سلام عليكم

من فقد السيطرة .. فقد لذة العبادة ويهرب من الخلوة مع نفسه.. بسبب ارتكابه لمعصية في الخفاء .. حتى في صلاته ويدعو ربه وهو شارد الذهن .. ما الحل؟

الحــل:

 

وعليكم السلام ورحمة الله

لا شك بأن التلطخ بالمعصية له أثره ان عاجلاً او أو آجلاً، وكفى بفقدان الأنس بالله والاستيحاش من النفس عقوبة، وكل ذلك بما جنت اليدان ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) (الشورى:30) .

يقول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: ( إن العبد إذا أذنب الذنب نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإن هو تاب وأقلع ونزع جليت، وإن عاد عادت حتى تعلو قلبه، فذلك هو الران ) ثم تلا قول الله تعالى ( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) (المطففين:14) .

ولكن بالعودة والأوبة الصادقة تتلاشى المعصية، ( فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له ) وهو الذي دعا عبادة للتوبة ووعدهم بالمغفرة بل التائب حبيب الله، يقول جل ذكره (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) (الشورى:25)

ويكفيك هذا الحديث عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:َ ( يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ عَمِلَ حَسَنَةً فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا أَوْ أَزِيدُ وَمَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَجَزَاؤُهَا مِثْلُهَا أَوْ أَغْفِرُ وَمَنْ عَمِلَ قُرَابَ الْأَرْضِ خَطِيئَةً ثُمَّ لَقِيَنِي لَا يُشْرِكُ بِي شَيْئًا جَعَلْتُ لَهُ مِثْلَهَا مَغْفِرَةً وَمَنْ اقْتَرَبَ إِلَيَّ شِبْرًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَمَنْ اقْتَرَبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَمَنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ).

فثق بالله عزوجل واقترب منه تنل الأنس به، وتجد لذة المناجاة، واعتبر هذه فترة تمحيص ومحاسبة عد بعدها بقلب صادق، مطمئن البال واثقا بوعد الله، واسأله بإخلاص نية ان يرجعك الى حظيرته، واكثر من الاستغفار وقراءة القرآن يغسل الله قلبك ويغفر ذنبك.

نسأل الله ان يثبتك ويثبتنا على طاعته وان يباعدنا من الآثام وما يورث غضب الرحمن.