشيوعي الاشتراكي، وهذا أيضا تخبط تخبطات غريبة وسلب الإنسان خصائصه وجرده من حقوقه، وأصبح الإنسان كالآلة الصماء التي لا تستحق البقاء إلا عندما تكون تنتج، وإلا فإن الإنسان يصبح لا قيمة له في هذا المجتمع ولا تراعى له حقوق، هذا مع سلبه جميع الحقوق المدنية والشخصية.

فإذن انهار هذا النظام والآن يتبعه النظام الرأسمالي، وهذا دليل على أن الإسلام وحده الذي يحل المشكلات الإسلامية، وهذا ما صرح به الغربيون الان بأنفسهم وأصبحوا أمام الأزمة المالية الخانقة في هذا العالم يدركون أن الخطر محدق بهم، وأن العلاج لا يمكن إلا ان يأتي من خارج هذا النظام، وهم جميعا ترنوا أبصارهم اليوم إلى النظام الإسلامي المالي، وقد اعترف بهذا كثير من عقلائهم، هذا كله مما يدعو المسلمين إلى أن لا يُقصوا دينهم وإلى أن لا يُقصوا شريعتهم عن حل مشكلاتهم بل يجب أن يعودوا إلى حل هذه المشكلات وإلى هذه الشريعة، وإلى هذا المنبع الصافي الرقراق.

    ولكن سماحة الشيخ في المقابل هناك تجربة ناجحة في هذا المجال..  والدليل ما حدث في تركيا. تركيا دولة علمانية وهي الان من بين الاقتصاديات الكبرى في العالم أو هي في هذا الطريق؟

هل نجحت تركيا عندما كانت تطبق العلمانية بحذافيرها؟ هذا النجاح الذي حصل هو بقدر الرجوع إلى الإسلام، هل كانت تركيا ناجحة؟ بعد أن كانت تركيا تقود العالم وكانت هي الدولة الأقوى في العالم صارت تعيش كذنب لأوروبا وتريد أن تلتحق بأوروبا وأوروبا لا تقبلها.

جيل فاشل:

    قبل أيام سمعت الدكتور فاروق الباز يقول: إن جيله فشل فشلا ذريعا، وعلل الفشل بأن أحلام جيله كانت تريد الوحدة العربية، وتحرير فلسطين، والقضاء على الأمية، وإرساء مبدأ العدالة الاجتماعية. وأنتم سماحة الشيخ من نفس جيل الباز تقريبا..  هل فعلا فشل جيلكم سماحة الشيخ؟

من المعلوم أن الفشل ليس هو عند هؤلاء وحسب، الفشل منذ القديم نتيجة انحراف الإنسانية، وأنا أرى أن في كل مرحلة تأتي ترنوا الأبصار إلى المرحلة السابقة؛ لأنهم يفقدون في هذه المرحلة ما ربما كانوا واجديه في المرحلة التي تقدمتها.

كان الظلم بلغ رايته عند القياصرة الروس، وعندما قامت الثورة البلشفية الكل تمنى أن يجد فكاكا من ذلك الظلم، وتخلصا من نير ذلك الحضور المتسلط من قبل أؤلئك القياصرة وأتباعهم، ولكن عانت البشرية من ظلم الشيوعية أكثر مما كانت تعانيه من ظلم القياصرة، ولذلك عندما انهارت الشيوعية وتنفس المواطنون شيئا من الحرية كان الاجتماع في الكرملين في عهد يلسن، وقد حضر أحد أحفاد القياصرة ودخل الكرملين مع يالتسن عندما دخل ضجت القاعة: عاش القيصر..  عاش القيصر، وهذا ما قرأناه.

مرت هذه الأيام ولما مرت ماذا كانت النتيجة هل الناس حققوا الذي كانوا يتمنونه؟ لا لم يتحقق، قرأت في جريدة عمان في نوفمبر من عام 2009 تقريرا أخباريا عن أوروبا الشرقية والمناطق التي كانت تحت الحكم الشيوعي، وكيف صارت هذه المناطق، وإذا من خلال استطلاع رأي السواد الأعظم يتمنون أن تعود الشيوعية كما كانت، قالوا على الأقل في العهد الشيوعي كانت الخبزة مضمونة لهم، وكان هناك أمن، لا يخافون إلا من السلطة، أما الآن فإن الخبزة التي كانت مضمونة لم تعد مكفولة، وبجانب هذا أيضا هناك إرهاب يؤجج نار الرعب في قلوب الجميع، الكل أصبح يخشى من كل أحد من هؤلاء العصابات الإرهابية بسبب هذا التمايز الطبقي.

بعد ما صدرت هذه الجريدة بيوم واحد قرأت مقالا في جريدة الوطن لجورباتشوف كتبه بمناسبة مرور عشرين عاما على سقوط سور برلين..  ماذا قال في هذا المقال؟ قال: “كنا نتطلع من خلال سقوط سور برلين إلى الوحدة والوئام والمودة ونتطلع إلى الأمن والسلام والاستقرار ونتطلع إلى العدل والمساواة ولكن المقاييس كلها انقلبت رأسا على عقب، وبدلا من الحرب الباردة التي رجونا انتهاءها شبت حرب ساخنة في كثير من بلاد العالم وزاد الظلم والقطيعة بين العالم”، وهذا ذكرني برسالة وجهها إليه الزعيم الإيراني في عهد البيروستروكيا وكان مما قاله في هذه الرسالة “وإن هرعتم إلى الشيطان الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية لاستجداء الحل منها فاعلموا انكم تعالجون فسادا بفساد، وسيأتي من بعدكم من يحاول إصلاح فسادكم كما تحاولون إصلاح فساد من قبلكم” وهذا ما كان فيمن جاء من بعدهم ولكن في عهد جورباتشوف وليس في عهد من يأتي بعده.

تفسير القرآن..  هل ثمة عودة؟

    سماحتك أين وصلت في مشروع تفسير القرآن الكريم ؟

وصلت في مشروع القرآن الكريم إلى سورة النساء وتوقفت بسبب بعض الشواغل، وأرجو الله أن يمن علي بالفرصة للعودة.

    ولكن هذا مشروع مهم لماذا تحرمون الأمة منه؟

لأنني شغلت بمشروع آخر.

    أثبتت الدراسات وتحقيقات الكتب أن السلوك الإباضي هو متوافق بشكل كبير مع الشريعة الإسلامية..  فلماذا إذن استمرار توجس الفقهاء منه السلوكيون؟

لا نحن لم نقل ذلك عن السلوكيين، لكن لا بد من المواءمة بين الشريعة والحقيقة، لأن كل شريعة بدون حقيقة تكون فاقدة لروحها، وكل حقيقة بدون شريعة تكون ميته.

    لكن هناك تراث عظيم من أدبهم وفكرهم ما زال طي المخطوطات الآيلة إلى الاندثار أحيانا..  وربما كانت تلك الريبة السابقة سببا في تجاهلها؟

نسأل الله التوفيق.

    كيف ترى المشهد الثقافي في عمان؟

اتمنى أن يكون أحسن مما هو عليه وأن يكون الناس أكثر وعيا وأكثر شغفا بالعلم.

——————–

جريدة عمان الثلاثاء 22 مايو 2012