مناقشات موسعة حول الألفات السبع ونحوها من الألفات

مناقشات موسعة حول الألفات السبع ونحوها من الألفات

س 1 : درسنا سابقا الألفات السبع و علمنا مواضعها و بأنها ألفات تثبت في حالة الوقف و تسقط في حالة الوصل ..

لماذا لم تدرج الألف الناشئة بسبب الوقف على تنوين الفتح ـ مثال مد العوض ـ بهذه الألفات ، فهذه الألف أيضا تنطبق عليها مواصفات الألفات السبع فهي تثبت في حالة الوقف و تسقط في الوصل .. ؟؟

الجواب:

الذي ينبغي أن لا يغيب عن بالنا بأن هذه الكلمات وغيرها تخضع لثبوت القراءة بها وبما أنها ثابتة وغيرها لم يثبت فيكفي ذلك جوابا.

على أن قراءة هذه الكلمات بهذه الطريقة لحفص ولغيره من الرواة عن قرائهم طرق يوافقون حفصاً في بعضها ويخالفونه في بعضها، وإليكم نماذج منها:

(واختلفوا) في (لكنا هو الله) فقرأ أبو جعفر وابن عامر ورويس (لكنا) بإثبات الألف بعد النون وصلاً وقرأ الباقون بغير ألف ولا خلاف في إثباتها في الوقف اتباعاً للرسم 0

“واختلفوا” في (الظنونا هنالك، والرسولا وقالوا، والسبيلا ربنا) فقرأ المدنيان وابن عامر وأبو بكر بألف في الثلاثة وصلاً ووقفاً ، وقرأ البصريان وحمزة بغير ألف في الحالين وقرأ الباقون وهم ابن كثير والكسائي وخلف وحفص بألف في الوقف دون الوصل واتفقت المصاحف على رسم الألف في الثلاثة دون سائر الفواصل 0

(واختلفوا) في (كانت قوارير) فقرأه المدنيان وابن كثير والكسائي وخلف وأبو بكر بالتنوين بالألف وانفرد أبو الفرج والشنبوذي بذلك عن النقاش عن الأزرق وعن ابن شنبوذ عن الأزرق الجمال عن الحلواني عن هشام وقرأ الباقون بغير تنوين وكلهم وقف عليه بألف إلا حمزة ورويساً إلا أن الكارزيني انفرد عن النحاس عن التمار عنه بالألف وجميع الناس على خلافه واختلف عن روح فروى عنه المعدل من جميع طرقه سوى طريق ابن مهران الوقف ألف وكذا روى ابن حبشان وعلى ذلك سائر المؤلفين وروى عنه غلام ابن شنبوذ الوقف بغير ألف وانفرد أبو علي العطار عن النهرواني من طريق الدجواني عن هشام والنقاش عن ابن ذكوان بالوقف بغير ألف فخالف سائر الناس 0

لخصته لكم من النشر لابن الجزري، ولولا خوف التطويل لذكرت لكم كل المواضع، ولكن راجعوا أي كتاب من كتب القراءات كالتيسير والنشر والاتحاف تجدون فيه ذلك الفرق.

الذي ينبغي أن لا يغيب عن بالنا بأن هذه الكلمات وغيرها تخضع لثبوت القراءة بها وبما أنها ثابتة وغيرها لم يثبت فيكفي ذلك جوابا.

 أعني أن بعض هذه الكلمات التي وردت فيها الألفات السبع مختلف في قراءتها، بخلاف الألف المنونة فيما عداها هي محل اتفاق بين القراء في أغلبها.

————————–

س2 : كأنني فهمت من خلال جوابكم بأن الألفات السبع ليست انفرادات لحفص عن عاصم ؟

ج2: نعم هذا صحيح فبعض القراء يشاركونه في قراءته إياها.

———————-

س3 : أيضا فهمت أن جواب سؤالي في سبب عدم إلحاق الألف المبدلة عن التنوين بالألفات السبع هو اتفاق القراء في الوقف على تنوين الفتح بالألف ( هكذا هي لغة العرب ) .. ،.. و اختلافهم في كيفية الوقف على ما يسمى بالألفات السبع على النحو التالي ..

1 ـ فبعضهم يثبت الألف في حالة الوقف فقط دون الوصل..

2 ـ و بعضهم يثبت الألف في حالتي الوقف و الوصل ..

3ـ و بعضهم يسقط الألف في حالتي الوقف و الوصل..

ج3: قولكم ( و بعضهم يسقط الألف في حالتي الوقف و الوصل .. ) هذا ليس في كل الكلمات بل في بعضها دون بعضها الآخر فانتبهوا.

————————

س 4 :

واختلفوا) في (كانت قوارير) فقرأه المدنيان وابن كثير والكسائي وخلف وأبو بكر بالتنوين بالألف

هذه الأخيرة لم أفهمها .. ؟

ج4: أي قرأوها ( قواريراً ) بالتنوين وجهاً واحدا ، فإذا وقفوا وقفوا بتعويض التنوين ألف مد كما في تنوين العوض.

——————

س 5 : إذا كنت أدرس الأحكام التجويدية برواية حفص عن عاصم فقط من طريق الشاطبية مثلا ، هل يصح لي في هذه الحالة أن ألحق الألف الناشئة بسبب الوقف على تنوين الفتح بالألفات السبع ؟؟

يعني من باب التسهيل فهي تتشابه كثيرا ..  أم أن هذا قد يؤدي إلى التخليط بسبب عدم الإلمام بقواعد علم القراءات .. ؟؟

ج5: نعم لن تنضبط القواعد وسيصير تخليطاً، الذي أريد أن تعلموه بأن هذه القواعد التجويدية ليست واحدة بين كل القراء وانما تختلف أحياناً بحسب قراءة القارئ، فهذه الألفات عرضت هنا بما لحفص من طريق الشاطبية.

انظروا مثلاً كلمة ( ثمودا ) إذا جاءت في حالة نصب، ألفها ليست من الألفات السبع وقراءة حفص لها باسقط الألف وقفاً ووصلاً وافق حفص في قراءته حمزة، وقرأ الباقون -أي باقي القراء السبعة بما فيهم شعبة الراوي الثاني عن عاصم- قرأوا بالتنوين وصلاً وبالألف وقفاً.

وهناك عشرات المواضع التي تخضع للقراءات، فما نتعلمه الآن من أحكام التجويد هو غالبا لراوٍ واحد وهو حفص عن قارئ واحد وهو عاصم غالباً من طريق الشاطبية ونادراً من غير الشاطبية.

فاعلموا ذلك جيدا ولا تلتبس عليكم الامور ، وأسأل الله أن يعلمنا وإياكم ما لم نعلم ويفهمنا ما لم نفهم، ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) ( وعلمك ما لم تكن تعلم ) وإلا فهذا العلم بحر لا ساحل له.