14- تفسير آيات حق القرابة والجيران والمملوكين

14- تفسير آيات حق القرابة والجيران والمملوكين

تفسير حق القرابة إذا كانوا أحراراً والجيران والمملوكين :

قوله في السورة التي يذكر فيها النساء(الآية:36) :

{ وَاعْبُدُوا اللَّهَ } يعني : وحده { وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً } من خلقه { وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } يعني: براً بهما , ثم قال { وَبِذِي الْقُرْبَى } يعني : الإحسان إلى ذي القربى , وأمر بصلتهم والإحسان إليهم .{ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ } يعني : أن تتصدقوا عليهم , والإحسان إليهم .{ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى } يعني: جارك الذي بينك وبينه قرابة فله ثلاثة حقوق: حق القرابة , وحق الجوار , وحق الإسلام .

{ وَالْجَارِ الْجُنُبِ } يعني : جارك من قوم آخرين فله حقان , حق الجوار, وحق الإسلام . وجارك الذي له حق واحد ,جارك من غير أهل دينك فله حق الجوار { وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ } يعني : الرفيق في السفر والحضر { وَابْنِ السَّبِيلِ } يعني :الضيف ينزل عليك أن تحسن إليه وتعرف حقه { وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ } يعني : الخادم الذي ملكن يمينه , فأمر الله بالإحسان إلى جميع هؤلاء واداء الحق إليهم.

وقال :الراعي يسأل عن رعيته يوم القيامة.

عن جابر : عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه كالولد من والده”.

قال : من حق الجار أن تفرشه ,وتكف عنه أذاك.

ووجدت أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حضرته الوفاة قال :”الصلاة , والزكاة , وما ملكت اليمين , الصلاة , والزكاة , وما ملكت اليمين, ثم قال : رفيع ذو العرش : هل قد بلغت ؟ فلم يتكلم بعدها حتى خرج من الدنيا صلوات الله عليه”.

قال : أيما مملوك أطاع الله , وأطاع سيده فله أجران.

وقال : من حق القرابة : أن تصله إذا قطعك , وتعطيه إذا حرمك , وتعفو عنه إذا ظلمك .

وقوله في سورة بني إسرائيل(الآية: 26-28) { وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ } يعني : صلته { وَالْمِسْكِينَ } يعني : السائل , أمر أن يتصدق عليه { وَابْنَ السَّبِيلِ }يعني : الضيف إذا نزل عليك أن تحسن إليه { وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً } يعني : ولا تنفق في غير حق الله { إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً }.

وكل نفقة في غير الله فهي تبذير , وقال في آية أخرى :{ وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ } وذلك أنه قيل : إن فقراء أصحاب صفة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم , كانوا يسألون النبي فلا يجد ما يعطيهم فيعرض عنهم فيسكت . فعلمه الله كيف يصنع قال{ وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ } يعني : تعرض بوجهك عن من يسألك حياءً ورحمة لهم إذا لم تجد ما تطعمهم { ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا } يعني: انتظار رزق من ربك ترجوها أن تأتيك { فَقُلْ لَهُمْ } يعني : لمن يسألك { قَوْلاً مَيْسُوراً } يعني: أردد عليهم معروفاً العدة الحسنة , إن سيكون فأعطيكم.

وقوله في سورة “والضحى” (الآية:9-11) حين قال :{ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ } يقول : لا تجهم في وجهه.

{ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ }.