سورة الفاتحة الشريفة مكية وهي سبع آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
{ الْحَمْدُ للّهِ } أي : فرض حمده على عباده ، وحمد الله : هو الثناءُ عليه بصافته الحسنى .
{رَبِّ الْعَالَمِينَ } الربُّ المالكُ ، وقيل : الخالق ، والعالمين جمع عالم ، وقيل الدنيا عالم واحدٌ من ثمانية عشر ألف عالم ، وقيل: لا يحصى عدد العالمين أحد إلا الله ، وقال الله : ﴿ وما يعلمُ جنود ربك إلا هو ﴾ .
{ الرَّحْمـنِ } ” فعلان ” من ” رحم ” ، وهو الذي وسعت رحمته كل شي ، وكذا { الرَّحِيمِ } ” فعيل ” منه .
{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } أي : قاضي يوم الجزاء ، وقيل المالك ، والملك : هو القادر على اختراع الأعيان من العدم إلى الوجود ، ولا يقدر عليه أحد إلا الله . وهذه الأوصاف التي أجريت على الله سبحانه وتعالى من كونه ربّا أي مالكاً للعالمين ، ومنعِما للنعم كلّها ، ومالكاً للأمر كلّه ، أي يوم الثواب والعقاب ، بعد الدلالة على اختصاص الحمد به في قوله {الحمد لله} دليل على أن من كانت هذه صفاته لم يكن أحد أحق منه بالحمد والثناء عليه .
{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } لا نعبد إلا إيّاك ، ولا نشرك في عبادتنا غيرك ، { وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } أي : لا نستعين إلا بك ، لا نستعين لا بأنفسنا وحولِنا وقوّتنا ، فعمل الأوّل هو العمل لله ، وعملُ الثاني هو العمل بالله ، والعمل لله يوجب تحقيق العبادة ، والعمل بالله يوجب تصحيح الإرادة { اهدِنَـا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ } أي ثبتّنا ، وقيل : أي أرشدنا وثبتـّنا على المنهاج الواضح ، وهو طريق الحق وملّة الإسلام ، { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ } أي : صراط المسلمين ، { غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ } من اليهود والمستوجبين لغضب الله ، وغضب الله هو عقوبته . { وَلاَ الضَّالِّينَ } من النصارى ، أي غير الكافرين والمنافقين ، والمنعمُ عليه والمغضوب عليه متضادّان لا يستويان . قيل ، وأضل الضـلال والهلاك والغيبوبة ، ويقال : ضّل الماء في اللبن ، إذا هلك وغاب بـه .