وقفة مع الكتاب الأوسط في القراءات لأبي محمد العُماني
للباحث الأستاذ/ سلطان الشيباني- بارك الله فيه
طرح الموضوع برياض منتديات موقع القبس مع مداخلات الأعضاء بتأريخ
7 رمضان المبارك 1428هـ ** 18/9/2007م
————————-
بسم الله الرحمن الرحيم
تَمْهِيد:
حينما وَقَعَتْ عينايَ في فهرس منشورات (دار الفِكْر) السُّورِيَّة لِهَذا الموسم على (الكتاب الأوْسَطِ في علم القراءات) سَعَتْ يَدايَ بكلِّ لَهْفَةٍ إلى اقتنائه، كعادتِي في تتبُّع ما يَخُصّ تراثنا العُمَانِيّ من دراساتٍ وأبْحَاثٍ وتَحقيقات، فمؤلِّفُ الكتاب هو الإمام المقرئ: أبو مُحَمَّد الحسن بن علي العُمَانِيّ، وصدورُ كتابه هذا يُعَدُّ إضافةً جديدة إلى المكتبة التراثية الإسلامية عامّة، والمكتبة العُمَانِيّة خاصة، وقد أخرجته دار الفكر بدمشق في ثوبٍ قشيب – كما عهدنا ذلك في إصداراتِهَا – في 629 صفحة من القَطْع المعتاد (17× 24سم).
وهنا أستأذنُ مُحَقِّقَ الكتاب الدكتور عِزَّة حسن(1) في تسطير هذه الكُلَيْمَات النقدية عليه، تعريفًا بالكتاب ومؤلِّفه، وتنبيهًا على جملة أمورٍ نَدَّت عن بال المُحَقِّق، ولولا ذلك لكان السكوتُ بِي أوْلَى، سيّما أنَّ بيني وبين المحقق من العُمُرِ ما بين الأحفاد والأجداد (أطال الله فِي عُمُرِه) لكنّ البحث العلمي يبقى مفتوحًا أمام الجميع.
————————-
أولاً: حول مؤلِّف الكتاب:
مِمَّا ألِفْنَاهُ في تراجم أعلام عُمان أنَّهم في حُكْمِ المسكوت عنهم، كأنَّ التاريخَ أرْخَى سُدولاً من الجهالة عليهم، تطاولَتْ عبرَ الزَّمَن ليُصْبِحَ انجلاؤُها غايةً في الصعوبة، شأنُهَا شأنَ نُجُومِ لَيْلِ امرئ القيس؛ شُدَّتْ بِحِبالِ كِتَّانٍ إلى صُخُورٍ صِلاب !! فعِلْمُ التاريخ مُغَيَّبٌ مَنْسِيٌّ عند العُمَانِيّين، وربّما كان المحظوظ من أعلامهم مَنْ غادر بلاده، ليجد لاسْمِهِ (مَوْطِئ قدمٍ) في شيء من كتب التراجم غير العُمَانِيّة.
والإمام أبو مُحَمَّد المقرئ لا يخرج عن هذه الدائرة، نشأ في عُمَان، وخرج من بلاده طلبًا لعِلْمٍ لَمْ يَحْفَلْ به أهلُ عُمَان، وليس لَهُم كبيرُ اشتغالٍ به، وهو عِلْمُ القراءات والتجويد(2). ومِنْ هُنا جاء ذِكْرُه في كتب غير العُمَانِيّين، وسطَ سكوتٍ تامّ عنه في المصادر العُمَانِيّة، حسب اطلاعي المحدود على ما صَدَرَ منها إلى الآن.
وسعى الأستاذُ المُحَقِّق إلى استيعاب جملة مصادر تناولتْ ترجمةَ مؤلف الكتاب، فمِنْ أوائل مَنْ ذَكَرَهُ – كما قال – العلامةُ عَلَمُ الدِّين عليُّ بن مُحمّد السَّخاوي (المتوفى 643هـ) في كتابه (جمال القُرَّاء وكمال الإقراء)، ونقل بعض آرائه، ثُمَّ تَرْجَمَ له بإيجازٍ: شَمْسُ الدين محمد بن محمد ابن الجَزَرِيّ (المتوفى 833هـ) في (غاية النهاية في طبقات القرّاء)، وأشار إليه في سطرٍ واحدٍ حاجّي خليفة (المتوفى 1067هـ) في (كشف الظنون)، ونَقَلَت المراجعُ الحديثة عنهم، كما أنَّ مادة الكتاب الأوسط مفيدةٌ في استخلاص بعض المعلومات التاريخية حول المؤلف.(3)
وخُلاصة ترجمته من كل هذه المصادر أنه: أبو مُحَمَّد الحسن بن علي بن سعيد المُقْرِئ العُمَانِيّ؛ وَصَفَهُ ابن الجزري بأنه «إمامٌ فاضِلٌ مُحَقِّق».(4)
ارْتَحَلَ في طلب العلم إلى البصرة، فقرأ على الشيخ أبِي عبدالله اللالكائي- إمام جامع البصرة ومُقْرِئ أهلها – سنة 392هـ، ثم مضى إلى الأهواز فلازَمَ الشيخ أبا الحسن محمد بن محمد الكريزي، في تاريخٍ لَمْ يُقَيِّدْه. ومِنْ شُيوخه بسجستان: أبو الحسن علي بن زيد بن طلحة، أشار في مقدمة الكتاب الأوسط إلى أنه صنّفه لأجْلِه. وذَكَرَ له ابنُ الجزري رحلةً أخرى إلى مصر بُعَيْد سنة الخمس مئة، وهو تاريخٌ مستبعد – كما ذكر المحقّق – مقارنةً بالتواريخ التي قيَّدها المؤلفُ نفسه.
تَرَكَ من التآليف: (الكتاب الأوسط في علم القراءات) أملاهُ في سجستان سنة 413هـ كما صَرَّحَ في مقدمته. وله في الوقف كتابان: أحدهُما (المغني) والآخر (المرشِد) وهو أتَمُّ من الأول وأوسع.
لا نَعْلَمُ تاريخ وفاته، ومَبْلَغُ عِلْمِنَا أنه من أعلام القرنين الرابع والخامس. وأغْرَبَ صاحبُ (كشف الظنون) حين أرَّخَ وفاته في حدود سنة 400هـ(5)، وهو خطأ مَحْضٌ تردُّه الإشارات السابقة.
هذه زُبْدَةُ ترجَمَة المؤلف، اقتبستُها من كلام المُحَقِّق، وسأضَعُ تعقيباتِي عليه في مِحْوَرَيْنِ: الأول يتعلق بحياة المؤلف، والثانِي عن مصنّفاته وآثاره:
————————-
□ التعقيب الأوَّل: حول حياة أبِي مُحمّد العُمانِيّ:
أ) مع حرص المُحَقّق على تقصّي أخبار المؤلف من المصادر التاريخية إلا أنه تَرَكَ مصدرًا رئيسًا لَمْ يَعْتَمِدْهُ بصورةٍ كبيرة، وهو كتاب المؤلِّف نفسه بِمَا يَحْمِلُه في طيّاته من إشاراتٍ عن حياته، وكان حَرِيًّا به أن يَجْعَلَ من الكتاب سفيرًا عن كاتبه، ينطق بأخباره حين تشحّ المصادرُ بِهَا، لأنه أوثق النصوص المتوافرة في هذا الجانب، لكنه اكتفى بنُتَفٍ قليلة اقتبسها منه دون توثيقٍ لَهَا. وعند التأمُّل بإمعانٍ في الكتاب الأوسط نَخْرُج منه بجملة فوائد تاريخية مرتبطة بحياة المؤلف، ستأتي الإشارة إليها في النقاط اللاحقة.
ب) إذا أردنا استيعاب المعلومات المتوافرة حول المؤلف فلنبدأ بنَسَبِه، وهو أبو مُحَمَّد الحسن بن علي بن سعيد المُقْرِئ العُمَانِيّ. هذا ما تسعفنا به المصادر دون زيادة. و(العُمَانِيُّ) نسبةً إلى عُمَان، الواقعة في الجزء الجنوبِيّ الشرقي من شبه الجزيرة العربية، وهي وطنُه ومُستَقَرُّه حسب صريح عبارته. يقول في فاتحة الكتاب الأوسط: «فلما عُدْتُ إلى مُسْتَقَرِّي بعُمَان، ثم عَزَمْتُ على الحركة ثانيًا سنةَ أربع وأربع مئة؛ أشفقتُ على تلك الصحيفة والتعليق، فخَلَّفْتُهما هناك إشفاقًا عليهما، وطمعًا في العودة إلى الوطن.. .»(6).
فبأيدينا معلوماتٌ ثابتة عن نسبه وموطنه، «ولَمْ نُصَادِفْ أحدًا مِمَّنْ رَكِبَ مَتْنَ الشّك في عُمانيّته، بل إنه لا يُقَدَّمُ إلا مَمْهُورًا بالعُمانِيّ».(7)
ج) نعود إلى العبارة السابقة التي نقلناها عن المؤلف، لنقترب من تَحْدِيد زَمَانِه، وقد أورَدَها عقبَ تعداده شُيوخَه الذين أخذ عنهم، ومنهم: إمامُ جامع البصرة الذي قرأ عليه «سنة اثنتين وتسعين وثلاث مئة بِحَرْفِ أبي عمرو»(
————————-
□ التعقيبُ الثانِي : حول مُصَنَّفاتِ أبِي مُحمّد العُمانِيّ:
بعد البحث والاستقصاء أستطيعُ أن أسرد هنا خمسة مصنفات لهذا الإمام:
الكتاب الأوسط في علم القراءات: وهو أوَّلُ تصانيفه حسب ترجيح الدكتور عِزَّة حسن، وسيأتِي حديثٌ مستقلٌّ عنه.
وَضَع المؤلِّفُ كتابه السابق وَسَطًا بين المختصرات والمُطَوَّلات، قال في مقدمته: «وسَمَّيْتُه (الكتاب الأوسط في علم القراءات) إذ قد شَرَعْتُ في وضع كتابٍ هو أتَمُّ منه، يرتفعُ المرادُ منه مع مرور الأوقات ومساعدة الأيام»(23). وكتابُه المطوَّل هذا يسمِّيه (الكتاب الجامع) وليس (الكتاب الشامل) كما يقول المحقِّق(24)، وهو يُحيل عليه في مواطن كثيرة من الكتاب الأوسط(25)، ولا ندري هل قَدَّرَ الله لهُ تَمَامَه أو لا.
كتاب (المُغْنِي) في معرفة وُقُوفِ القرآن. نَصَّ عليه في مقدمة كتابه (المرشد) – الآتِي ذِكْرُه – حين قال بعد الحمدلة والصلاة: «قال أبو مُحَمَّد الحَسَنُ بن علي بن سعيد العُمَانِيّ – غَفَرَ اللهُ له لوالديه ولِجَميع المسلمين -: أمّا بَعْدُ؛ فَلَمَّا وَقَعَ الفراغُ من الكتاب المُوسَمِ بالمُغْنِي في معرفة وقوف القرآن؛ على شَرْطِ ما ذكره أبو حاتم(26) وأبو بكر(27) – رَحِمَهُما الله – وكنتُ اقتديتُ فيها فِي إملائه بِهِمَا فيما ذكراه، وسلكتُ فيه طريق الإيجاز والاختصار؛ أحْبَبْتُ أن أُعْقِبَه بِهَذا الكتاب، الذي هو أتَمُّ منه ومن سائر الكتب المعمولة في هذا العِلْم، وأن أُوْرِدَ فيه جميعَ ما أوْرَدَهُ أهلُ الوقوف متفرقةً في كتبهم، على اختلاف آرائهم فيها، ووُجوه اختياراتِهِمْ في تقاسيمها، متقصِّيًا لِحَقائقها، بالغًا في شرحها والكشف عن أسرارها، وذِكْرِ ما يَتَحَادُّ بِهِ(28) أهلُ النحو والقرآن فيها، ليكون كتابِي هذا قائمًا بنفسه، ومتقدِّمًا في جنسه.. .»(29).
وهذه العبارة تفيدنا أنّ (المغنِيَ) سابقٌ على (المرشد)، وأنّ (المُغْنِيَ) مُختصرٌ موجز تابَعَ فيه الإمامين أبا حاتم وأبا بكر، بخلاف (المرشد) الذي التزم فيه تَقَصِّيَ مقالات أهل الفَنِّ على اختلاف وُجوهها. ويبدو أن ابنَ الجزري يُشير إليه في قوله مُتَرْجِمًا لأبي محمد العُمانِيّ: «له في الوُقوف كتابان؛ أحدُهُما [.. .. .. ](30) والآخَرُ المرشد؛ وهو أتَمُّ منه وأبسَطُ(31)، أحْسَنَ فيه وأفادَ. وقد قسَّمَ الوقفَ فيه إلى التامّ ثم الحسن ثم الكافي ثم الصالح ثم المفهوم، وزَعَمَ أنه تبع أبا حاتم السجستاني»(32).
لَمْ أظفرْ بنسخة من كتاب المغني، ولَمْ أجِدْ مصدرًا آخر نقل عنه. قال الأستاذ محمد بوزيان بنعلي: «ولا أعلم أنّ أحدًا ذَكَره أو أشار إليه، أو حَدَّد مقرًّا لوُجوده في الخزانات العامة والخاصة»(33).
كتاب (المرشد) في الوقف والابتداء. تَقَدَّم نَقْلُ فاتحته، واستفدنا منها أنه كتابٌ مطوَّلٌ استقصى فيه أبو محمد أقاويل القُرَّاء والنحويين، وقد قسَّمَ الوقفَ فيه إلى التامّ ثم الحسن ثم الكافي ثم الصالح ثم المفهوم – كما قال ابنُ الجزري – ورَتَّبَ مُحتواه حسبَ تسلسل سور القرآن، مصنِّفًا آياتِهَا على أنواع الوقف المذكورة. صَدَّره بِمُقدمة طويلة في حوالي عشرين صفحة، بَيَّنَ فيها الوقف وأهمية معرفته، واستعرض مصنفاتِ سابقيه فيه، ثم ضَبَطَ اصطلاحاته التي استعملها في كتابه.(34)
وجدتُ – حسب اطلاعي – نسختين مخطوطتين للكتاب:
– الأولَى: مَخْطُوطة مكتبة جامعة اسطمبول Istanbul University Library في تركيا، تحت رقم Ay.6827 بعنوان (كتاب المرشد في الوقف والابتداء) في 205 ورقات، كُتِبَتْ بخطّ مشرقي بقلم: «مُحَمَّد بن ناصر بن خَلَف بن سِبَاع بن عبدالله التروحي بلدًا الشافعيّ مذهبًا» وتاريخ نسخها: يوم الجمعة 25 محرم 760هـ.(35) وتوجد نسخة مصورة منها في مكتبة الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة، تحمل رقم (5709).(36)
وَقَفْتُ على صورةٍ من هذه المخطوطة، وكُتِبَ على غلافها أنّها تشتمل على «النصف الأخير من المرشد»، وهي تبتدئ بسورة الأعراف وتنتهي بآخر القرآن. لكنها مُصَدَّرة بِمُقدمة الكتاب التي يبدو أنّها نُقِلَتْ من نصفه الأول.
– الثانية: مَخطوطة الخزانة العامّة بالرباط، وعنوانه فيها: (المرشد في تَهذيب وُقُوف القرآن، وتحقيقها ووجوه تقاسيمها وعللها وأحكامها. تصنيف الشيخ الفقيه الإمام المحقق: أبي محمد الحسن بن علي العُمانِي المقريء». تحت رقم: (ق566) عدد أوراقها 273 صفحة. خالية من اسم الناسخ وتاريخ النسخ. وعليها عدة تَمَلُّكات.(37)
وهي الجزء الثاني منه أيضًا حسب وَصْفِ مُفَهْرِسِهَا لأنّي لَمْ أطَّلِعْ عليها. تبتدئ بسورة المائدة وتنتهي بآخر القُرآن. أما جزؤه الأول فكان موجودًا بخزانة دار العدة بواحة فجيج – وهي خزانةٌ كان لَهَا شأنٌ عظيم، ثم تفرَّقَتْ شرقًا وغربًا(38) – ولَمْ يَبْقَ منه بِهَا الآن إلا صفحته الأولى، واشتملتْ على مقدمة الكتاب التي نقلناها سابقًا من النسخة التركية، وزادتْ عليها بفائدةٍ من كلام المؤلف جاء فيها: «وسَمّيتُه لخزانة القائد الجليل أبِي علي الحسن(39). أطال الله مُدَّتَه، وحرس على العلم وأهلِه مُهْجَتَه، وأدام لَهُم دولتَه، وأحسن على الأحرار وأهل الفضل جزاه، ولا أزالَ عنهم مَالََهُ ونُهَاه. قاضيًا لِحُقوقه وإن كانت أكثر مِنْ أن يأتيَ عليها شُكري، ويبلغها وصفي ونَشْري، والله ولِيُّ حراسته، وإياه نسألُ العصمةَ من الزلل، والتوفيق للصواب بمنه وَجُودِه».(40)
نَخْلُص من هذا أنه ليس بين أيدينا من الجزء الأول سوى مقدّمته، وعسى أن تكشف الأيامُ عنه. على أنه باتً يقينًا عندنا أنّ كتاب (المرشد) إمامٌ في بابه، لاستقصائه وحُسْنِ ترتيبه، اعتمَدَهُ جملةٌ من الأئمة القُرّاء وعقّبوا عليه(41)، واشتهر أكثرَ من باقي مصنفات الإمام العُمانِيّ حتى صار يُعرف بصاحب المرشد.
شرح الفَصِيح: و(الفصيحُ في اللغة) كتابٌ مشهور لأحمد بن يحيى المعروف بثَعْلَب (ت291هـ)(42) اهتمّ به اللغويّون أيّما اهتمامٍ، فشرحوه ونظموه ووضعوا عليه حواشيهم وتعليقاتِهم.(43) ومِنْ جُملة شُرَّاحه: أبو محمد العُمانِي الذي ظلَّ شَرْحُه مغمورًا، حتى نَقَلَ عنه أحمدُ بن يوسف اللِّبْلِيّ الفهري (ت691هـ)(44) في كتابه الموسوم بـ (تُحفة المَجْدِ الصَّرِيح فِي شرح كتاب الفصيح).(45)
ويَعُودُ الفَضْلُ في التعريف بِهَذا الكتاب إلى الأستاذ محمد بوزيان بنعلي؛ الذي نَقَلَ عشرة مواضع من (تُحفة المَجْدِ الصريح) استَشْهَدَ فيها المؤلِّفُ بآراء أبي مُحَمّد العُمانِي، وصَرَّح بالنقل عن شرحه،(46) وهو ما كَشَفَ جانبًا خَفِيًّا من شخصيته العلميّة، يدلّ على مهارته وتصرُّفه في فُنون اللغة.
هذه مصنفاتٌ خمسة أحصيتُها للإمام العُمانِي، وأحسبها – مع ما تَقَدَّم من إشاراتٍ عن حياته – تُلْقِي الضوء على نطاقٍ أوسع من تكوينه العلميّ ونتاجه الفكري.
————————-
ثانيًا: حول (الكتاب الأوسط):
قبل أن أتناول ملاحظاتِي على الكتاب وتَحقيقه أسردُ هنا قصَّته كما تتبعْتُ أخبارَها:
– لعلّّ أوَّلَ مَنْ أشار إلى وجود نسخة مَخْطُوطةٍ للكتاب: مُحمّد الخطّابِي في (فهارس الخزانة الحَسَنِيَّة) حيث قال ما نصُّه: «هو أبو مُحَمَّد الحسن بن سعيد بن علي العُمَانِيّ المقرئ، كان حيًّا بعد الخمس مئة من الهجرة، له كتاب (أصول القراءات) جزءان، يوجد مخطوطًا في الخزانة الحسنية بالقصر الملكي بالرّباط، يشتمل هذا التأليف على وجوه الروايات، وقراءة القُرّاء الثمانية أئمة الأمصار، من الحجاز والشام والعراق، مستوعبًا أكثر رواياتِهَا، مبيِّنًا ما اشتهر منها، مُمَيِّزًا بين المستعمل والمرفوض.
وفي آخر النسخة حديثٌ شريف، مرويٌّ بالسند المتصل عن ابن عُمر رضي الله عنه.. .. وبعدَهُ سَماعٌ مُؤَرَّخٌ في جمادى الآخرة عام 526هـ.
النسخة عتيقة، لَمْ يَرِدْ فيها اسمُ الناسخ، ولا تاريخ الفراغ من كتابتها، والمُرَجَّح أنّها تَعُودُ إلى القرن السادس الهجري. مكتوبة بخطّ مشرقي دقيق، مشكول بِمداد أسود، والعناوين بالأحمر، وفي الورقة الأولى من النسخة تقييدٌ مكتوبٌ بِمَاء الذهب، يفيد أنّها كانت في نوبة السلطان السعدي أحمد المنصور الذهبي»(47). اهـ.
– هذه المعلومة تلقَّفَها الشيخُ المؤرِّخُ سيف بن حُمُود البَطَّاشي (ت1419هـ/ 1999م) فتَرْجَمَ لأبِي محمد العُمَانِيّ في موسوعته (إتْحَاف الأعيان في تاريخ بعض علماء عُمَان)، ونقل كلامَ ابن الجزري وصاحب كشف الظنون، ثُمَّ نَبَّه على وجود النسخة الحسنية المشار إليها أعلاه، وحَثَّ المعنيّين بالتراث العُمَانِيّ على تصويرها ونشرها(48).
– وبعد اشتهار الكتاب في الأوساط العُمَانِيّة تَمَّ التنسيق مع القائمين على الخزانة الحسنية لتصويره، وأُسْنِدَتْ مهمة تحقيقه إلى: إبراهيم عطوه عوض، وأحمد حسين صقر؛ من علماء الأزهر بِمِصْر، وصدرتْ طبعتُه الأولى في شعبان 1415هـ/ يناير 1995م، عن مطابع دار أخبار اليوم بالقاهرة، في 604 صفحات، وتولَّتْ وزارةُ التراث القومي والثقافة بسلطنة عُمَان توزيعَه ونَشْرَه.
والحقُّ يُقال: رغم الاهتمام الظاهر بالكتاب فإنَّ صُدورَه لَمْ يَكُن بشارةً تبتهج لَهَا نُفوسُ المتابعين للتراث العُمَانِيّ، إذ خَرَجَ بصورة مشوّهة، وطباعة رديئة، وفهارس مبتورة، ولَمْ ينتبه (المحقِّقان) إلى تبعثر أوراق المخطوط وعدم ترتيبها، فجاء عملُهما نسخةً ثانية من مَخْطُوطٍ مبعثر! ليس بين فصوله تناسُقٌ أو ترابُط، ويعتريه النقصُ في مواضع عدة، أولُها مقدّمة الكتاب التي سَقَطَ جزءٌ كبير منها، نَتَجَ عنه غيابُ الموضع الذي صرَّح مؤلِّفُه فيه بعنوانه، فتَمَّ تسميةُ الكتاب بـ (القراءات الثمانِي للقرآن الكريم) اجتهادًا من مُحَقِّقَيْهِ !! وبَعْدَ ذلك لا تَسَلْ عن أدنى قواعد التحقيق العلمي.
والخلاصة أن هذه الطبعة لا تُمَثِّل بِحَالٍ من الأحوال أصْلَهَا المخطوط؛ الذي لا نَجِدُ وصفًا له في مقدمة التحقيق، سوى إشارات عابرة، ومثلها وَرَدَ في الغلاف الأخير للكتاب !! ولَمْ تكن كفيلةً برفع غُموضٍ يلفُّ المصنَّف ومؤلِّفه.
– وآخِرُ مَحطّة نرصدها في تاريخ الكتاب: صُدور الطبعة الجديدة له عن دار الفكر بدمشق، بتحقيق الدكتور عزة حسن، في رجب 1427هـ/ أغسطس 2006م(49). وأنا إلى حين اقتنائي إلى هذه الطبعة كنتُ أحسبها تراثًا جديدًا يُضَافُ إلى رصيد الإمام العُمَانِيّ، فإذا بِهَا – بعد تصفُّحي إيّاها – طبعة جديدة لكتابٍ حَمَل عنوانًا آخر في طبعته السابقة.
وارتفعَتْ إشكالاتٌ عديدةٌ صادفَتْنِي في الطبعة الأولى، تَيَقَّنْتُ منها مدى الخلل الواقع فِي إخراجه، ومع سعادتِي بِمَحَاسِنِ الطبعة الجديدة لا يفوتُني أن ألاحظ عليها جملة أمور، أهَمُّها:
أ) حينما تُوجَدُ للكتاب نسخةٌ مخطوطة فريدة يتعذّرُ غيرها؛ تتعاوَرُه حالانِ: حالٌ تُلِحُّ على ضرورة طبعه لنُدرته ونفاسته، وحالٌ تبعث على التردّد في تحقيقه لعدم وجود أصل يؤازره. هنا يأتي دورُ المحقق البارع الذي يصطنع دَوْرَ الواسطة الأمين بين المؤلف والقارئ، ويستطيع بحنكته نَقْلَ صورة الكتاب على نحو قريب مِمَّا أراده مؤلفه، وبِمَنْهَجٍ تطمئنُّ له نفسُ القارئ.
وأعتِبُ على المُحَقِّق الفاضل – مع تَمَكُّنِه من قراءة الكتاب قراءةً جيّدة – عدم تقديمه وصفًا دقيقًا للمخطوط الذي اعتمَدَه، مكتفيًا بأسطُر معدودة قال فيها: «هذه المخطوطة نسخة فريدة، لا أخْتَ لَهَا فيما نعلم. وهي محفوظةٌ في الخزانة الحَسَنِيّة في القصر الملكي العامر بالرباط. وهي قديمة جليلةٌ صحيحة، مكتوبة بخطِّ نسخٍ جيّد من خطوط القرن السادس من الهجرة فيما نقدّر. وعليها آثار خط النسخ السلجوقي.
وقد تَفَكَّكَتْ هذه النسخةُ من أثر القِدَم والبِلَى، فتبعثرتْ أوراقُها، واختلط بعضُها ببعض، وتغيَّرَتْ مواضعُ كثيرٍ من الأوراق. فعملنا جَهْدَنا في ترتيب الأوراق، وأعَدْناها إلى نِصَابِهَا بعد جَهْدٍ جهيد، واعتمدناها في التحقيق»(50).
هذا الكلام العابِرُ لا يَشْفِي غليلَ القارئ النَّهِم، وليسَ هُو مِنْ جنسِ ما قَلَّ ودَلَّ حتى نَقْنَعَ به!(51) فأين توثيق رقم المخطوط في الخزانة؟ وهل وَقَفَ المُحَقِّقُ على أصله أم على صورةٍ منه؟ وأين معلومات الناسخ؟ وعلى أيّ أساسٍ بَنَى تقديرَه تاريخَ نَسْخِه في القرن السادس؟ وكيف اهتدى إلى صحّة ترتيب أوراقه المبعثرة على النحو الذي اعتمَدَه؟ وماذا عن بقية البيانات التي نقلناها آنفا عن فهرس مخطوطات الخزانة الحسنية؟ ومِنْ أين يبدأ المخطوط وأين ينتهي؟ ولِمَاذا لَمْ يُشِرْ إلى كونه ناقصًا غير مكتملٍ سوى في آخره؟(52) وماذا عن زيادات الناسخ التي أشار إلى طرفٍ منها في تعليقاته؟(53) وأخيرًا: أين صورة الصفحة الأخيرة من المخطوط؟ ولِمَاذا تكرَّرَتْ صورتانِ لإحدى صفحاته واختلف البيانُ أسفلَهما؟(54)
هذه مؤشِّراتٌ على أنَّ عَمَلَ المُحَقِّق في الكتاب لا يَخْلُو من تَسَرُّعٍ، وذلك مِنْ شأنه أن يَبْعَثَ الشَّكَّ في نفس القارئ، ويُثير في ذهنه تساؤلاتٍ على نَحْوِ ما قَدَّمْنا، وإذا ما اقترنَ الحالُ بنسخة فريدةٍ لَمْ يُوجَدْ غيرُها كان للشُّكوكِ حظٌّ أوفر، وباتَ الجوابُ عنها مُخَبَّأً في بطن المخطوط. وهنا لَمْ تتحقَّقْ معادلةُ الاستغناء بالمطبوع عن أصله المخطوط.
ب) عَلَّقَ المؤلِّفُ عن شيوخه (صحيفةً) في (350 ورقة) في مدّة (سنَتَيْنِ) يُمْكِنُ عَدُّها أصلَ مادّة هذا الكتاب، غير أنه لَمْ يَتَسَنَّ له الرجوعُ إليها وقتَ التأليف، لأنه سُئِلَ إملاءَ الكتاب بسجستان، وكان قد ترك الصحيفةَ في وطنه عُمَان، خوفًا عليها من الضياع، وطمعًا في العودة إليها قريبًا. هذا ما يفيده منطوقُ كلامه، وتؤيّده بضعُ إشارات وَرَدَتْ في الكتاب(55).
ج) لَمْ يَتَعَرَّض المحقِّقُ لذكر مَصادر المؤلِّف في كتابه، وغيرُ خافٍ أنّها تُعَبِّرُ عن ثقافته وسَعَةِ اطّلاعه. كما لَمْ يَلتزم المحقِّقُ تخريجَ الأقوال المقتبسة وعَزْوَها إلى مصادرها(56)، مع أنّ المؤلِّف يُصَرِّح بِهَا تصريحًا واضحًا في مواضعَ عِدّة. فمِنْ مصادره على سبيل المثال: كتاب أدب الكُتّاب(57) لابن قتيبة (ت276هـ) وغيره من تصانيفه(58)، ومصنفات أبي عُبَيْد القاسم بن سلام (ت224هـ)(59) وقصيدة التجويد لأبي مُزاحم الخاقانِي موسى بن عبيدالله (ت325هـ)(60) ومصنفات أبي بكر بن مجاهد (ت324هـ)(61) وكتاب النوادر لأبي الحسن علي بن حازم اللِّحْيانِيّ الكوفي (ق3هـ)(62).
د) الشَّيْءُ نفسُه يُقَال في الأعلام، إذ لا نَجِدُ تعريفًا بِهِمْ مع كثرتِهِمْ(63). نَعَمْ، قد تَثْقُلُ الحواشي بتراجمهم وهم بِهَذه الكثرة، لكنّ ذلك لا يَمْنَعُ من الإشارة إلى وَفَيَاتِهِمْ على أقل تقدير، خاصَّةً مَنْ كان قريبَ عهدٍ بالمؤلِّف، أو مَنْ كان عالِمًا بالقراءات أو أُثِرَ عنهُ مُصَنَّفٌ فِي هذا الفنّ. مثل: محمد بن أحمد الشهير بابن شَنَبُوذ (ت328هـ) صاحب (اختلاف القُرَّاء)(64) وسَلَمة بن عاصم النحوي (ت310هـ) صاحب (معانِي القرآن)(65) وأبِي الفتح عُثمان بن جِنِّي الموصلي (ت392هـ)(66) وغيرُ بعيدٍ أن يكون لَقِيَه.
هـ) مِمَّا يَدْخُل في منهجيّة المؤلِّف التي ينبغي التنبيه إليها: إعراضُه عن ذكر أسانيد رواياته وطرقها،(67) وقد أجْمَلَ ذِكْرَها إجمالاً في فاتحة الكتاب(68)، ولَمْ يَمْنَعْهُ ذلك من بيان ما اشتَهَرَ منها، والتنبيهِ على ما شَذَّ عنها، وتَمْيِيز المستعمَل والمرفوض(69)، وهو يُلْمِحُ إليه بإيجازٍ دون تطويل(70)، وقد يُورِدُ سَنَدَ روايةٍ ما لغرض التوثيق(71).
و) أَغْفَلَ المحقِّقُ صُنْعَ الفهارس المساعدة في آخر الكتاب، وأهَمُّها: فهرس الأعلام والكتب والبلدان، وكان وُجودُها يَغْفِرُ له تقصيرَه في تراجم الأعلام خاصّة، لأن الفهارسَ تُعِين على فَرْزِهم وتَمْييزهم، زيادةً على كونِهَا أمرًا مُتعارَفًا عليه في التحقيق العلميّ المعاصر. ومِمَّا يَجْعَلُها ضرورةً مُلِحَّةً في هذا الكتاب: نُدْرَتُه وشُحُّ الأخبار عن مؤلفه. ومِنْ هذا الباب أقترِحُ – في حالة إعادة طبع الكتاب – إضافةَ فهرسٍ بالأقوال المختارة للمؤلِّف، لأنّها تَعْكِسُ جانبًا من شخصيته العلمية المغمورة.
ختامًا؛ أُقَدِّرُ للأستاذ المحقِّق جَهْدَه في إخراج الكتاب، فقد رَدَّ إليه اعتبارًا لَمْ تُوفِهِ إيّاه طبعتُه الأولى، وبَوَّأهُ مكانًا في المكتبة العربية الإسلامية ظَلَّ يفتقدُه أكثرَ من ألفِ سنةٍ، مِنْ يَوْم خَطَّه قَلَمُ مؤلّفه، إلى أن أصدرتْهُ دارُ الفكر المتميزة.
————————————————–
حواشي الدراسة:
(1) الدكتور عِزَّة حَسَن من مواليد سورية سنة 1928هـ كما هو موضَّحٌ آخرَ الكتاب الأوسط.
(2) حول قلة عناية العُمَانيين بعلم التجويد والقراءات انظر: نثار الجوهر؛ لأبي مسلم البَهْلانِيّ العُمانِي 2/ 370.
(3) انظر مقدمة المُحَقِّق على الكتاب الأوسط ص23- 29. وسيأتي توثيق النقل عن جميع المصادر المذكورة بالتفصيل.
(4) غاية النهاية في طبقات القراء؛ لابن الجزري 1/ 223 الترجمة رقم 1013.
(5) انظر: كشف الظنون؛ لحاجي خليفة مج2/ ص1654.
(6) الكتاب الأوسط؛ لأبي محمد العُمَانِي. تحقيق: د. عزة حسن ص62.
(7) مقال بعنوان (مَنْ هُو أبو محمد العُمانِي؟) بقلم: محمد بوزيان بنعلي (كاتب من المغرب) منشور في مجلة نزوى، الصادرة بسلطنة عمان، العدد 18/ ص34. وهو مقالٌ رصين، رُبّما يكون أولَ دراسة تلقي الضوء على المؤلف، وقد استفدتُ منه كثيرًا في كتابة هذه الأسطر.
(8)الكتاب الأوسط ص61.
(9) المصدر السابق ص62.
(10) غاية النهاية في طبقات القراء؛ لابن الجزري 1/ 223 الترجمة رقم 1013.
(11) معجم المؤلفين؛ لعمر رضا كحالة. تحقيق: مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة/ لبنان. 1/ 569.
(12) كشف الظنون؛ لحاجي خليفة مج2/ ص1654.
(13) معجم المطبوعات العربية والمعرّبة؛ ليوسف إليان سركيس. 2/ 1379.
(14) الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط- فهرس علوم القرآن (مخطوطات القراءات)؛ إصدار مؤسسة آل البيت- عَمَّان/ الأردن. ص228.
(15) فهرس كتب علوم القرآن في مكتبة الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة من عام 1417م؛ إصدار قسم المكتبة بالجامعة. ص 324/ المخطوط رقم 415.
(16) انظر: استدراكات على تاريخ التراث العربي (مجموعة أجزاء)؛ تأليف: مجموعة باحثين. الجزء الأول: قسم القراءات؛ إعداد: أ.د. حكمت بشير ياسين. ص18.
(17) الكتاب الأوسط ص 61- 63.
(18) انظر مثلا: المصدر نفسه ص126، 185، 256، 311، 320، 375، 388.
(19) انظر- المصدر نفسه؛ مقدمة المحقق ص27.
(20) انظر: المصدر نفسه ص39.
(21) انظر: المصدر نفسه ص556.
(22) أبو هلال العسكري؛ صاحب (التلخيص) في اللغة. ترجمته في الأعلام للزركلي 2/ 196.
(23) الكتاب الأوسط ص40.
(24) انظر: المصدر نفسه؛ مقدمة المحقق ص28.
(25) انظر المصدر نفسه ص166، 228، 247، 326، 355، 374.
26) يعني: أبا حاتم سهل بن محمد بن عثمان الجشمي السِّجِسْتاني (ت248هـ أو 255هـ) صاحب كتاب (المقاطع والمبادئ) في وقوف القرآن. انظر ترجمته في الأعلام للزركلي 3/ 143.
(27) يعني: أبا بكر محمد بن القاسم الأنباري (ت328هـ) صاحب كتاب (إيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل). انظر ترجمته في الأعلام للزركلي 6/ 334.
(28) من التَّحَادِّ والمُحَادَّة، وهي المُخَالَفَة. أي: ما يختلفون فيه ويتنازعون. انظر: مختار الصحاح؛ للرازي. مادة (حدد) ص111.
(29) المرشد في الوقف والابتداء؛ لأبي محمد العماني؛ مخطوطة مكتبة جامعة اسطمبول (تركيا) الورقة الأولى.
(30) بياضٌ في النسخة المطبوعة التي أعتمِدُها من كتاب (غاية النهاية) لابن الجزري. والقرائن تشير إلى أن اللفظة الساقطة هي (المغني). انظر: غاية النهاية في طبقات القراء؛ لابن الجزري. عُنِيَ بنشره: ج. برجستراسر G.Bergstraesser. وأكمل تصحيحه: بيرتزل Pretzl. دار الكتب العلمية- بيروت/ لبنان. ط3: 1402هـ/ 1982م (تصويرًا عن طبعته الأولى 1351هـ/ 1932م التي نشرها: محمد أمين الخانجي- القاهرة/ مصر). ج1/ ص223 الترحمة رقم 1013. وهي الطبعة ذاتُها التي اعتمَدَها المحققُ الدكتور عزة حسن فيما يبدو. أقول (فيما يبدو) لأنه لا يُتحفنا بتوثيق مصادره المعتمدة في حواشي تحقيقه، ولا في آخر الكتاب، وقد استبدل بالبياض الوارد أعلاه كلمةَ (المغني) دون إشارةٍ إلى ذلك. انظر ص24 من مقدمة تحقيقه.
(31) أبسط: أي أوسع وأكثر تفصيلا. كما نَبَّه إلى ذلك المحقِّقُ الدكتور عِزَّة حسن. وهي من الألفاظ التي يُخطئ في تأويلها كثيرٌ من أهل العصر، ويحملونَها على عكس ما سيقتْ لأجله. انظر توضيحًا حول هذه المسألة في كتاب: أشتات مؤتلفات؛ للدكتور إيراهيم السامرائي. ص200.
(32) غاية النهاية (مصدر سابق) 1/ 223. وسياق الكلام يوحي أن العبارة الأخيرة (وزَعَمَ أنه تبع أبا حاتم السجستاني) تعود على كتاب المرشد، ويظهر لي أن الصوابَ في عودتِهَا على كتاب المغني، وهو ما تُفيده مقدمة أبي محمد العماني على (المرشد) التي سبق نقلُها. زيادةً على أنه خالَفَ أبا حاتم في مواضع كثيرة من كتابه (المرشد) ولَمْ يلتزمْ بِمُتابعته.
(33) مَنْ هُو أبو محمد العُمانِي؟ بقلم: محمد بوزيان بنعلي (مرجع سابق) ص35.
(34) اعتمدتُ في وصفي للكتاب على نسخته التركية الآتي ذِكْرُ بياناتِهَا.
(35) أشار إلى هذه النسخة الأستاذ: رمضان ششن في كتابه (نوادر المخطوطات العربية في مكتبات تركيا). ج2/ ص251. ووقفتُ على صورة منها.
(36) انظر: فهرس كتب علوم القرآن في مكتبة الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة من عام 1417م؛ إصدار قسم المكتبة بالجامعة. ص 324/ المخطوط رقم 415.
(37) راجع الوصف في مقال: مَنْ هُو أبو محمد العُمانِي؟ بقلم: محمد بوزيان بنعلي (مرجع سابق) ص36.
(38) صارت تُعرف الآن بِخِزانة الإمام سيدي عبدالجبار. و(فجيج) مدينة على الحدود الجزائرية تقع في الجنوب الشرقي من المغرب. انظر المرجع السابق.
(39) لَمْ أتوصَّلْ إلى معرفته.
(40) الصفحة الأولى من كتاب المرشد (مخطوطة خزانة الإمام سيدي عبدالجبار- فجيج /المملكة المغربية) نقلا من مقال الأستاذ محمد بوزيان بنعلي.
(41) نشير هنا إلى أمثلة على الأئمة الذين نقلوا عنه. منهم: أبو عبدالله محمد بن طيفور السَّجَاوَنْدِي الغَزْنَوِي (ت560هـ) في كتابه (الوقف والابتداء). وعَلَمُ الدين أبو الحسن علي بن محمد السخاوي (ت643هـ) فِي (جَمَال القراء وكمال الإقراء). وشَمْسُ الدين أبو الخير محمد بن محمد ابن الجزري (ت833هـ) في (غاية النهاية في طبقات القراء). واختصره القاضي أبو يحيى زكريا بن محمد الأنصاري الملقّب بشيخ الإسلام (ت926هـ). في كتاب (المَقْصِد لتلخيص ما فِي المُرْشِد).
(42) أحمد بن يحيى الشيباني بالولاء، المعروف بثعلب؛ إمام الكوفيين في النحو واللغة. انظر ترجمته في الأعلام 1/ 267.
(43) انظر قائمة بشروحه وحواشيه ومناظيمه في: جامع الشروح والحواشي؛ لعبدالله بن محمد الحبشي. 2/1322.
(44) أبو جعفر أحْمَد بن يوسُف بن علي اللبلي الإشبيلي. إمام نحوي لغوي. انظر ترجمته في معجم المؤلفين؛ لكحالة 2/212.
(45) حققه الدكتور عبدالملك بن عيضة بن رداد الثبيتي، ونشرته: مكتبة الآداب – القاهرة/ مصر 1997م.
(46) انظر تحفة المجد الصريح ص14، 25، 41- 42، 78، 80، 106، 118، 133، 134، 135. وراجع تحليل الأستاذ محمد بوزيان بنعلي في مقاله (من هو أبو مُحمّد العُمانِي؟).
(47) فهارس الخزانة الحسنية بالرباط – الفهرس الوصفي لعلوم القرآن الكريم؛ تصنيف: محمد العربي الخطابي ص 112.
(48) انظر: إتحاف الأعيان في تاريخ بعض علماء عمان؛ تأليف: سيف بن حمود بن حامد البطاشي (ت1419هـ/ 1999م). الطبعة الثانية. 1/ 347. وراجع كذلك كتاب: بعض المخطوطات العمانية في المكتبات الأوروبية؛ إعداد: د. سعيد بن محمد بن سعيد الهاشمي. ص76.
(49) يَجدر التنبيهُ هنا إلى أن المحقّق لَمْ يطّلع على الطبعة السابقة للكتاب، كما يُفهم من كلامه.
(50) الكتاب الأوسط؛ لأبي محمد العماني. مقدمة المحقق ص33- 34.
(51) العجيبُ أن طبعتي الكتاب تشتركان في هذا (الكلام العابر) ولا تُقَدِّمان صورةً واضحة عن أصله المخطوط.
(52) انظر: الكتاب الأوسط ص629.
(53) انظر المصدر نفسه، ص168 مثلا.
(54) انظر المصدر نفسه ص36، 38.
(55) انظر ص39 وفيها ذِكْرُ إملائه الكتاب بسجستان. وص62 وفيها ذِكْرُ الصحيفة التي عَلَّقها وتركها في عُمان. وص64 وفيها ما نصُّه: «.. . وأكثَرُ ما كان يَعتمد في هذه القراءة على الآدَمِيّ.. . وذَكَرَ لِي اسْمَه وكُنيته، غير أنّي شَكَكْتُ بعد ذلك، لتعذُّر نسختي عليَّ، وبُعْدِها عني». وص388 وفيها: «وقد عَلَّقْتُ هذا عن الكُرَيْزِيّ فيما أظن».
(56) وجدتُه يعزو الأقوال نادرًا على غير منهجٍ مُوَحَّدٍ في جميع الكتاب! انظر مثلا ص615.
(57) انظر ص52 وقد وَثَّقَ المحققُ النقلَ في متن الكتاب بين معكوفين !!.
(58) انظر مثلا: ص122، 235. ويسميه القتيبي أحيانا ص171، 615. وانظر ترجمة ابن قتيبة في الأعلام 4/ 137.
(59) انظر مثلا ص122، 266، 422. وانظر ترجمة أبي عبيد في الأعلام 5، 176.
(60) انظر مثلا ص183. وانظر ترجمة أبي مزاحم الخاقاني في الأعلام 7/ 324.
(61) انظر مثلا ص325، 388. وانظر ترجمة ابن مجاهد في الأعلام 1/ 261.
(62) انظر مثلا ص551، 621. وانظر ترجمة اللحياني في مراتب النحويين لأبي الطيب اللغوي ص89.
(63) يترجم نادرا لبعض الأعلام تراجم غير مستوفية، وعلى غير منهج موحد في الكتاب. انظر مثلا ص500، 502.
