بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
{وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1)} الكواكب البادية بالليل، وهو في الأصل: لسالك الطريق. { وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3)} قيل: المضيء، كأنه يثقب بضوئه فينفذ فيه.
{إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4)} أي: أن الشأن كل نفس لعليها حافظ رقيب. {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5)} لما ذكر أن كل نفس عليها حافظ أتبعه بوصية الإنسان بالنظر في مبدئه ليعلم صحة إعادته، فلا يملي على حافظه إلا ما يسره في عاقبته. { خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7)} قال أبو سعيد: »فقيل: إنه مما يخرج من الصلب هو ماء الرجل، وما يخرج من الترائب هو ماء المرأة؛ وقيل الترائب: عظام الصدر، أو ما بين الثديين والترقوين؛ وقيل: غير ذلك«.
{إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9)} تتعرف؛ أو يميز بين ما طاب من الضمائر، وما خفي من الأعمال وما خبث منها. { فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّة} من متعة في نفسه يمتنع بها،{وَلَا نَاصِرٍ (10)} يمنعه.
{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11)} قيل: الرجع: المطر، ترجع بمـطر بعد مـطر. {وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12)} ما تتصدع عنه الأرض من النبات. {إِنَّهُ} إن القرآن {لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13)} فاصل بين الحق والباطل. {وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14)} باللعب والباطل فاخذ كله؛ { إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15)} في إبطاله وإطفاء نوره. { وَأَكِيدُ كَيْدًا (16)} وأقابلهم بكيدي، في استدراجي لهم وانتقامي منهم، بحيث لا يحتسبون. { فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ} فلا تستعجل بإهلاكهم، { أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17)} إمهالا يسيرا.