قراءة القرآن من اليسار إلى اليمين.. .!!
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي في هذا الصرح الإيماني
قرأت أحد المواضيع في أحد المنتديات يُدلي أن هناك معجزة في القرآن الكريم وهي وجود آية واحدة فقط تُقرأ من اليسار لليمين ومن اليمين لليسار وهي” يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4)”.
حيث أن “وربك فكبر” تستطيع أن تقرأها بالعكس كذلك..
المهم أنني لم اقتنع بهذا الكلام بتاتا، لأن القرآن الكريم نزل بلسان عربي، والكتابة العربية تُقرأ من اليمين لليسار وليس العكس، إذا فقد أنزله الله تعالى مُعجزا من اليمين لليسار وليس العكس..
كما أن قراءة القرآن الكريم من اليسار لليمين، يُضيع المعنى الأصلي للآيات، وقراءة هذه الآية من اليسار يُضيع معناها الصحيح، والفصيح كذلك..
فقراءتها من اليسار، “ربك فكبر” وأين ذهبت “الواو”.. ؟؟
ما رأيكم أنتم أخوتي.. ؟؟
خاصة أن مثل هذه المواضيع التي تخص الإعجاز قد انتشرت، بدون التفكير في الباطن .. .
جزاكم الله خيرا .
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا يوجد في كل اللغات، واللغة العربية من ضمنها فقد شهر عن العرب أنهم يقولون:
سر لا كبا بك الفرس ، ( كبا بك ) تقرأ يميناً ويساراً
وفي أشعارهم الكثير من ذلك ، وكان بعض العمانيين ينضم على ذلك يتفنن، فإن قرأتها من اليمين الى اليسار كانت مدحا، وان قرأتها من اليسار الى اليمين كانت ذماً، مثل:
سير لهم طابت فما خبثت ** ربحت لهم سلع فما خسروا
أزر بهم شدت وما جلبت ** رفعت لهم مدح فما كدروا
نصروا فما خذلت لهم دول ** عملوا بما علموا وما نفروا
قدروا فما ذمت لهم شيم ** كرمت لهم ذمم فما غدروا
ظفروا وما ضعفت لهم فرق ** رفعوا فما هدمت لهم جدر
عمروا فما خربت لهم طرق ** كبرت لهم همم وما صغروا
ظهروا وما خفيت لهم منن ** ظلم بهم شرقت فما كفروا
زهروا وما شانت لهم خلق ** مدحوا فما ذمت لهم سير
شكروا فما كفرت لهم نعم ** عظموا فما محيت لهم أثر
مثلا البيت الأول:
سير لهم طابت فما خبثت ** ربحت لهم سلع فما خسروا .. هذ مدح
وعند عكسه:
خسروا فما سلع لهم ربحت ** خبثت فما طابت لهم سير .. هذا ذم
وهكذا بقية الأبيات
والقرآن نزل بلغة العرب فإن وجد فيه كلمات من هذا النوع فهي قليلة ولم يقصدها القرآن وهي من طبيعة أي لغة.
وقول الله ( وربك فكبر ) ولا يحسبون الواو العاطفة لو عكسوا
ومثلها في القرآن ( وكل في فلك ) تقرأ يميناً ويسارا
وغيرها في القرآن مواضع أخرى.
بل بعض الآيات القرآنية تأتي موزونة كبيت الشعر ، أي على تفعيلة البيت الشعري، وحاشا للقرآن أن يكون شعراً ، وقد قال الله: ( وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين ) وقد أجاب العلماء على ذلك بأن هذا يحصل في أي كلام منثور أن يأتي بعضه موزونا من غير قصد قائله، وكلام الله لم يكن شعرا ولكن إن وجد فيه مثل هذا وهو نادر فذلك من طبيعة اللغة العربية واتساعها، والله أعلم.