(64) انظر مثلا ص 259. وانظر ترجمة ابن شنبوذ في الأعلام 5/ 309.
(65) انظر مثلا ص352. وانظر ترجمة ابن عاصم في الأعلام 3/ 113.
(66) انظر مثلا ص357. وانظر ترجمة ابن جني في الأعلام 4/ 204.
(67) انظر ص66 وفيها: «وقد أضربتُ عن التطويل في ذكر الأسانيد».
(68) انظر الصفحات 61- 66.
(69) انظر ص 40.
(70) انظر مثلا ص420.
(71) انظر مثلا ص433، 556.
————————-
قائمة المصادر والمراجع:
1) إِتْحَافُ الأعْيَان فِي تاريخ بَعْض عُلماء عُمَان؛ تأليف: سَيْف بن حُمُود بن حامد البَطَّاشي (ت1419هـ/ 1999م). الجزء الأول. الناشر: مكتب المستشار الخاص لجلالة السلطان للشؤون الدينية والتاريخية- مسقط/ سلطنة عمان. ط2: 1419هـ/ 1998م. 584 صفحة. أوله تقاريظ شعرية (ص7- 11) وبآخره استدراكات مهمة ومفيدة (ص549- 573) أضافها المؤلف في هذه الطبعة.
2) استدراكاتٌ على تاريخ التراث العَرَبِي (مجموعة أجزاء)؛ تأليف: مجموعة باحثين. الجزء الأول: قسم القراءات؛ إعداد: أ.د. حكمت بشير ياسين. دار ابن الجوزي- الدمّام/ المملكة العربية السعودية. ط1: ذو القعدة 1422هـ/ يناير 2002م. 285 صفحة. من مطبوعات مجمع الفقه الإسلامي- جدة/ المملكة العربية السعودية. أوله تقديم بقلم: بكر بن عبدالله أبو زيد (ص أ- ز).
3) أشتاتٌ مُؤْتَلِفَاتٌ؛ تأليف: إبراهيم بن أحمد الراشد السامرائي (ت1422هـ/ 2001م). دار الحمة – لندن/ المملكة المتحدة. ط1: جمادى الثانية 1422هـ/ أغسطس (آب) 2001م.
4) الأعلام (قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين)؛ تأليف: خير الدين بن محمود بن محمد الزِّرِكْليّ الدمشقي (ت1396هـ/ 1976م). دار العلم للملايين- بيروت/ لبنان. ط10: ربيع الأول 1412هـ/ أيلول (سبتمبر) 1992م. 8 مجلدات؛ أوله مقدمة المشرف على الطبعة الرابعة: زهير فتح الله. وبآخره ترجمة للمؤلف.
5) اكتفاء القَنُوع بِمَا هو مطبوع من أشهر التآليف العربية في المطابع الشرقية والغربية؛ جمعه ووضعه: إدورد فنديك. صححه: محمد علي الببلاوي. دار صادر- بيروت/ لبنان. د.ت. (نشرة مصورة عن طبعته الأولى الصادرة سنة 1313هـ/ 1896م عن مطبعة التأليف «الهلال» بالفجالة- القاهرة/ مصر) 680 صفحة. بآخره خاتمة في كيفية استعمال هذا الكتاب.
6) بعض المخطوطات العمانية في المكتبات الأوروبية؛ إعداد: د. سعيد بن محمد بن سعيد الهاشمي. منشورات المنتدى الأدبي- وزارة التراث والثقافة/ سلطنة عمان. ط1: 1427هـ/ 2006م. 87 صفحة.
7) تُحفة المَجْدِ الصَّرِيح فِي شرح كتاب الفَصِيح؛ تأليف: أحمد بن يوسف اللِّبْلِيّ الفهري الإشبيلي (ت691هـ). تحقيق: د.عبدالملك بن عيضة بن ردّاد الثبيتي. مكتبة الآداب – القاهرة/ مصر. ط1: 1417هـ/ 1997م.
8)” جَامِعُ الشُّرُوحِ والحَوَاشِي (معجمٌ شامِلٌ لأسْمَاء الكُتُبِ المشروحة في التراث الإسلامي وبيان شروحها)؛ تأليف: عبدالله بن محمد الحبشي. منشورات المجمع الثقافي – أبوظبي/ الإمارات العربية المتحدة. ط1: 1425هـ/ 2004م
9) جَمال القُرَّاء وكَمَال الإقراء؛ تأليف: عَلَم الدِّين أبِي الحَسَن علي بن محمد السَّخَاوِيّ (ت643هـ). حَقَّقه وعلق عليه وعمل فهارسه: د. عبدالكريم الزبيدي. دار البلاغة- بيروت/ لبنان. ط1: 1413هـ/ 1993م. مجلدان.
10) غَايَةُ النِّهاية في طبقات القُرَّاء؛ تأليف: شَمْسِ الدِّين أبِي الخَيْرِ مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابن الجَزَرِيّ (ت833هـ). عُنِي بنشره: ج. برجستراسر G.Bergstraesser (ت1352هـ/ 1933م). أكمل تصحيحَه: بيرتزل Pretzl. دار الكتب العلمية- بيروت/ لبنان. ط3: 1402هـ/ 1982م (تصويرًا عن طبعته الأولى 1351هـ/ 1932م التي نَشَرَها: محمد أمين الخانجي- القاهرة/ مصر).
11) فهارس الخزانة الحَسَنِيَّة بالرِّباط – الفهرس الوصفيّ لعُلوم القرآن الكريم؛ تصنيف: محمد العَربِيّ الخطّابِي. المملكة المغربية. د.ت.
12) الفهرس الشامِل للتراث العربي الإسلامي المخطوط – فهرس علوم القرآن (مَخطوطات القراءات)؛ إصدار: المَجْمَع المَلَكي لبحوث الحضارة الإسلامية (مؤسّسة آل البيت) – عَمَّان/ المملكة الأردنية الهاشمية. ط2: 1414هـ/ 1994م.
13) فهرس كُتب علوم القرآن في مكتبة الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة من عام 1417م؛ إصدار قسم المكتبة بالجامعة – المدينة المنورة/ المملكة العربية السعودية. د.ت.
14) القراءات الثماني للقرآن الكريم [كذا]؛ تأليف: أبي محمد الحسن بن علي بن سعيد المقرئ العماني (ق5هـ). تحقيق: إبراهيم عطوة عوض، وأحمد حسين صقر. مطابع دار أخبار اليوم- القاهرة/ مصر. الناشر: المجموعة الصحفية للدراسات والنشر- القاهرة/ مصر. ط1: شعبان 1415هـ/ يناير 1995م. من منشورات وزارة التراث القومي والثقافة/ سلطنة عمان. 605 صفحات. تقديم: سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي (ص3- 4). مقدمة التحقيق (ص5- 44).
15) الكِتَابُ الأوْسَطُ في عِلْم القراءات؛ تأليف: أبِي مُحَمَّد الحسن بن علي بن سعيد المُقْرِئ العُمَانِي (ق5هـ). تحقيق: د. عِزَّة حَسن. دار الفكر- دمشق/ سورية. ط1: رجب 1427هـ/ آب (أغسطس) 2006م. 632 صفحة. مقدمة المحقق (ص7- 38).
16) كَشْفُ الظُّنون عن أسامي الكُتب والفنون؛ تأليف: مصطفى بن عبدالله الشهير بحاجّي خليفة (1067هـ). دار الفكر- بيروت/ لبنان. 1402هـ/ 1982م. مجلدان.
17) مُخْتَار الصّحاح؛ تأليف: مُحَمَّد بن أبِي بكر بن عبدالقادر الرَّازي (ت بعد 666هـ). إخراج: دائرة المعاجم في مكتبة لبنان. مكتبة لبنان – بيروت/ لبنان. طبعة مدققة 1409هـ/ 1989م.
