هل يجوز الفصل في سورة الفاتحة بين (المغضوب ) وبين (ولا الضالين)؟؟

هل يجوز الفصل في سورة الفاتحة بين (المغضوب ) وبين (ولا الضالين)؟؟

السؤال:

هل يجوز الفصل في سورة الفاتحة بين (المغضوب )وبين (ولا الضالين)؟؟

للعلم اضطرارا وليس اختيارا .. .

الجواب:

الأصل أن المعطوف والمعطوف عليه لا يجوز الفصل بينهما، وذلك فيما إذا كان العطف بين مفردين وليس جملتين.

مثال: بين مفردين:

( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ )(المائدة: من الآية3)

وكذلك قول سبحانه:

( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ)إلى آخر الآية(النساء: من الآية23)

فهذه مفردات عطف بعضها على بعض فلا يصح الفصل بينها إلا إن انقطع نفسه وقف على بعضها ثم وصلها بما بعدها.

ويدخل في عدم جواز الفصل بين البدل والمبدل منه والمستثنى والمستثنى منه وبين الصفة والموصوف وغيرها، وفيها تفصيل كثير جداً، وضوابط وقواعد متعددة.

ومثال العطف بين الجمل وهو كثير في القرآن، كقول الله تعالى:

( الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) (النمل:3)

فهذه ثلاث جمل عطف بعضها على بعض لذلك كان الوقف بينها جائزا وان كان الوصل أولى.

وسؤالك من النوع الأول ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) مفردان عطف أحدهما على الآخر فلا يجوز الفصل بينهما ، وإن وقع منه ذلك اضطرارا كانقطاع نفس أو عطاس أو أي اضطرار أعاد اللفظ ووصله بما بعده، والعلم لله وحده.

هذا؛ وقد شدد العلماء فيما يتعلق بإعادة شيء من الفاتحة الشريفة خاصة في الصلاة بدون ضرورة.

وقولك:

تبقى الإشكالية أني تعودت على الفصل بسبب ضيق النفس لدي ،وإذا جاهدت نفسي في الوصل ينقطع النفس دون إتمام المد اللازم ،فأنا بين مشقتين ،فهل من سبيل للخروج من ذلك ؟؟

فحاول قدر جهدك ودرب نفسك ان تصلها ولو أقللت قليلا من المد اللازم في الضالين، فإن عدم اكمال المد وان كان خطأ أهون من تقطيع الآيات لأنه يضيع المعنى.