18) مَرَاتب النَّحْوِيِّين؛ تأليف: أبي الطَّيب اللغوي. تحقيق: أبي الفضل إبراهيم. القاهرة/ مصر. د.ت.
19) المُرْشِد في الوَقْفِ والابتداء؛ تأليف: أبِي مُحَمَّد الحسن بن علي بن سعيد المُقْرِئ العُمَانِي (ق5هـ). مخطوطة مكتبة جامعة اسطمبول Istanbul University Library في تركيا، تحت رقم Ay.6827. الناسخ: محمد بن ناصر بن خلف بن سباع بن عبدالله التروحي بلدًا الشافعي مذهبا. تاريخ النسخ: يوم الجمعة 25 محرم 760هـ. 205 ورقات. توجد نسخة مصوّرة منها في مكتبة الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة، تحمل رقم (5709). بحوزة الكاتب صورة منها.
20) مُعْجَم المؤلِّفين؛ تأليف: عُمر رِضَا كَحَّالة. اعتنى به وجَمَعه وأخرجه: مكتبُ تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة. مؤسسة الرسالة- بيروت/ لبنان. ط1: 1414هـ/ 1993م. أربعة أجزاء.
21) مُعْجَم المطبوعات العربيّة والمُعَرَّبة (وهو شاملٌ لأسْمَاء الكُتب المطبوعة في الأقطار الشرقية والغربية مع ذكر أسْمَاء مؤلِّفيها ولُمْعَةٍ من ترجمتهم، وذلك من يوم ظهور الطباعة إلى نِهَاية السنة الهجرية 1339 الموافقة لسنة 1919 ميلادية)؛ جَمَعَه ورتّبه: يوسف إليان سَرْكِيس. دار صادر- بيروت/ لبنان. د.ت. (نشرة مصوَّرة عن طبعته الأولى الصادرة سنة 1346هـ/ 1928م عن مطبعة سركيس- الفجّالة- القاهرة/ مصر).
22) المَقْصِد لتلخيص ما فِي المُرْشِد في الوقف والابتداء؛ تأليف: أبِي يحيى زكريا بن محمد الأنصاري (ت926هـ). المطبعة العثمانية (لصاحبها: عثمان عبدالرزاق)- حارة الفراخة- القاهرة/ مصر. ط3: جمادى الأولى 1305هـ. 96 صفحة.
23) مَنْ هُو أبو مُحَمَّد العُمانِي؟ بقلم: محمد بوزيان بنعلي (كاتب من المغرب) مقالٌ منشورٌ في مجلة نَزْوَى، الصادرة بسلطنة عُمان، العدد 18/ ص34 فما بَعْدَها.
24) نِثَارُ الجَوْهَر في عِلْم الشَّرْعِ الأَزْهَر؛ تأليف: أبِي مُسْلِم ناصر بن سالِم بن عُدَيِّم البَهْلانِيّ الرَّواحِيّ (ت1339هـ). مكتبة مسقط/ سلطنة عمان. ط1: 1421هـ/ 2001م. خمسة مجلدات.
25) نَوادر المخطوطات العربية في مكتبات تركيا؛ تأليف: رمضان ششن. دار الكتاب الجديد- بيروت/ لبنان. ط1: 1394هـ/ 1975م.
26) الوقفُ والابتداء وصِلَتُهما بالمعنى في القرآن الكريم (رسالة جامعية)؛ إعداد: أ.د. عبدالكريم إبراهيم عوض صالح. دار السلام- القاهرة/ مصر. ط1: 1427هـ/ 2006م. 398 صفحة.
27) الوقف والابتداء؛ تأليف أبي عبدالله محمد بن طَيْفُور السَّجَاوَنْدِي الغَزْنَوِي (ت560هـ). دراسة وتحقيق: د. محسن هاشم درويش. دار المناهج للنشر والتوزيع- عمان/ الأردن. ط1: 1422هـ/ 2001م.
————————-
مداخلات تتعلق بالموضوع ورد الباحث عليها:
أشكرك أخي هلال بن مصبح
أعجبتني مداخلتك وملاحظاتك .. وسأتأنى في الرد على بعضها لأنها تستحق التأنّي ..
أما قولك:
((( أحببت أن أدلي بمعلومة وهي أنه حسبما أذكر أن الفترة التي عاش فيها المؤلف تميزت بوجود مراسلات بين علماء عمان وبين أصحابهم في خراسان واظن ذلك في عهد الإمام الخليل بن شاذان .
فلا أدري هل كان شيخنا أبو محمد دليلا آخر على الصلة القائمة بين علماء عمان وأصحابهم في خراسان وسجستان في تلك الفترة الغابرة من التاريخ ))) .
من حيث العموم: نعم، يمكن اعتباره مظهرا من مظاهر التواصل العلمي بين علماء عمان وغيرهم في الأقطار البعيدة.
أما في إطار المذهب الإباضي فيبدو لي أن أبا محمد العُماني لم يكن إباضيا.. ولستُ أملك دليلا قاطعا على انتسابه إلى مذهب معين.. لكنه أولا وأخيرا علامة كبير تفخر عمان بكونه أحد أبنائها، وتراثه يدل على خلق إسلامي رفيع ..
وقولك:
((( بالنسبة للكتاب الذي صدر بعنوان “القراءات الثمان ” للمؤلف أظن أن وزارة التراث قد تكفلت بطبعه ولربما انها تملك نسخا له للبيع والله اعلم ))) ..
نعم، في وزارة التراث نسخ منه للبيع، لكنه – كما نبهتُ سابقا – مليء بالسقط والأخطاء المطبعية..
*********************
مداخلة وتعليق من غير الباحث
حتى انا لا أستطيع ان أؤكد لك أنه إباضي
وكذلك ليس عندي دليل على أنه سني او شيعي
لكن الشيء المؤكد أن الفترة التي عاش بها الشيخ أبو محمد الحسن العماني فترة منسية في التاريخ العماني وهذا باعتقادي سبب رئيسي في نسيان هذا العالم الكبير
لأنه حتى الأئمة الذين عاشوا في تلك الفترة وصلتنا عنهم اخبار مشوشة فالخليل بن شاذان مثلا قيل عنه أنه الخليل بن شاذان بن الصلت بن ماللك .والصلت عاش في القرن الثالث .. فيلاحظ هنا أن المؤرخين تخطوا الزمن .. ولمراجعة التاريخ اعتبر بعض المحققين المعاصرين أن الاسم الحقيقي لخليل هو الخليل بن شاذان بن الخليل بن شاذان بن الصلت بن مالك
وهناك أئمة عاشوا في تلك الفترة لا نعلم عنهم شيئا مثل عمر الشريف !!!
وحدث ولا حرج عن ملوك النبهانة الذين تريخهم مغيب تماما عنا لأنهم عاشوا في تلك الفترة
وكما ان تدخل العباسيين في عمان في تلك الفترة ربما طبع عمان بغير الطابع الإباضي الأصيل الذي كانت تعرف به
فيخبرنا المؤرخون ببني مكرم .. .المؤرخين الغير عمانيين قالوا بانهم من أشراف عمان .. .بيد أني سمعت أحد المهتمين بالتاريخ يقول أن أسمائهم لا تدل على أنهم عمانيون
الكثير والكثير في تلك الفترة لا نعلم عنه شيئا صدقني
فلا عجب ولا غرابة إن لم نعلم عن هذا العالم الكبير إلى الآن
ربما هناك ما يشكك كونه إباضي لأنه يتولى بعض اهل العلم الذين ليسوا إباضية وربما هذا ليس بدليل قاطع .. .فكثير من العلماء منفتحون على غيرهم متجاوزون حواجز الولاية والبراءة .. .. . الله أعلم .. ..